29 May 2015 - 19:17
رمز الخبر: 10005
پ
العلامة السید علی فضل الله:
رسا- ألقى العلامة السید علی فضل الله، خطبتی صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامین الحسنین فی حارة حریک مؤکدا فیها على دعمه للحشد الشعبی فی العراق فی تحریر المناطق المغتصبة من قبل داعش مستنکرا التفجیر الارهابی فی القطیف.
العراق فإنه یتعرض لهجمة کبیرة تهدد وحدته وأمنه واستقراره

 

قال السید علی فضل الله خلال القائه خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامین الحسنین فی حارة حریک "حفل الأسبوع الماضی بأکثر من حدث سیاسی وأمنی، والبدایة من لبنان، الذی لا یزال فی دائرة الخطر، بفعل تمدد القوى التکفیریة فی الداخل السوری والعراقی، وعلى حدوده. وبدلا من أن تدفع هذه الأخطار الطبقة السیاسیة فی لبنان إلى تجمید خلافاتها وتعزیز وحدتها، للتفرغ لمنع تداعیات ما یجری حولنا من التأثیر فینا، نجد أنَ الانقسام السیاسی على أشده، وکأن لبنان بمنأى عن کل هذه الأخطار.إننا أمام کل ذلک، نعید دعوة کل الفرقاء والمسؤولین إلى التعامل بجدیة مع المخاطر المحدقة بالبلد، والإصغاء جیدا إلى خوف الناس وهواجسهم وقلقهم. وعلینا فی هذا البلد أن لا نراهن، کما یراهن الکثیرون، على وجود مظلة دولیة أو إقلیمیة تقی لبنان من الأخطار، وتسمح للبنانیین بأن یبقوا فی دائرة الاستقرار، فهذه المظلة غیر موجودة الآن، وإن وجدت، فلا ندری متى ترفع أو تثقب عندما تستدعی المصالح الدولیة والإقلیمیة أن یعود لبنان للعب دوره کساحة لتصفیة الحسابات، وکرئة تتنفس منها مشاکل المنطقة وسمومها".

 

 

وتابع: "أما العراق، فإنه یتعرض لهجمة کبیرة تهدد وحدته وأمنه واستقراره، وصولا إلى تهدید عاصمته والأماکن المقدسة فیه. إننا أمام ذلک، لا بد من التنویه بالدور الذی یقوم به الحشد الشعبی فی ملء الفراغ، ومعالجة نقاط الضعف، لمواجهة الذین استباحوا مدن العراق، وهم فی ذلک لم یفرقوا بین مدن شیعیة وأخرى سنیة أو کردیة. ونحن ندعو إلى توسعة دائرة الحشد الشعبی، بحیث یتکامل مع عشائر الأنبار وأهلها فی مواجهة الإرهاب، وذلک تحت رایة الحکومة العراقیة التی یفترض أن تحتضن الجمیع، وعلى قدم المساواة".

 

 

وقال: "نصل إلى الیمن، الذی کنا ننتظر مع کل الیمنیین دخوله مرحلة التسویة التی تبقى هی الحل الوحید لما یجری فیه، بعد ما بات واضحا عجز قوى التحالف بقیادة السعودیة، عن تحقیق ما کانت تریده فی حملتها العسکریة، وعجز أی طرف داخلی عن الإمساک لوحده بقرار الیمن.إننا نرى فی القرار الخاطئ بتأجیل الحوار فی جنیف أو إیقافه، استمرارا لاستنزاف قدرات هذا البلد العسکریة والاقتصادیة، لیسهل الأمر على الساعین لتطویعه، ومنعه من قراره الحر، وإدخاله فی أجندة الدول الفاشلة".

 

 

ولفت الى "الجریمة البشعة والمروعة التی طاولت فی الأسبوع الماضی فی مثل هذا الیوم، المصلین فی بلدة القدیح فی القطیف فی السعودیة، وأدت إلى سقوط عدد کبیر من الشهداء والجرحى، من قبل من استباحوا ویستبیحون دماء الناس، وحتى وهم یقفون بین یدی ربهم.إن هذا العمل الإجرامی یشیر إلى مدى تفاقم الخطر الذی بلغه هذا المنحى التکفیری. ونحن إذ نعزی أهلنا فی المنطقة الشرقیة فی مصابهم، سائلین الله تعالى الرحمة وعلو الدرجات للشهداء والشفاء للجرحى، نثمن فی الوقت نفسه الوعی الشعبی الذی شاهدناه، الوعی الممزوج بإرادة التحدی فی مواجهة المجرمین والمخططین لهذا العمل الإجرامی، ومسارعة السلطات السعودیة إلى احتواء هذه الجریمة بالقبض على الجهات المسؤولة عنها.وفی هذا المجال، ندعو السلطات فی المملکة، ومن باب الحرص على هذا البلد، إلى إسکات الأصوات التی تحرض على مذهب إسلامی ینتمی إلیه المصلون فی المسجد المستهدف، وتصل إلى حد تکفیرهم، سواء فی المواقع الدینیة أو عبر القنوات الإعلامیة، وإصدار تشریعات حاسمة تمنع ذلک، حتى لا تتکرر الجریمة وتقع مأساة فی موقع آخر، وتهدد وحدة هذا البلد واستقراره، فی وقت نحن أحوج ما نکون إلى الوحدة والاستقرار".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.