04 May 2018 - 16:09
رمز الخبر: 443371
پ
​السيد علي فضل الله:
لفت ​السيد علي فضل الله​، خلال خطبة الجمعة الى أن "لبنان يدخل بعد أقلّ من ۴۸ ساعة في حمى ​الانتخابات النيابية​ التي ستتيح للبنانيين فرصة اختيار ممثليهم الحقيقيين في الندوة البرلمانية بعد طول انتظار، ونحن أمام هذا الاستحقاق".
السيد فضل الله

ودعى اللبنانيين إلى أن "يرتفعوا إلى مستوى هذا الحدث والتحديات التي تواجه وطنهم في الداخل أو الخارج، وأن لا يكون اختيارهم لممثليهم ولمن سيحملون المسؤولية عنهم ارتجالياً، أو صدًى لانفعال أو حماسٍ، أو نتيجة خطاب وكلام معسول أو وعود لا تسمن ولا تغني من جوع، أو لاعتبارات ومصالح خاصة، أو لإغراء مالي، وما أكثر الإغراءات المالية التي تسعى وستسعى لتشتري الضمائر والنفوس". 

وطالب اللبنانيين أن "يأخذوا في الاعتبار أن الورقة التي يضعونها في صندوق الاقتراع ليست ورقة عادية، هي ترسم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم ومستقبل وطنهم لأربع سنوات قادمة، وقد تكون أكثر، فبها يعطون توكيلاً مطلقاً لمن ينتخبونهم، وهذا التوكيل ليس توكيلاً عادياً، هو يتضمَّن إعطاءهم الحرية في إصدار القوانين والتشريعات، وفي اختيار من يتولون مواقع المسؤولية، وفي الرقابة على ​الحكومة​ ومحاكمة أدائها، وفي أسلوب معالجة قضاياهم وإزالة همومهم، وكما لا يعطي أحدٌ توكيلاً لأحد في قضاياه الخاصة وأعماله إلا بعد دراسة، وبعد التأكّد من أنَّه لن يخون أمانته وسيقوم بواجباته تجاهه، لا بدَّ من أن يكون التأنّي أكبر في إعطاء الوكالة لمن يقرّر مصيره ومصير الوطن"، مشددا على "أنهم يتحمَّلون مسؤولية القرارات التي يتخذونها، إيجاباً عندما تكون القرارات إيجابية، وسلباً عندما تكون سلبية.. وهذه المسؤولية هي مسؤولية أمام الله الذي سيسألنا عن نتائج أي قرار نتخذه، قبل أن تكون مسؤولية تجاه وطننا ومستقبل أبنائنا".

وأكد فضل الله "ضرورة التدقيق جيداً في أي خيار نتخذه، أن ندرس من ننتخبه، أن ندرس تاريخه ومدى صدقه وأمانته وإخلاصه للمسؤولية التي سيحملها في حفظ الوطن وقوته. حتى لا يخدعنا أحد، أو نلدغ من حجر مرتين، أو نكرر الأخطاء والتجارب"، مشيرا الى "أننا لسنا حياديين بين من يريد الخير لصالح البلد وقضاياه الوطنية، ومن يريده بقرة حلوباً لمصالحه أو لمصالح الآخرين، ممن لا يريدون خيراً بهذا البلد. ومن هنا، دعونا وندعو إلى مشاركة فعالة وحضور قوي في هذا الاستحقاق".

ودعا كلّ القوى السياسيّة إلى أن "ترأف بهذا الوطن، أن لا تكون الساعات المتبقية فرصة لها لتفرغ مخزونها من الشحن الطّائفي والمذهبيّ والمناطقيّ والعشائري وإثارة التهم والتخوين بحقّ شركاء الوطن أو الطائفة، ما يهدّد الوحدة داخل كلّ طائفة، أو بين الطوائف والمذاهب، ويهدد الوحدة الوطنية أيضاً. فلا ينبغي لأجل الوصول إلى مقعد نيابي أو لحماية موقع موجود، أن نجعل البلد في مهبّ رياح الفتنة، أن نهدّد الوحدة بكل عناوينها، أو نحدث جروحاً في الداخل قد لا تندمل بسرعة كما نعتقد"، لافتا الى أن"الانتخابات نعمة وفرصة للتغيير ولتجديد الدم في عروق الوطن، فعلينا أن لا نحولها إلى نقمة لتزيد البلد جراحاً". (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.