05 June 2015 - 20:47
رمز الخبر: 10079
پ
السید علی فضل الله:
رسا- اکد السید علی فضل الله على انه "تبقى عیوننا جمیعا، کما هی عیون المقاومة، على خطر الکیان الصهیونی الذی یجری تدریبات ومناورات لکیفیة المواجهة فی لبنان، وتطلق قیاداته التهدیدات لتهجیر أعداد کبیرة من اللبنانیین".
السيد فضل الله

 

قال السید علی فضل الله خلال خطبتی صلاة الجمعة انه : "کنا نرى أنه لو صدر قرار وطنی وسیاسی واضح فی هذا المجال، لکان الحل الأمثل لمعالجة أیة تداعیات قد یحدثها تدخل فریق یحسب على طائفة أو مذهب أو محور سیاسی. ونحن أمام هذا الواقع، لا بد من أن نؤکد الثوابت الأساسیة فی حفظ عرسال وأهلها، وتأمین الحمایة لهم، حتى لا یتعرضوا لأی سوء، کما نؤکد حفظ کل البلدات وکل أهلنا فی البقاع فی مواجهة المسلحین الذین یعرف الجمیع کیف أجرموا بحق الجیش اللبنانی وبحق أهلنا، خطفا وقتلا وتفجیرات، وغیر ذلک من ألوان التهدید المستمرة".

 

 

وشدد على "الجمیع الکف عن کل خطاب طائفی، أو کل تحرک له طابع مذهبی أو طائفی، بالنظر إلى تداعیاته الخطیرة على الداخل اللبنانی، ونحذر ممن یصطادون فی الماء العکر الداخلی، ویسعون لإثارة النعرات المذهبیة والطائفیة وتسویقها. إننا نرى أن هذا الخطاب یسیء إلى منطلقات الذین یبذلون دماءهم وحیاتهم؛ فهم یبذلونها لحساب الوطن، بعیدا عن أی حسابات مذهبیة أو طائفیة أو حسابات أخرى".

 

 

ودعا "الجمیع إلى أن یقفوا إلى جانب الجیش اللبنانی، وأن یؤمنوا التغطیة السیاسیة اللازمة له وکل الإمکانات"، وقال: "ندعو کل الذین یخافون تداعیات ما یجری على الداخل، إلى أن یستنفروا علاقاتهم الإقلیمیة أو الدولیة وصداقاتهم، لإبعاد المسلحین عن الأراضی اللبنانیة کافة، وأن لا یشیحوا النظر عن الأخطار التی تحدق بالوطن، ولا سیما القرى البقاعیة".

 

 

وقال: "نحن فی الوقت الذی نؤکد الحرص على تکریس کل الجهود لحفظ الأمن الوطنی، نشدد على أن یکون الحرص مستمرا على عدم العبث بالحکومة، لکونها المعقل الأخیر من مواقع الدولة المرکزیة، ولأن تعطیلها الذی نخشى أن یکون قد طرقنا أبوابه، یعنی السیر بالبلد إلى الشلل وإلى حافة الهاویة، وهذا أمر غیر جائز، مهما کانت الأسباب، لأنه یمس بمصالح المواطن کافة، ولا یحق لأی مسؤول، وتحت أی اعتبار، المس بها".

 

 

کما دعا "المسؤولین إلى أن یکونوا حاضرین وفاعلین فی التعامل مع القضایا الجوهریة فی هذه المرحلة الحساسة والخطرة. ونبقى نراهن على الحکماء والإطفائیین والعقلاء، الذین کان لهم دورهم فی السابق، ونرید أن یکون لهم دورهم فی احتواء الأزمات، وأن لا یعدموا فی ذلک وسیلة".

 

 

وشدد على أن "تبقى عیوننا جمیعا، کما هی عیون المقاومة، على خطر الکیان الصهیونی الذی یجری تدریبات ومناورات لکیفیة المواجهة فی لبنان، وتطلق قیاداته التهدیدات لتهجیر أعداد کبیرة من اللبنانیین. وفی الوقت الذی لا نرى فی هذه التهدیدات إلا استعراضا للقوة ومحاولات لرسم خطوط ومعادلات معینة، ندعو إلى الحذر من عدو ماکر ومخادع، قد یستغل الظروف للقیام بمغامراته، مع وعینا بجهوزیة المقاومة والجیش اللبنانی لرد أی اعتداء".

 

 

وقال: "عندما نطل على الوضع فی المنطقة، حیث یستمر المشهد قتامة ودمویة، نرى أن التحالف الدولی ما زال یلعب لعبته المزدوجة. وقد کنا نأمل من مؤتمر باریس الذی عقد أخیرا، أن یکون مناسبة یعید من خلالها التحالف الدولی النظر فی استراتیجیته التی أثبتت عقمها وفشلها وعدم جدواها، وأن یطرح استراتیجیة جادة وفاعلة ضد الإرهاب المتمادی الذی یهدد بتمزیق المنطقة واستباحتها وهز کیاناتها، بدلا من خطابات استعراضیة وغیر عملیة لا تسمن ولا تغنی من جوع، لا فی العراق ولا فی سوریا".

 

 

وکرر "الدعوة إلى صیاغة تحالف متین بین کل الدول الجادة فی مواجهة الإرهاب، وإلا سیأکل هذا الإرهاب الأخضر والیابس".

 

 

واضاف: "أما الیمن، فإننا نأمل أن تتم المباشرة بالحوار بین الأطراف الیمنیة الأساسیة، بعدما تبین للجمیع أن رحى الحرب تدور على الیمن بشرا وعمرانا واقتصادا وبنیة تحتیة، وأن استمرار هذا النزیف فی هذا البلد، لن یکون إلا لصالح هذا الطرف الإقلیمی أو ذاک. إننا نتطلع إلى انحسار التجاذب الإقلیمی والدولی فی المسألة الیمنیة، وذهاب الجمیع إلى طاولة الحوار، لیکون الحل یمنیا بامتیاز، بعیدا عن أجواء الحرب والغارات التی لم تبق من الیمن وبنیته العمرانیة والاقتصادیة إلا القلیل".

 

 

وختم: "أخیرا، لا بد من أن نتوقف عند الذکرى السادسة والعشرین لرحیل الإمام الخمینی، هذه الذکرى التی نستعید فیها المعانی الإیمانیة والروحیة التی عاشت حالة الذوبان فی الله فی أسمى معانیها، وهو ما جسده الإمام فی کل مراحل حیاته. ولا بد من أن نستحضر فی هذه الذکرى الهم الوحدوی الکبیر الذی کان یعیشه الإمام، حیث کان یدعو المسلمین دوما، وفی أشد المراحل صعوبة وحساسیة، إلى أن یتوحدوا ویکونوا صفا واحدا فی مواجهة أعدائهم، کما یدعو المستضعفین إلى أن یتکاتفوا لیشکلوا قوة فی مواجهة الاستکبار کله والظلم کله. لقد کانت فلسطین دائما تمثل البوصلة التی تطلع إلیها، واعتبرها القضیة الأولى للأمة، وتحمل لأجلها الحصار وکل ضغوط العالم. إننا فی ذکراه، نفتقد هذا الصوت الإسلامی الذی عاش الإسلام کله. وتبقى الثقة والأمل بأن مسیرته لن تتوقف، وأن صوته سیبقى هادرا فی مواجهة کل ظلم وقهر".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.