أعرب الشیخ الصفار عن اعتقاده بأن أداء أهالی المنطقة ازاء الاعتداءات الارهابیة التی ضربت القدیح والدمام وقبلهما الدالوة "کان أداء رائعا فاق المتوقع.. وبهر المراقبین والمتابعین".
وتابع سماحته بأن الأهالی صنعوا ملحمة وطنیة انسانیة رائعة فی تماسکهم وتعاونهم فی البذل والعطاء والوعی وحسن الإدارة.
ومضى سماحته فی القول أمام حشد من المصلین "لقد صنع أهلنا فی الأحساء والقطیف والدمام واحدة من أروع الصفحات التی مرت بهم فی ظرف عصیب وحدث ألیم".
وقال الشیخ الصفار ان مجتمعنا الیوم یمر بتحد جدید متمثل فی آفة الإرهاب "هذه الآفة التی باتت تهدد العالم کله بالخراب والدمار وخاصة دیار المسلمین". داعیا الأهالی إلى مزید من الوعی والثبات فی مواجهة الإرهاب.
وفی السیاق أشاد سماحته "بالتعاطف والتضامن الوطنی الکبیر وصوت العقل والإعتدال" الذی ساند أهالی المنطقة ضد الإرهاب، والذی تمثل فی المقالات الصحفیة والتغطیة الاعلامیة والوفود الوطنیة التی حضرت لتقدیم الأعزاء فی ضحایا الإرهاب.
ودعا فی مقابل ذلک إلى محاصرة "الأصوات النشاز.. المنحرفة، البغیضة والمقیتة" التی تعاضد الإرهاب.
وأشاد بما وصفها المبادرات الحکومیة فی التعامل مع الحدث خصوصا فی اعتبار شهداء جامع الامام الحسین فی الدمام من شهداء الواجب ومنحهم نوط الشجاعة، قائلا "انهم یستحقون ذلک، وأکثر من ذلک".
وقال الشیخ الصفار أن الشهداء الأربعة الذین انقذوا مئات المصلین فی الدمام "فرضوا أنفسهم على الشهادة ولم تفرض الشهادة نفسها علیهم.. رأوا الخطر ماثلا أمام أعینهم فاستقبلوه برحابة صدر لکی یقوا بأجسامهم دماء المصلین وحرمة المسجد".
وأعرب سماحته عن عظیم التقدیر للتعاون القائم بین الأهالی ورجال الأمن فی حمایة المساجد والجوامع وحفظ أرواح المصلین ودرء الخطر عن البلاد برمتها.
وأشاد سماحته فی السیاق ببیان أهالی الشهداء فی القدیح الذی شدد على النأی عن أی نزعات انتقامیة وأکد على مسئولیة الدولة فی حفظ الأمن وحمایة مصالح المواطنین فی کل مکان معللا بأن الاعتداءات هدفها الإضرار بالأمن الوطنی برمته.
ودعا سماحته إلى الحفاظ على المکاسب التی تحققت بفضل دماء الشهداء من التلاحم والتفاعل والوحدة الاجتماعیة والوطینة.
ارهاب شیطانی ضد کافة البشر
ورفض سماحة الشیخ الصفار تبریر المجموعات الارهابیة اعتداءاتها بدوافع طائفیة واصفا الفظائع التی ترتکبها تلک المجموعات فی مختلف البلاد بأنها "توجه شیطانی ارهابی ضد البشر عامة".
وأرجع جانبا من أسباب تنامی الإرهاب إلى ما وصفها بالممانعة السیاسیة فی المنطقة العربیة تجاه قضایا الاصلاح والتغییر.
وأوضح أن هذه الممانعة قادت إلى تراکم الأزمات السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة وبلوغ المنطقة إلى مرحلة "الإنفجار المزعج والمؤلم الذی تعیشه بلاد المسلمین ویتطایر شرره فی العالم کله".
ومضى سماحته فی القول أن التلکؤ فی معالجة التراث والخطاب الدینی ساهم هو الآخر فی توفیر مادة دینیة یستند علیها الإرهاب.
وقال الشیخ الصفار ان المسلمین فی حاجة إلى مراجعة القسم الأکبر من تراثهم الدینی الذی یقوم على النقولات والآراء البشریة الناتجة عن ظروف بیئتها القدیمة.
وأضاف ان التراث الاسلامی "وصلنا محملا بالصراع والنزاعات والاجتهادات والآراء التی کانت تعبر عن زمنها وبیئتها وظروفها وأوضاعها" معتبرا ذلک مادة خصبة تستقی منها الجماعات الإرهابیة مقولاتها.
ومضى بالقول "لقد فتح الشرع باب الاجتهاد لیعطینا فرصة المراجعة ضمن ضوابط وأسس ومعاییر"، معربا عن الأسف ازاء حالة التلکؤ فی تنقیة التراث.
کما القى سماحته جانبا من المسئولیة فی تنامی الإرهاب، على الصراعات الإقلیمیة وتضارب الإرادات الدولیة التی ترید الهیمنة على الشعوب.
وقال سماحته بأن الصراعات الإقلیمیة ربما تکون طبیعیة فی جزء منها "لولا أنها تستعین بالتوجهات المتطرفة التی أصبحت اداة من ادوات الصراع الاقلیمی ومنفذا لدخول القوى الکبرى وفرض السیطرة على الشعوب".
وتابع ان من أبرز اسباب تنامی الإرهاب هو ظهور تیار تکفیری متطرف یرجع بجذوره الى مقولات التراث .
وقال ان جانبا من نتائج التراث المتراکم هو "عودة التیار التکفیری من جدید لینشر الرعب والدمار ویمارس التکفیر مع کل من یختلف معهم فی الرأی أو الموقف أو التوجه".