دعا السید فضل الله العاملین فی قناة "الإیمان الفضائیة" إلى "بذل الجهود للوصول إلى التفوق والإبداع الذی یتطلب جهدا کبیرا". وقال: "إن العمل الإعلامی مکلف جدا من الناحیة المادیة، ولا سیما أننا نعمل بإمکاناتنا الذاتیة، ولن نألو جهدا لنحفظ استقلالنا وتوجهاتنا وقناعاتنا، فلا نرتهن لهذه الجهة أو تلک، أو هذه الدولة أو هذا المحور، معتمدین على ثقة الله والناس ومحبتهم".
وأمل من العاملین أن یبذلوا الجهود الممکنة لتقدیم البرامج المبدعة، والتی تحاکی قضایا الأمة والمجتمع والشباب، وتقدم الدین بطریقة إنسانیة عصریة، بعیدا عن التطرف والغلو والخرافة".
وقال: "إننا نرید لهذه القناة أن تکون صوتا من أصوات الوحدة، فی وجه کل الأصوات التی تدعو إلى التفرقة والفتنة والانقسام. ومسؤولیتنا أن نحمل هم هذه الوحدة، ونعبر عنها فی برامجنا، رغم کل الظروف الصعبة التی تحیط بنا".
وأردف قائلا: "لا بد من أن نکون الصوت الذی یجمع ولا یفرق، الصوت الذی یقدم الإسلام المشرق، إسلام المحبة والرحمة الذی یقبل الاختلاف والتنوع، أن لا نحبس أنفسنا داخل زنازین مذهبیتنا أو طوائفنا، بل ننطلق فی الهواء الطلق، وندخل إلى کل بیت من البیوت، وأن نستحضر کل هذه النماذج الوحدویة والمضیئة من تاریخنا فی علاقات أتباع المذاهب فی ما بینهم، ونبتعد عن کل ما یثیر الغرائز والعصبیات والانقسام، وأن نعبر عن هموم کل المشاهدین وقضایاهم، بعیدا عن انتماءاتهم أو مذاهبهم أو طوائفهم أو أعراقهم".
وتابع: "مسؤولیتکم أن تسعوا لتقدیم إعلام إسلامی هادف بصیغة عصریة ومتطورة، وتستفیدوا من کل الوسائل الحدیثة مع الحفاظ على هویتنا وقیمنا، واستلهام تجربة المرجع السید فضل الله فی اختراقه لکل الحواجز ودخوله إلى قلوب الناس وعقولهم، على مختلف تنوعاتهم".
واکد انه "یمکن أن ننجح عندما نقدم فکرا وحدویا إنسانیا عابرا لکل الحواجز المذهبیة والطائفیة، هدفه رفع مستوى الإنسان والمجتمع، والتشدید على المبادىء والقیم الأخلاقیة والإنسانیة التی ینبغی أن تسود حیاتنا".
وختم قائلا: "هذه هی الرسالة التی علینا أن نحملها وندافع عنها حتى تصبح "الإیمان" نقطة ضوء وسط هذا الظلام الدامس الذی تعیشه الأمة قتلا وحروبا وفتنا".
وکان فضل الله تفقد مبنى إذاعة البشائر والتقى الموظفین فیها.