استهلت الاحتفالية التي شهدت حضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي وأمينها العام االمهندس محمد الأشيقر، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة؛ ترحماً على أرواح شهداء العراق، جاءت بعدها كلمة السيد الصافي والتي مما جاء فيها:
"إن اشغال وقت الطالبة في أن تتعلم المسائل الشرعية، هذا المقدار هو يمثل النجاح، فما أجمل الحالة عندما يكون هذا المجاهد البطل في جبهات القتال، يقاتل ومن ورائه أسرة كريمة، تتعلم المسائل الشرعية، هو يقاتل يدافع عن البلد والمقدسات، وفي عين الوقت العائلة الكريمة تتواصل في أن تثبت نفسها على هذه العقيدة.. قطعاً هذه صورة في منتهى الجمال والروعة مع غض النظر عن الدرجة التقييمية التي يحصل عليها".
وأضاف: "هناك موازين اخواتي، لا بد أن نفهمها.. إن هذه الدراسة ليست مبنية على قضية التوظيف، وإنما مبنية على قضية اخرى وهي التكامل، ولذلك نحن نعرض في اكثر من مطلب، وفي قضية أن الإمام زين العابدين(عليه السلام) يعرض مقياساً للذلة غير المقاييس المتعارفة، يقول: إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، يجعل الخطايا هي مقياس الذلة ليس الفقر أو المرض.. هذه أمور لا عيب فيها، العيب عندما نخرج من لحظة العبودية الى الله تعالى ونعبد غيره، هذه المدارس الهدف منها هو ترسيخ هذه المبادئ، وما الدرجة إلا طريق من الطرق لتحصين حالة التكامل، وقد لا تكون طريقاً أصلاً".
مبيناً: "الذي نقوله ختاماً، مفهوم طلب العلم، مفهوم عام يشمل الجميع، والمدارس انما هي قضية تنظم طلب العلم، ولا شك أن هذا العمل يكون موقع القبول من الله تبارك وتعالى، ومن ولينا الامام المهدي(صلوات الله وسلامه عليه) هذه نقطة أحببت أن أضعها بين يدي اخواتنا الفاضلات حتى يتضح المطلوب، والثانية طبعاً المأمول من المدرسة كما هو حاصل أن تبذل جهدا كبيرا في السيطرة على المادة العلمية، والطالبة أن تبذل جهداً كبيراً في التوجه الى المطالب العلمية".
جاءت بعدها كلمة الشيخ عمار الهلالي رئيس قسم شؤون المعارف الاسلامية والإنسانية والتي بين فيها:
"لما كانت العتبة العباسية المقدسة امتداداً طبيعياً لنهج أهل البيت(عليهم السلام) المقدس، فقد قامت متمثلة بسادن المذهب وصوت المرجعية سماحة السيد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي(دام عزه) بخطوة مهمة ذات آثار عظيمة، هي تأسيس مدارس الكفيل الدينية النسوية التي ستكون ان شاء الله امتدادا للسيرة المشرقة للسلف الصالح في طلب العلم والعمل به، ولا يخفى على أحد أن هذه المدارس شهدت اقبالاً واسعاً من الطالبات، وتشجيعاً واضحاً من اولياء الامور للإقبال عليها، وبرزت فيها العديد من الطالبات المتفوقات المثابرات، ونحن اليوم بصدد تكريمهن، والدعاء لهن بالاستمرار على هذا التفوق والنجاح".
هذا وتخلل الحفل إلقاء العديد من الابيات الشعرية التي تغنت ببطولات وتضحيات ابطال القوات الامنية، وأبناء الحشد الشعبي المقدس، وتقديم عرض مسرحي للطالبات بعنوان (الشيطان والفتاة التائبة)، مع عرض فلم توثيقي عن مراحل انجاز مركز الصديقة الطاهرة(عليها السلام)، ليختتم الحفل بتكريم كوكبة من المدرسات والطالبات المتفوقات.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)