تساءل امام مسجد القدس الشیخ ماهر حمود "هل نستطیع أن نتحدث عن زوال "إسرائیل" ووحدة الأمة والآمال الکبیرة، ونحن نغوص فی مستنقعات المشکلات الصغیرة والکبیرة التی نعجز عن حلها، بل تتفاقم وتکبر ونقف أمامها مکبلین: من مشکلة النفایات فی لبنان التی تدل عن حجم التخلف والفساد الذی یعیش فیه بلدنا، إلى مشاکل مخیم عین الحلوة مثلا التی أصبح کل زقاق فیها و زاروب دولة مستقلة یفصلها عن الآخر خط تماس ومشاکل لا تحصى، مرورا بما کشفته الفتنة فی سوریا عن تخلف القوى التی تدعی أنها إسلامیة أو وطنیة وتغرق فی القتل والدمار والنکایات ولا یفکر احدها بالمصلحة العامة أو مصلحة الوطن أو مصلحة الأمة، وصولا إلى العراق والفساد الذی یغرق فیه عدا عن القتل والدمار المستمر، وصولا إلى التفجیرات المجرمة فی السعودیة التی أراد المجرمون بالأمس أن یثبتوا أنهم أعداء للجمیع ولیس للشیعة فقط، أعداء للمساجد کائنا من کان یصلی فیها، وصولا إلى تفجیرات سیناء والفتن فی لیبیا وتونس، ولا تنتهی اللائحة".
ورأى حمود اثناء خطبة الجمعة انه "یخرق هذا المشهد افتتاح قناة السویس الجدیدة التی تدل عن بعض الخیر فی الأمة، لقد عمد القائمون على المشروع أن یثبتوا أنهم استفادوا من تجربة الخدیوی إسماعیل الذی أثقل مصر بالدیون من اجل أن یقیم حفل افتتاح أسطوریا یتفاخر به على الأمم، فکانت هذه الدیون ذریعة لاستعمار مصر والسیطرة الغربیة على قناة السویس حتى جاء التأمیم أیام عبد الناصر 1956 وردوا علیه ردا لئیما عنصریا سمی بالعدوان الثلاثی وما لبث أن ارتد على أعقابه خاسرا"، لافتاً الى ان "احتفال افتتاح قناة السویس الجدیدة کان متواضعا معقولا، لکنه خلا من قراءة القرآن الکریم، کما تم توجیه الشکر إلى الجمیع ولکن لم نسمع توجیه الشکر إلى الله الذی وفق المصریین لهذا الانجاز العظیم".
واضاف: "یأبی إسلامیون مزعومون إلا أن یثبتوا تخلفهم بأکاذیب اخترعوها وصدقوها، ففی زحمة المصریین بهذا الانجاز یتحدثون عن "انقلاب" ومفردات لا تعبر عن واقع وتؤکد الاتهام التاریخی للإسلامیین المزعومین أنهم حزبیون لا یعملون إلا لمصلحة حزبهم ولا یرون مستقبل الأمة إلا من خلال حزبهم المتخلف والفاشل سیاسیا، إلى السودان الذی انقسم وسرق جزء کبیر منه، إلى ملوک ورؤساء یسرقون ثروات الأمة وینفقونها فی الفساد المستشری، ولیس هنالک من یحاسبهم أو یردعهم، إلى قائمة لا یمکن حصرها وتعداد تفاصلیها"، معتبراً انه "فی هذا الخضم البشع عندما نتحدث عن زوال "إسرائیل" ووعد من الله مقطوع یحق لمن لا "یوقن" أن یبتسم ابتسامة تدل عن عدم القناعة أو حتى عن سخریة ولنا على ذلک جواب".
واردف: "نعم رغم کل التخلف الذی تعیش فیه الأمة نرى الخیر قادما، ونرى "إسرائیل" زائلة قریبا بإذن الله، فالله تعالى قادر على أن یحول أعداء الله إلى جنود للإسلام کما تحول سحرة فرعون إلى دعاة إلى الله، کما تحول خالد بن الولید من قائد لجیش المشرکین إلى سیف من سیوف الله"، لافتاً الى ان "الله قادر على کل شیء وهذا وعد الله القادم قریبا، ولا بد من صدمة ربانیة تصیب الأمة تحول الغافلین إلى یقظین، وتحول المنهزمین إلى أبطال شجعان، أو یختار الله تعالى فئة صغیرة یمکنها من النصر على قلتها، کما اختار فئة قلیلة انتصرت على جیش جالوت رغم الخلل الذی کانت تعانیه الأمة فی ذلک الوقت".