09 July 2017 - 16:20
رمز الخبر: 431803
پ
الدكتور عبدالامير العبودي في حوار خاص مع رسا:
أكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي على أن "بعد تحرير الموصل بالكامل وفي مسلسل التحرير سيتم اولا تحرير قضاء الحويجه وهذه المنطقة مهمة جدا حيث أنها تحتاج الى معالجة سريعة، والموضوع المهم الذي يجب أن نعمل عليه هو موضوع المناطق الضارة، هناك توجد مناطق حتى وإن لم تحرر سريعا فلا مشكلة في ذلك، حيث أنها محاصرة من كل الجهات ولا تشكل خطرا بعد ذلك".
دكتور عبدالامير العبودي

أكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالامير العبودي في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول اخر الاخبار عن الموصل ومستقبل العراق في ما بعد داعش وتأثر الخلافات الخليجية على الانتصارات في سوريا والعراق وإمكانية الحرب بين الروس والامريكان في سوريا بعد تراشق التصريحات ما بين الامريكان والروس على أنه "بخصوص اعلان النصر النهائي في الموصل فهوعائد الى عدة اسباب الاول هو أن الارض الى الان لم يتم تصفيتها من بقايا المخلفات الحربية أو تحريرها بالكامل كون أن بعض الجيوب الصغيرة والواقعة في المدينة القديمة من الموصل في باب الطوب والدواسة مازال يوجد فيها مقاتلي داعش وهذا لا يبرر اعلان النصر من جانب الحكومة العراقية الا بعد تحرير كامل الاراضي في الموصل".

 

وتابع أن "ما لا يقال في الاعلام بعض الاحيان هو أن الحكومة العراقية تريد أن تعلن النصر في غير أوانه، الامر الذي لا يتفق كثيرا مع أراء وأفكار وطموحات الاجهزة المقاتلة في الدولة العراقية، ليس على مستوى الشرطة الاتحادية ولا جهاز مكافحة الارهاب بل حتى على مستوى الحشد الشعبي والاجهزة الاخرى، جميع الاجهزة تريد أن تعلن النصر ووصل الحد بهم الى التقاذف والاقتتال اللفظي لإعلان النصر اولا، وباعتقادي وهو الامر الاكثر واقعية أن اعلان النصر يحتاج الى تهيئة الارضية من قبل الحكومة العراقية على مستويات متعددة، منها على مستوى عاصمة بغداد والمحافظات الاخرى والواقع الامني في عموم البلاد، كون أن الامر ربما يبعث حالة من الانتقام والتهور الذي اصيب به العدو، نعتقد أن حالة تأخير إعلان النصر يرجع الى هذه الاسباب الثلاثة".

 

وحول تعامل القوات العراقية في مرحلة ما بعد داعش بين أن "الحكومة العراقية وضعت في بالها كما وضع القائمون على الحشد الشعبي المناطق لتحريرها حسب التسلسل، وفي مسلسل التحرير سيتم اولا تحرير قضاء الحويجه وهذه المنطقة مهمة جدا حيث أنها تحتاج الى معالجة سريعة، والموضوع المهم الذي يجب أن نعمل عليه هو موضوع المناطق الضارة، هناك توجد مناطق حتى وإن لم تحرر سريعا فلا مشكلة في ذلك، حيث أنها محاصرة من كل الجهات ولا تشكل خطرا بعد ذلك، بالمناسبة هناك مناطق في الساحل الايسر تركت كونها محاصرة وترك الامر على حاله، بعض مناطق الانبار وصلاح الدين ايضا مازالت غير محررة والجزء الاكبر من جبال مكحول وحمرين ايضا غير محررتين، لذا موضوع تحرير المناطق يرجع الى اهمية الارض والمنطقة والقضاء وليس الى اي شيء اخر".

 

وحول موضوع ايقاض الخلايا النائمة في مرحلة ما بعد داعش وتكرار الخروقات الامنية قال: "برأيي على العراقيين أن لا يتوقعوا أن الجنة ستهبط عليهم وأنهم سيعيشون بأمن وامان وسلام بعد تحرير الموصل، المنطقة ملتهبة والعراق بصورة خاصة لا يمكنه أن يشعر بالأمان بأي شكل أو باخرى لأن الايدي والتدخلات والارادات الاجنبية فيه طويلة وكل جهة او دولة منهم تريد لنفسها بسط القوة والسيطرة، حتى وإن أنتهينا من داعش عسكريا بعدها يجب أن نهتم ونركز على الجانب الامني وأعتقد أن العمل في الجانب الامني اقل مناورة بالنسبة للعمل العسكري لكنه اكثر ايلاما وخطورة وصعوبة، والعراقيون يجب أن يتهيئوا لمرحلة ما بعد داعش ليس لأننا نعتقد بوجود مؤامرة أو نظرية المؤامرة والخلايا النائمة، بل كون أن المعركة طويلة وعلى العراقيين أن يتهيئوا لذلك وأن يعدوا بأن المعركة لن تنتهي قريبا وعلى الاقل ربما لن تنتهي على الامد القريب".

 

وفي ما يتعلق بالخلاف السعودي القطري وتأثيره على الاوضاع في سوريا والعراق أوضح الدكتور عبدالامير العبودي أن "الخلافات القطرية السعودية لن ولم تؤثر على الكيانات والجماعات الفاعلة على الارض في سوريا والعراق وحتى لا نظلم حق المقاتلين الابطال في سوريا والعراق نعتقد أنهم يقاتلون عدوا شرسا وهذا العدو لن يتأثر بقدراته من خلال هذه الهشاشة في العلاقات الخليجية، ولكن ايضا الضعف الذي بدى على القوات المقاتلة أو الدواعش او النصرة قد بدء الضعف فيهم منذ حوالي سنتين وصولا الى قبل عدة اشهر، وكان الضعف باديا على هذه الجماعات سواء كانوا في الجانب السوري أو العراقي، وبالنسبة للعراق حيث أنهم قاتلوا بطريقة ممتازة وحرفية حيث أنهم اجبروا قوات النخبة العراقية من جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والذين استلهموا القتال من الحشد الشعبي بالنزول لساحات القتال، وبالنسبة للجيش السوري فكان لهم عونا من جانب الروس حيث أن جهاز الجو الروسي غير الكثير من معادلات اللعبة وايضا دخول المتحالفين مع الجيش العربي السوري مثل ايران وغيرهم كان له التأثير المباشر في النجاحات الاخيرة للجيش العربي السوري، نعتقد أن القوات السورية او العراقية بإمكانها تغيير المعادلة لصالحهما وأن الذين سيقاتلونهم سيفشلون حتى وإن كان الخليجيون متخاصمين في ما بينهم".

 

وتابع أن "القائمين على الحشد الشعبي يقولون أننا لن ندخل الاراضي السورية الا بموافقة الحكومة العراقية والسورية، وبتحليلي الشخصي هو أن الحشد الشعبي ليس بإمكانه وبالظرف الحالي مواجهة الامريكان في ثكنات مرتمية في عمق الصحراء وكل ثكنة لا يتجاوز عددها 25 او35 شخص حيث أن الطائرات الامريكية قادرة على تدميرهم جميعا، الحشد الشعبي غير قادر على مواجهة الامريكان في الصحراء، بل قواتنا تتمكن بمواجهتهم في المدن، وتلقى الامريكان اقوى الضربات من قوات المقاومة بصورة مكثفة وبذلك اجبروا على الإنسحاب، فإذن اي مواجهة مع الامريكان في الصحراء ليست في صالح الحشد الشعبي، وثانيا دخول الحشد الشعبي الى الاراضي السورية ومن دون اذن فرضا وإن كانوا لم يفعلوا ذلك سيمثل خرقا للقوانين والمقرارات الدولية".

 

وختم الدكتور عبدالأمير العبودي كلامه، قائلا أن "المعركة والمواجهة لن تكون عبر الاراضي العراقية والسورية مع الأمريكان، القوات الامريكية لن تدخل في معركة تعتقد إن دخلت بها سوف تخسر، وقتالهم إن حصل سيكون عبر الجو، وربما الكلام الذي يتداول حول منطقة اشتباك بين الروس والامريكان كلام غير جدي وغير منطقي، فالروس والامريكان لن يتقاتلوا في الوقت الراهن على اعتبار أن الحالة المادية مزرية في الواقع الروسي بعد الحصار المفروض عليهم من قبل الدول الاوربية والدولة الامريكية، والامريكان لن يقاتلوا احدا على اعتبار أن ترامب لا يقاتل إلا اذا ضمن المال الكافي لتلك الحرب، وهذا الهاجس هيمن على عقلية ترامب فهو رجل تاجر يريد ان يكسب أكثر، ورأينا ترامب كيف وبأي طريقة استنزف الدول الخليجية وكسب المال منهم بطريقة الخاصة، ويجب ان ننوه أن ترامب وفي الوقت الراهن غير قادر على أن يزف القوات الامريكية الى إستنزاف في حرب جديدة، والقوات الامريكية قد خسرت مرتين في منطقة الشرق الاوسط، ومن خلال هذا الكلام اؤكد أن اي حرب بين الروس والامريكان سوف لن يقع أبدا." (9861/ع913)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.