17 May 2017 - 16:13
رمز الخبر: 430471
پ
السيّد الصافي:
صرح ممثل السيد السيستاني أنه "على المؤمنين أن يفهموا عقيدة أهل البيت(عليهم السلام) بشكلٍ صحيح وراسخ، حتى لا يقعوا في فخاخ شياطين الإنس الذين يختصّ عملهم بالإغواء والإبعاد عن هذه العقيدة، مدّعين ارتباطهم بالإمام المهديّ(عليه السلام)، فالبعض ينجرّ وراء دعاوى غير مرتبطة بالإمام بدعوى أنّه يحبّ الإمام، ولولا أنّ هؤلاء يجدون مَنْ يُصغي لهم ومن يسمع لهم لما تجرّأوا على هذه الدعاوى".
السيد احمد الصافي

 جاء هذا خلال الكلمة التي ألقاها المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي في مهرجان الأمان الثقافيّ السنويّ التاسع، الذي تُقيمه هيأة الإمام الصادق(عليه السلام) الثقافيّة بالتعاون مع العتبات المقدّسة العلويّة والحسينيّة والكاظميّة والعباسيّة، لإحياء ذكرى ولادة الإمام المهديّ المنتظر(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) والذي انطلقت فعاليّاته يوم  الاثنين (۱۸شعبان ۱۴۳۸هـ) الموافق لـ(۱۵آيار ۲۰۱۷م) في محافظة الديوانيّة.

 

وأضاف: "من دواعي السرور والشرف أن نحضر في هذا المكان المبارك والزمان للاحتفال والاحتفاء بذكرى عزيزة علينا هي ولادة الإمام المهديّ(صلوات الله وسلامه عليه)، الذي تشرئبّ له الأعناق والقلوب والآمال لأنْ نحظى برعايته الكريمة رعايةً خاصّة، إذ لا يخفى على الحضور الكريم أنّه (سلام الله عليه) لا زال يرعانا ولم نغب عنه وإن غاب عنّا، لكنّنا نتشرّف بالرعاية الخاصّة الى ذلك اليوم الذي كان الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) يتمنّون حضوره، ذلك اليوم الذي (لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحدٍ من الخلق) -كما ورد في دعاء الافتتاح- له (سلام الله عليه)".

 

وبين: "وأنا أعرض بخدمتكم في هذا الموضوع المهمّ عقائديّاً والخطير في نفس الوقت أحبّ أن أنوّه الى شيءٍ على نحو العجالة.

 

أوّلاً: نحن في عقيدتنا -عقيدة أهل البيت- لا يوجد أحدٌ زائد على السلسلة المباركة للأئمّة الهداة(عليهم السلام)، بمعنى أنّ هناك ضرورة أن يكون أمير المؤمنين وهناك ضرورة أن يكون الإمام الحسن والإمام الحسين الى الإمام المهديّ(سلام الله عليهم أجمعين)، وإن كانت حصّة بعض الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) قليلة من جهة معرفتنا بهم نتيجة ظرفٍ معيّن، هذا لا يعني أنّ هذه السلسلة يُمكن أن تكتمل مع غيبة هذا الإمام أو ذاك، ومن المفاهيم اللابدّية عقائديّاً هو الإيمان بالإمام المهديّ(سلام الله عليه) على نحو الإيمان الشخصيّ، فالاعتقاد بالأئمّة الأطهار يختلف عن الاعتقاد بالعلماء، الاعتقاد بالعلماء اعتقادٌ نوعيّ، بمعنى أنّ أيّ مجتهد يكون جامعاً للشرائط بغضّ النظر عن كونه زيداً أو عمر فللعوام أن يقلّدوه، أمّا الاعتقاد بالأئمّة(عليهم السلام) فهو غير ذلك، فلابدّ أن نعتقد بالأئمّة(عليهم السلام) اعتقاداً شخصيّاً بهم واحداً واحداً، فلا يُكتفى بالاعتقاد بوجود اثني عشر إماماً بعد النبيّ بل لابدّ من معرفتهم واحداً واحداً، ومن جملة الأئمّة الذين لابدّ أن نعرفهم وفق هذه القاعدة هو الإمام المهديّ(عجّل الله تعالى فرجه الشريف).

 

أمّا النقطةُ الأخرى -وهذه لعلّها ابتلائيّة- ألا وهي نسبةُ بعض الناس الى الإمام المهديّ(سلام الله عليه) في قضايا الإمام بليّة، بمعنى أنّ هذه الفترة الزمنيّة الطويلة وكون الإمام(سلام الله عليه) في غيبةٍ عنّا قد ولّدت نتيجةَ هذا البُعْد بعضَ الحالات التطبيقيّة بشكلٍ خاطئ، بل بشكلٍ قد يتنافى أصلاً مع كيفيّة ارتباطنا بالإمام المهديّ(سلام الله عليه)، ألا وهي دعوى بعضهم بأنّ له علاقةً خاصّة بالإمام المهديّ وتأتيه الأوامر منه (سلام الله عليه) وللأسف الشديد، لاحظوا العقيدة بالإمام بها جنبتان:

 

الجنبة الأولى نشجّع عليها ألا وهي أنّ العقيدة لابدّ أن تكون عقيدةً راسخة وعقيدةً قويّة، لأنّ هذه وصيّةُ نبيّنا، بمَنْ؟ أنّه النبيّ خلّف فينا الثقلين، ولابدّ أن أعرف الثقلين من هما، فكتاب الله واضح والعترة لابدّ أيضاً أن تكون واضحة فالجانب الإيجابيّ في العقيدة لابدّ أن أعتقد عن بيّنةٍ وعن بصيرة.

 

أمّا الجنبة الثانية فهي الجانب الساذج الذي قد يقع في فخاخه الآخرون نتيجة العاطفة بالإمام المهديّ، فيصدّق الإنسان أيّ شخصٍ يدّعي أنّ له ارتباطاً بالإمام -رجلاً كان أو امرأة-، وهذه السذاجة الإنسان غير معذور فيها، إذا خدعه مخادع فهو غير معذور ولا يُعفى من المسؤوليّة، ألا نقرأ في القرآن –لاحظوا الشيطان-، الله تبارك تعالى بعد أن ابتلى الملائكة نجحوا في الاختبار ما عدا إبليس، وعندما فشل إبليس اتّخذ عهداً مع الله على أنّه سيعمل بوظيفةٍ أخرى وهي وظيفة الإغواء، وفعلاً الآن الشيطان له هذه الوظيفة، القرآن ماذا يقول عنه؟ يقول: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، بمعنى أنّنا إذا وقعنا في فخاخ الشيطان لا يكون هذا عذرٌ لنا ولا أكون أنا خالي المسؤولية لأنّ الشيطان اتّخذ عهداً مع الله (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) فأقول أنا بناءً على هذا العهد قد وقعت في فخاخ الشيطان، القرآن يحصّن العقل ويحصّن المؤمن فيقول (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)".

 

وبيّن السيّد الصافي: "البعض ينجرّ وراء دعاوى غير مرتبطة بالإمام المهديّ(عليه السلام) وهذه مسؤوليّة الجميع، عليك أن تفهم هذه العقيدة بشكلٍ صحيح حتى لا تقع في فخاخ شياطين الإنس، ولعلّه لا يوجد إمام ظُلِمَ أكثر من الإمام المهديّ(سلام الله عليه)، فتارةً أُناسٌ تنكُرُ الإمام وتارةً أناسٌ تشكّك بأصل العقيدة وتارةً أُناسٌ تؤمن ولكنّها تذهب الى أعداء الإمام، وهؤلاء لولا الإمام لما اتّبعهم أحد، ولذلك –إخواني- هذه العقيدة عقيدةٌ لابدّ أن تكون راسخة وهذه العقيدة بها المثوبة وبها العقوبة، والحمد لله الآن الكثير من الفضلاء والأجلّاء يبيّنون هذه العقيدة بشكلٍ أو بآخر، والأئمّة(سلام الله عليهم) أيضاً أعطوا الإمام المهديّ مساحةً كبيرةً جدّاً من الاهتمام".

 

واختتم: "نسأل الله تبارك وتعالى أن يكرم أعيننا وأعينكم بتلك الطلعة البهيّة، سائلين الله تعالى أن يمنّ على بلدنا بالأمن والأمان، ولا شكّ أنّ هناك سواعد على جبهات القتال وهذه السواعد هبّت استجابةً لتكليفها الشرعيّ والوطنيّ للدفاع عن حياض البلد، وهذا النصّ أرجو أن يكون في ثقافتنا نحن –العراقيّين- (لولا فتوى المرجعيّة الدينيّة العُليا ولولا دماء أبنائنا الأعزّاء لكان حالُ المنطقة حالاً أخرى) وهذا تاريخٌ لابدّ أن نؤرّخه بأقلامنا لأنّ الآخرين أرّخوه بدمائهم، والتاريخ الذي يؤرَّخ بالدماء يكون تاريخاً وضّاءً، المفكّرون الأعزّاء أصحاب الأقلام الحرّة والغيورة، عليهم أن يلتفتوا أنّه نحن في مرحلةٍ خطيرة جدّاً، هناك تضحيات جِسام وهناك شعبٌ يخوض معركةً شرسة ضدّ أعتى ما عرفته البشريّة من دجلٍ ومن حقدٍ ومن إرهابٍ، وهذا الشعب يمارس الآن دوراً في غاية الأهميّة إذا لم يوثّق من قبلكم، ستكون أنت الشاهد الآن لكن بعد عشرين عاماً سيصعب عليك أن توصل هذه الرسالة الى أولادك لأنّك تتكلّم بلا دليل، والذاكرة لا تكون في بعض الحالات دليلاً، هناك حقّ علينا من قبل الأحبّة الأبطال الذين يُقاتلون، فلولاهم لكان وضع العراق والمنطقة بحالةٍ أخرى".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.