27 February 2017 - 20:37
رمز الخبر: 428397
پ
السید فضل الله:
رأى العلامة السيّدعلي فضل الله"أنّنا في هذا الوطن نعاني من الأنانيّين والانغلاقيّين الذين لا يفكّرون إلا في مصالحهم الذاتيّة"، داعياً إلى "رفع الصّوت عالياً لمواجهة هذا المنطق".
السید فضل الله

وكلمةً له في حفل تأبينيّ في مجمع المبرّات التربوي في الهرمل، أوضح فضل الله أنه "يعزّ علينا أن نقف هذا الموقف في تأبين أخ عزيز هو الحاج جمال سرور، في هذه المؤسّسة التي أحبّها وأعطاها كلّ حياته وكيانه، فهو لم يبخل عليها يوماً، فكان الحريص على مسيرتها وتطوّرها، ولم يتعامل معها كموظَّف يؤدّي وظيفته فحسب، بل كصاحب رسالة، وباعتباره جزءاً منها، فكان يتحرك بمسؤوليّة في تأديته عمله، من خلال شعورة بأنّ له دوراً في هذه الحياة عليه القيام به، فكان يتحرك بإرادة ذاتية، ويعطي الكثير لهذه المؤسّسة ولهذه المدينة والمنطقة".

ولفت الى أن "هذه المدينة لم تبخل على الوطن، فهي أعطته الكثير، وقدَّمت التّضحيات من أجله، لكن المسؤولين لم يوفوها ما تستحق من الحقوق والخدمات الأساسية التي تتيح لأهلها الحد الأدنى من العيش الكريم، ونحن على ثقة بأنّه بهذه الرّوح روح العطاء والتكافل الّتي كانت عند الحاج جمال، وكلّ الّذين يفكّرون بمثل تفكيره، سوف تبقى هذه المؤسَّسة مستمرة في عطائها وهذه المدينة كريمة بتكافل أهلها وعزة رجالها".

ولفت الى أن "عزاؤنا في هذه المناسبة، أنَّ الحاج جمال كان من هؤلاء الذين عرفوا طريقهم، فعاشوا في الحياة قيمة الإيمان الحقيقيّ، ولم يعشه سطحيّاً وشكلاً، بل عمقاً وتطبيقاً".

ورأى فضل الله أنه "على الإنسان المؤمن أن يملك قلباً ينبض بالمحبّة والخير والصّدق والأمانة، وأن يكون مخلصاً في تأديته لدوره ولعمله في هذه الحياة، وأن ينعكس هذا الإيمان على أخلاقه وسلوكه وتعامله مع الآخرين"، مشيراً الى أن "مشكلتنا في هذا الوطن، أنّنا نعاني من هؤلاء الأنانيّين والانغلاقيّين الذين لا يفكّرون إلا في مصالحهم الذاتيّة والخاصّة، وهذه العقليّة نراها تسيطر على هذا الوطن، من خلال الاختلاف على القانون الانتخابي الّذي يريده كلّ فريق على قياسه وقياس مصالحه، حتى يوفّر له العدد الأكبر من النوّاب"، مشيراً إلى أنَّ "التاريخ والوطن لا يخلّدان إلا الكبار الّذين يقدّمون مصلحة الوطن على مصلحتهم".

وشدَّد على ضرورة أن "نرفع الصّوت عالياً لمواجهة هذا المنطق الّذي يهدِّم ولا يعمّر الأوطان، هذا المنطق الّذي يدعو إلى تقاسم المصالح والنّفوذ ولو على حساب مصالح الناس وتطلعاتهم."(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.