30 September 2014 - 16:51
رمز الخبر: 7919
پ
السید علی فضل الله:
رسا - استقبل العلامة السید علی فضل الله عددا من الحجاج اللبنانیین القادمین من بلاد الاغتراب، وخصوصا من الولایات المتحدة الأمیرکیة وعدد من البلدان الأوروبیة، فی مقر بعثة مؤسسات المرجع الراحل السید محمد حسین فضل الله.
 فضل الله

 

و شدد أمامهم على "ضرورة بذل الجهود الإعلامیة والثقافیة الحثیثة للدفاع عن الإسلام، وخصوصا فی بلاد الاغتراب"، لافتا إلى أن "ما حققه الدعاة المسلمون فی تلک البلدان خلال عقود من الزمن، استطاعت التیارات المتطرفة أن تشوهه فی السنوات الأخیرة".

 

و تحدث عن الأبعاد الروحیة والدینیة لموسم الحج، مؤکدا أن "وحدة المسلمین هدف أساسی من أهداف الحج"، وقال: "لذلک، رأینا الرسول الأکرم یحث على هذه الوحدة، ویؤکدها فی آخر وصایاه، کما فعل الأئمة من أهل البیت، حیث أرادوا للمسلمین السائرین على خطهم، ألا یبتعدوا عن جماعة المسلمین، وأن یندمجوا فی المجتمع الإسلامی، بعیدا عن الاعتبارات المذهبیة، أو عما ذهبت إلیه الفرق الإسلامیة من اختلافات وتناقضات".

 

و شدد فضل الله على "ضرورة أن تبرز الوحدة الإسلامیة بأبهى مظاهرها فی موسم الحج، لا من خلال هذا الاجتماع الکبیر المتنوع فحسب، بل من خلال تأکید الثوابت الإسلامیة فی هذا اللقاء، و تأکید الخطاب الواحد، و احترام حرکة المناسک، و الابتعاد عن کل ما یثیر الفتنة بین المسلمین".

 

و أکد وجوب "أن تکون ساحة الحج ساحة حوار منفتح وهادئ بین جمیع المسلمین، بعیدا عن کل أسالیب الاستفزاز، و عن کل الأحکام المسبقة التی قد یرمیها البعض على الآخرین"، مشیرا إلى أن "ما تعانیه البلدان الإسلامیة من مشاکل و فتن، ینبغی أن تذوب فی مواقع الحج، لیقدم الحجاج نموذجا فی الوحدة المیدانیة التی یمکن أن تصل مفاعیلها إلى البلدان التی تعانی الاضطرابات والمشاکل والفتن".

 

و دعا الحجاج القادمین من بلدان الاغتراب إلى "أن یکونوا سفراء للإسلام السمح والمنفتح فی تلک البلدان، وأن یحترموا أسس الضیافة وقواعدها، فلا یسیئوا إلى قوانین هذه البلدان فی کل تعاملاتهم المالیة والتجاریة، و فی سلوکیاتهم العملیة، و أن یعملوا على تقدیم صورة ناصعة عن الإسلام، بعدما عملت التیارات العنیفة و الدمویة فی بلداننا، على تقدیم صورة مشوهة عنه، حتى باتت الکثیر من الشرائح الغربیة تتحدث عن أن العنف منتج إسلامی".

 

و اعتبر أن "ما بذله الدعاة المسلمون خلال عقود من الزمن، لتقدیم الصورة الحقیقیة للإسلام فی البلدان الغربیة، استطاعت الجماعات المتطرفة أن تشوهه بأفعالها وتصرفاتها، الأمر الذی بات یستدعی حرکة إعلامیة و ثقافیة على خطین من قبل الدعاة الذین یتحرکون فی البلدان الغربیة؛ فعلى الخط الأول، لا بد من أن یعملوا على تأصیل الإسلام السمح المنفتح فی نفوس المسلمین الذین یعیشون فی هذه البلدان، و على الخط الثانی، لا بد من أن ینشطوا لنفی ما یتم تقدیمه من تصرفات باسم الإسلام، والإسلام منها براء".

 

و کان فضل الله أبرق إلى المرجع الدینی آیة الله العظمى السید محمود هاشمی الشهرودی، معزیا بوفاة والدته.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.