اشار مفتی صور وجبل عامل القاضی الشیخ حسن عبدالله خلال کلمة له ضمن فعالیات المؤتمر السادس للجمعیة العامة فی المجمع العالمی لاهل البیت فی طهران، الى اننا "نجتمع الیوم فی ظل ظروف ضاغطة على المنطقة یعانی منها العالمین العربی والاسلامی، نجتمع فی ایران لنؤکد على مواجهة التحدیات الدینیة والسیاسیة والعسکریة".
اضاف: "لا یخف على احد ان هناک تصریحات تطلق من قبل البعض تدعو الى التکفیر المضاد کل ذلک لیکون مقدمة لاستباحة العرض والدم والمال التی نهى رسول الله صلى الله علیه وآله عن التعرض لها کمسلمین فالیوم لغة التکفیر تأخذنا لانتهاک الحرمات والمقدسات التی تحولت الى لغة عادیة فی ایامنا الحاضرة فی مجتمعنا العربی والاسلامی".
ورأى الشیخ عبدالله ان "الخلافات السیاسیة تأخذنا الى النزاع الدینی حیث تحول الصراع الحاد سیاسیا الذی استفاد منه الضالین من النزاع السیاسی فاللغة المذهبیة فی المنطقة برزت بعد انتصار ایران وبعد الجهد الذی بذلته ایران وبعض دول المنطقة فهدأت النفوس وشکلت قوة اسلامیة وعربیة وعولجت الکثیر من القضایا وتشکلت حرکات مقاومة وممانعة"، لافتاً الى انه "وبعد دخول الجیش الامیرکی الى العراق صرنا نسمع کلمات تأخذنا بالسیاسة الى الدور الایرانی او الى التصریح تارة بالفارسی واخرى بالصفوی فنجح اعداء الامة بان نبتعد عن اولویات الامة وفی مقدمتها فلسطین وتحول للعرب والمسلمین قضایا متعددة عرقیة ودینیة ووطنیة فتحولت البلاد من منطق الامة والدولة الى منطق الجماعات والمجموعات".
واشار عبدالله الى اننا "نشاهد بوضوح النزاع العسکری من خلال الدماء التی لاتزال تسیل فی عالمنا العربی وتشکل داعش وجبهة النصرة واخواتها منظومة واحدة تأخذ بلادنا الى التقسیم کما هو الحال فی سوریا والعراق وتدخل البلاد الکبرى بشؤوننا الخاصة".
واردف: "من هذه المقدمة احب ان اطرح ما یجری على واقعنا الشیعی الذی تأثر مما یجری فی المنطقة فنحن نعانی من مشکلتین الاولى خارجیة والثانیة داخلیة شیعیة، النقطة الاولى ما نسمعه او نشاهده من کلام دینی وسیاسی وعسکری بدأً من التکفیر الى اتهام الشیعة بانهم ایرانیین کی یفصلوا الشیعة عن وا قعهم العربی والوطنی فی دولهم لاخراجهم عن وطنیتهم وقومیتهم مقدمة لنفیهم او تحجیمهم وان تقوم داعش وغیرها بوظیفة القتل والتهجیر والتشرید ومن خلال المذابح الجماعیة وغیرها"، لافتاً الى "النقطة الثانیة تعود الى وجود حاجز وهمی مصطنع بین الشیعة وغیرهم وفقد لغة التواصل مع المسلمین غیر الشیعة وهذا یشکل خللا تبلیغیا نتحمل مسؤولیته کعلماء ومفکرین وسیاسین على حد سواء".
کما تطرق الشیخ عبدالله الى "نوعیة الخطاب الذی یطرح على الاخر بما لا یتلائم مع الجمهور الاسلامی والشیعی"، متسائلاً: "مع هذا الکم الهائل من المحطات الفضائیة هل تقوم بدور ایصال صوت الشیعة الى الغیر ام لا بالتاکید اجزم بان کل هذه المحطات عاجزة عن ایصال الصوت الى الاخر؟"، مضیفاً: "من هنا اقول لا بد من تأکید ما یلی: تعمیق الدراسة لانشاء محطات اعلامیة او وسائل تحاکی الجمهور الشیعی وغیره بما یناسبه والرؤیة العصریة وتجیب عن التساؤلات بناء على خلفیة الدور النبوی واهل البیت علیهم السلام".
واعتبر عبدالله انه "کمجتمع شیعی لا بد من التدارس حول الاولویات الشیعیة بما بتناسب وعقیدتنا ومحیطنا المتنوع دینیا وثقافیا مما یساهم بتعزیز حسن العلاقات مع الاخر کشریک اسلامی او وطنی او انسانی"، مشیراً الى ان "تعزیز ثقافة الاحترام المتبادل على المستوى الشیعی وغیره الذی یساعد على التکامل بین ابناء الطائفة الواحدة ولا بد العمل مع غیر الشیعة على لغة الاحترام المتبادل کمنظومة بشریة جامعة ابعاد الخطاب الدینی عن التجاذبات السیاسیة بما یشکل خطرا على المجتمعات والمکونات الانسانیة، التنبه الى الفتن کی لا نکون اداة لها او جزأً منها والعمل على وأدها".