استقبل العلامة السید علی فضل الله، وفدا من قرى بلدات یارین والبستان والضهیرة ومروحین وأم التوت والزلوطیة، ضم عددا من رؤساء البلدیات والمخاتیر وفعالیات اجتماعیة وثقافیة.
بدایة، تحدث رئیس بلدیة یارین حسین الوجه باسم الوفد، مشیرا إلى "العلاقة التی تربطهم بهذا البیت وهذه المدرسة، مدرسة السید محمد حسین فضل الله، التی تمثل عنوانا للتواصل والتلاقی بین اللبنانیین بمختلف انتماءاتهم"، لافتا إلى أن "هذه الزیارة تأتی تأکیدا لهذا العنوان، وحرصا على استمراره، ونحن أحوج ما نکون إلیه فی هذه المرحلة، نبذ الخلافات بین اللبنانیین، ورفضا لها".
فضل الله
ثم کانت قصیدة للشاعر حسن دیاب إسماعیل، بعدها رحب العلامة فضل الله بالوفد، معربا عن "اعتزازه الکبیر بهذه البلدات التی قدمت التضحیات، ولعبت دورا أساسیا فی مقاومة العدو الصهیونی".
وحیا فضل الله "هذه الروح، روح الانفتاح والتواصل وتعزیز أواصر الوحدة على المستوى الإسلامی والوطنی، ولا سیما فی هذه المرحلة الصعبة والمعقدة".
أضاف: "نحن حریصون على تعمیق الوحدة الإسلامیة والوطنیة، وحریصون على التواصل مع الفرقاء والمکونات السیاسیة والدینیة کافة فی لبنان، لنشکل سدا فی وجه کل من یسعى إلى تقسیم الصفوف وإرباک الوضع الداخلی، من خلال إثارة الحساسیات المذهبیة والطائفیة والسیاسیة".
ورأى "أن الاختلاف أمر طبیعی، وهو عنصر إیجابی إن أحسنا التعامل معه، ولکن مشکلتنا فی لبنان وفی هذا الشرق، أننا حولنا هذا التنوع إلى مشکلة، من خلال الإساءة فی التعامل معه، والعمل على إثارة التوترات والخطابات المتشنجة التی تثیر الأحقاد والعصبیات والانقسامات".
وأکد أن "ما یجمعنا، سواء على المستوى الإسلامی أو الوطنی، هو کبیر وکثیر، ولکن دائما ما ننسى نقاط اللقاء، ونصر على جعل نقاط الاختلاف فی الواجهة"، محذرا من "الذین یعملون على إثارة الخوف وبث الرعب بین الشیعة والسنة فی واقعنا، من خلال التجییش المذهبی، واستحضار أحقاد التاریخ ومآسیه"، معتبرا أن "بعض وسائل الإعلام تساهم فی تغذیة هذه الانقسامات وإعطائها الطابع المذهبی والطائفی".
وأشار فضل الله إلى "أن دورنا جمیعا فی هذا البلد هو العمل على نزع أی فتیل مذهبی وطائفی، وتبدید کل هذه الإشاعات التی یروج لها البعض، وکل هذا الخوف المصطنع والمتبادل بین السنة والشیعة، منعا من إسقاط واقعنا فی الفتن والحروب، أو تقسیمه على أسس مذهبیة وطائفیة، لتکون ثمة مشاریع حروب دائمة فیما بیننا خدمة للکیان الصهیونی".
وختم بالتشدید على "الحرص على الوحدة والتواصل والتعایش". وتوجه إلى الوفد قائلا: "إن منطقتکم وقراکم مثلت نموذجا وقدوة فی إرادة اللقاء والعیش معا، وبتواصلنا نشکل نقطة لقاء وضوء لحمایة وحدتنا الداخلیة، ومنع نار الحروب والفتن التی تعیشها منطقتنا من أن تصل إلى وطننا".