01 October 2017 - 14:42
رمز الخبر: 435114
پ
السید نصرالله:
بيّن السيد نصرالله أنّ "​إسرائيل​ تعترف عندما تتحدّث عن "حزب الله"، أنّه ​الجيش​ الثاني في المنطقة، ولا أحد يناقش أنّنا خائفون أو ضعاف، إنّما نتكلّم من موقع المسؤوليّة والحرص".
السيد نصرالله

لفت الأمين العام لـ"​حزب الله​" السيد ​حسن نصر الله​، في كلمة له في الليلة العاشرة من ليالي ​عاشوراء​، إلى "أنّني أشكر حضوركم الكبير والواسع في الليلة الأخيرة، ومن واجبي أن أشكر المحبين في كلّ المناطق و​المدن​ والبلدات الذين على طيلة الأيام الماضية أقاموا ​المجالس الحسينية​، وعبّروا عن حزنهم وألمهم لهذا المصاب العظيم، وعبّروا عن معرفتهم الواسعة لثورة الحسين ولهذا الشهيد العظيم"، مشيراً إلى "أنّني أشكر كلّ من نظّم وحمى المراسم. وعاماً بعد عام، هذا الإحياء يكبر كمّاً ونوعاً على كلّ الأصعدة، ونشكر ​القوى الأمنية​ على الجهود الّتي بذلتها وتبذلها إلى حين انتهاء إحياء هذه المناسبة. كما نسأل الله أن يمن علينا بالأمن والهدوء".

وبالشأن اللبناني، دعا نصرالله إلى "الحفاظ على الإستقرار العام الموجود في البلد والحالة القائمة من الهدوء والتواصل والحوار والتلاقي بين مختلف القوى"، مركّزاً على أنّ "إدارة شؤون البلد لا يمكن معالجتها بذهنية التحدّي والمكاسرة بل بالحوار"، منوّهاً إلى أنّ "خلال الأيام الماضية، كنّا أمام أزمة خطيرة بعد قرار ​المجلس الدستوري​، وكان هناك تخوّف من الإطاحة ب​سلسلة الرتب والرواتب، وكان البلد أمام استحقاق خطير"، مبيّناً أنّ "الإبتعاد عن التحدي والحرص على التوصّل إلى حلول، أمكن اللبنانيين من التوصّل إلى حلّ"، موضحاً أنّ "البحث الجدي، سمح لأن يتجاوز لبنان المحنة، وهذا ما عبّر عنه ​مجلس الوزراء​".

وشدّد على أنّه "مهما كانت التباينات، يمكن أن نصل إلى حلول كما حصل في قانون ​الإنتخابات​: بدأنا من تباينات حادّة إلى أن وصلنا إلى قانون يحقّق مصلحة وطنيّة للجميع، وهذا التوجّه العام ما أردت ان أبدأ منه"، لافتاً إلى أنّ "بعض المعلومات سمعناها وما يتمّ تداوله في الصالونات، هو أنّ هناك من يحضّر إلى اصطفافات جديدة"، موضحاً أنّه "إذا كانت لها علاقة بالإنتخابات لا مشكلة لدينا، لكن الحديث عن تحريض ما لجرّ لبنان إلى مواجهة داخلية، فهذا أمر يجب أن نحذّر منه في بداية الكلمة".

وركّز نصرالله، على أنّ "مصلحة لبنان الحقيقيّة هي تجنّب الدخول في أي مواجهة داخليّة تحت أي عنوان من العناوين. هناك انهيار محاور في المنطقة، والأميركيين يبدو أنّهم يحضّرون لعداوات جديدة وصارعات جديدة في المنطقة"، متسائلاً "ما هي هصلحة لبنان من ذلك؟ لا شيء"، مشيراً إلى أنّ "أهمية البحث عن حلول ولو بصعوبة وتجنّب الذهاب إلى صدامات، ولا أقول هذا من موقع قلق أو خوف أو ضعف، الكل يعلم أنّ "حزب الله" وحلفاءه ومحوره لسنا في موقع ضعف ولا قلق ولا خوف. وعلى مستوى "حزب الله" الجميع يعرف أنّ الحزب في أقوى وضع منذ تأسيسه على كلّ الأصعدة".

وبيّن أنّ "​إسرائيل​ تعترف عندما تتحدّث عن "حزب الله"، أنّه ​الجيش​ الثاني في المنطقة، ولا أحد يناقش أنّنا خائفون أو ضعاف، إنّما نتكلّم من موقع المسؤوليّة والحرص"، داعياً القوى السياسية الّتي تدفع لهذا الإتجاه، إلى أنّ "تكون على مستوى من الوعي وأن لا يدفعها أحد إلى المغامرة لأنّ النتائج معروفة"، مشدّداً على أنّه "لا يفكّر أحد أن يدفع بلبنان نحو مواجهات داخلية، وعلى رأسها ​السعودية​. نحن نراها مغامرة فاشلة في هذا المشروع".

وأكّد نصرالله، "أنّنا مع استمرار الحكومة في العمل إلى آخر يوم من حقّها الدستوري إلى الإنتخابات وتشكيل مجلس نيابي جديد"، منوّهاً إلى أنّ "ما يقال في البلد أنّ هناك نوايا لتشكيل حكومة جديدة، لا أعتقد أنّ أحداً يفكّر في هذه الطريقة ، نحن مع الإستمرار في هذه الحكومة والتعاون الإيجابي".

ورأى أنّ "في موضوع السلسة والحلول الّتي تمّ التوصّل إليها، نحن لم نشعر أنّ هناك أحداً لا يريد أن ينفّذ قانون ​السلسلة​، فلا داعي للقلق والمعالجات الّتي اتّفق عليها ضمن المتاح تفسح المجال لمعالجة ​الموازنة​ وقطع ​الحساب​"، مبيّناً أنّ "​محاربة الفساد​ تبدأ من سدّ أبواب الفساد. ومعالجة أسباب الفساد والمعالجة المالية الجادة والمواظبة الحكومية من خلال الجلسات المتكرّرة، هي عامل مبشّر للبنانيين أنّ دولتهم حريصة على عدم الوصول إلى انهيار مالي واقتصادي، ويجب أن يكون للناس مستوى معقول من الإطمئنان".

وأوضح نصرالله، أنّ "في مسألة الإنتخابات، ما أثير عن احتمال تمديد جديد بحجج تقنية أو فنية، أضمّ صوتي لصوت ​رئيس المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ بالقول أنّه قطعاً لا يوجد تمديد ولا تأجيل للإنتخابات وستجري. لا يوجد سبب للتمديد ولا تمديد"، مركّزاً على أنّ "الإنتخابات القريبة المقبلة يجب أن تجري على أساس القانون الّذي أُقرّ في مجلس النواب دون أي تعديل على القانون، لأنّ أي نقاش جديد سينسف القانون وسيعيدنا الى نقطة الصفر"، لافتاً إلى أنّ "بموضوع الآليات الإجرائية، فإنّ الأصل يجب أن يكون كيف نسهّل إجراء الإنتخابات بمواعيدها على أساس القانون الّذي أقرّ".

وأشار إلى أنّ "البعض حاول أن يقول انّ هذا القانون على قياس "حزب الله"، لكن نحن كنّا نطالب بالنسبية على أساس لبنان دائرة إنتخابية واحدة، وكثير من التفاصيل الّتي أُقرّت لا تتناسب معنا، لكن هذا قانون تسوية قام على أساس تسوية وطنية ممكنة وهذا ما يجب أن يُراعى".

وفي الملف الأمني، نوّه نصرالله، بـ"إنجاز تحرير كامل السلسلة الشرقة والجرود وبنا سُمّي بالتحرير الثاني"، مثمّناً "كلّ التضحيات للجيش والمقاومة وهذا انجاز مهّم جدّاً، ونؤكّد أنّه ينهي الوجود العسكري للإرهابيين"، مركّزاً على أنّه "يبقى التهديد الأمني قائماً، لكن ليس بمستوى ما كان في السابق، التهديد تراجع ولكن لم ينته، وبعد زوال الوجود العسكري تراجع"، مركّزاً على أنّ "الجرود مليئة بالألغام​ والمتفجرات والأحزمة في المغاور والوديان، الّتي تركت وهذا يحتاج إلى تنظيف"، مؤكّداً أنّ "القاعدة اللوجستية للإرهاب انتهت والقدرة على تنفيذ عمل أمني تراجع، خصوصاً أنّ ​تنظيم "داعش"​ يعيش أيامه الأخيرة. ويجب أن نسجّل، وبالرغم من تفاهات بعض السفارات، أنّ لبنان من أكثر البلاد أمناً في العالم ولبنان آمن أكثر من ​واشنطن​ نفسها".

ولفت إلى أنّ "التأكيد على الوعي الأمني، وما قيل عن تخفيف الإجراءات بمحيط الضاحية، هذا غير صحيح ولا ينبغي أن يكون، والإجراءات الأمنية يجب أن تستمرّ حتّى إشعار آخر وليس الوقت المناسب لذلك"، موضحاً أنّ "في ​مخيم عين الحلوة​، هناك بعض الأشخاص الّذين يشكّلون خطراً أمنيّاً، ونحن مع التواصل مع ​القوى الفلسطينية​، ونحن بكلّ المخيمات مع المقاربة الشاملة ليس على الصعيد الأمني فقط، بل نطالب بإحياء وققة التعاون اللبناني الفلسطيني مع المخيمات وهذا يساعد الفلسطينيين في الموصوع الأمني".

وركّز نصرالله، على أنّ "بالسياق الأمني، تقع بعض الأحداث الصغيرة في لبنان كما كلّ الدول، ولكن نتيجة التضخيم الإعلامي يتمّ تضخيم الأحداث، لذلك يجب إعطاء كلّ ​حادثة​ فردية حجمها الطبيعي، وهذا السلوك يؤدّي إلى تشويه صورة البلد، وذلك ينعكس على البلد من كلّ الجهات".

وكشف أنّ "في هذه الليلة بما لها من خصوصية واستحضار وجداني، وبموضوع إطلاق النار في الهواء، نحن قمنا بجهد في السنوات الأخيرة أعطى نتائج جيدة، وهناك مجموعة كلّفتها بكلّ تشييع شهيد يصلني تقرير عن وجود إطلاق نار. من الناحية الشرعية، إطلاق النار في الهواء حرام شرعاً عند الجميع، لأنّ إطلاق النار يؤدّي إلى ضحايا ودائماً يؤدّي إلى حالة إرعاب وارهاب للسكان والناس. وللأسف رغم كلّ المناشدات، فالقوى السياسية لم تحرّك ساكناً والمعالجات لا زالت قاصرة".

وفي ملف النازحين، بيّن نصرالله "أنّنا اليوم جميعنا نجمع على أنّ هناك مشكلة وتتفاقم وتأخذ ظواهر جديدة، وحادثة زعرتا ممكن ان تتكرر في أي بلدة أخرى"، منبّهاً إلى "أنّنا قلنا سابقاً عن العودة الطوعية والآمنة. حتّى على العودة الطوعية لا أحد يعمل لا قوى سياسية ولا أحد. هنا اللبنانيون مسؤولون"، موضحاً أنّ "هناك من لا يريد أن يعود النازحون لأسباب تخصّهم، ولكنّ الجميع يقول نعم نحن مع العودة الطوعية للنازحين".

وتوّجه إلى النازحين أنفسهم، قائلاً "ليس الكل مع المعارضة وليس الكلّ مع النظام السوري، مصلحتكم هي العودة إلى بلدكم وحياتكم الحقيقية في بلدكم، أنظروا حولكم الفلسطينيون يتمسّكون بحق العودة، ومصلحتكم أن تشاركوا في إعمار بلدكم. اليوم الدول والشركات الكبرى في العالم وفي لبنان حتّى، بدأت تتكتّل وعيونها مشدودة للعمل في سوريا، وبعض القوى تطالب أن يكون لبنان منصّة للمساعدة في إعمار سوريا دون الحديث مع الحكومة"، متسائلاً "كيف ذلك؟ إذا وزير الخارجية التقى وزير الخارجية السوري لا ينسجم معهم".

وشدّد نصرالله، على أنّ "حقّ النازحين العودة إلى بلدهم. كلّ الضمانات المطلوبة يمكن تقديمها وتسهيلها على ضوء التجارب في سوريا، وهذا الملف لا يجب أن يبقى ملفاً للمزايدة الإنتخابية، لأنّنا ذاهبون للإنتخابات"، منوّهاً إلى أنّ "البعض يريد أن يخترع معارك لا أفق ولا معنى لها على حساب معاناة النازحين واللبنانيين والسوريين في وقت واحد".

أمّا بموضوع التعاطي مع الخروقات الإسرائيلية، فلفت إلى "انّنا أمام تعاط جديد ندعو إلى تفعيله واخذه بجديّة أعلى، وعندما يعود رئيس لبنان حاملاً قضية فلسطين والنازحين واللاجئين، فهذا موضع إشادة لرئيس الجمهورية"، مؤكّداً أنّه "لا يجوز أن تصبح الخروقات الإسرائيلية أمراً طبيعيّاً. يجب أن يسلّط الضوء على الخروقات الإسرائيلية، وما يتمّ كشفه من كاميرات مفخّخة وأجهزة تنصّت الّتي يمكن أن تنفجر بأي مزارع. هم يزرعون عبوات ناسفة تقتل داخل الأراضي اللبنانية وهذا لا يجوز التساهل فيه"، متسائلاً "تصوّروا أنّ المقاومة تفعل ذلك داخل الأراضي الفلسطينية ويكتشف الجيش الاسرائيلي هذا الأمر، ماذا سيكون الردّ الدولي على ذلك؟ هذا الأمر لا يجوز السكوت عليه وهذا الأمر إن لم يعالج بالطرق السياسية، سنعالجه بطريقتنا، ولن نترك أرضنا عرضة للعبوات الناسفة والأجهزة الّتي يمكن أن تقتل أهلنا"، مشدّداً على أنّ "هذا أمر خطير لا يجوز السكوت عليه وتم اكتشاف كاميرا مفخخة عدّة، إذا نفجرت وقتلت مدنيين، هل نستطيع أن نسكت؟".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.