قال ممثل المرجعیة الدینیة فی کربلاء المقدسة السید احمد الصافی فی خطبة صلاة الجمعة التی اقیمت فی الصحن الحسینی الشریف " تتواصل المعارک الضاریة التی یخوضها اعزاؤنا فی القوات المسلحة ، ومن معهم من المتطوعین الابطال ، وابناء العشائر الغیارى فی مختلف الجبهات مع عصابات داعش الارهابیة " ؛ موضحا ان " المعرکة مع هؤلاء الارهابیین تمثل اشرف المعارک واحقها ؛ لأنها تجری دفاعا عن وجودنا ومستقبلنا کشعب ، ولقد تابع الجمیع ما جرى ویجری فی المناطق التی سیطر علیها الارهابیون من اعمال وحشیة لا تمت للانسانیة بصلة من استرقاق النساء واغتصابهن ، وقتل الابریاء بأبشع الصور وتشرید المئات من المواطنین ، وهدم وإزالة الکثیر من شواهد الحضارة العراقیة التأریخیة " .
واضاف ان " المعرکة مع داعش معرکة مصیریة بکل ما لهذه الکلمة من معنى ، وابناؤنا المیامین الذین یستبسلون فی جبهات القتال انما یقومون بالمهمة الاصعب والاسمى فی هذه المعرکة ، وعلى الاخرین حکومة وشعبا ان یقدموا کل ما باستطاعتهم فی سبیل إسناد المقاتلین ، ودعمهم ، وتقویة عزائمهم ، وتعزیز معنویاتهم ، ورعایة عوائلهم " .
وبین ان " ما ننعم به من أمن واستقرار فی مدننا ومناطقنا انما هی نتیجة جهود وتضحیات هؤلاء الابطال ، فلا ینبغی ان تنسینا معرکة الاصلاحات عن المعرکة التی یخوضها هؤلاء الاعزة بدمائهم وارواحهم ، بل ینبغی ان یکون دعمهم تسلیحا وتدریبا وتنظیما وتمویلا من اهم مایدعو الیه المطالبون بالاصلاح اینما کانوا " .
وتابع قائلا إن " معرکة الاصلاحات التی نخوضها فی هذه الایام هی ایضا معرکة مصیریة تحدد مستقبلنا ومستقبل بلدنا ، ولا خیار لنا شعبا وحکومة الا الانتصار فیها ، ولکنه یحتاج الى صبر وآنات وتظافر جهود کل المخلصین من ابناء هذا الشعب ، فبعد سنوات طویلة من تفاقم الفساد وتجذره وتشعبه ، وترهل الجهاز الاداری للدولة ، وغیر ذلک من اوجه الفساد سواء على مستوى الاشخاص او النظام العام للدولة ، فلایمکن الوصول الى الاصلاح المنشود فی الایام القلائل ، ولکن فی الوقت نفسه لابد من عدم التوانی فی القیام بإجراءات حقیقیة وصارمة فی هذا الاتجاه " .
واشار " وهنا لابد من التأکید مرة اخرى على ضرورة العمل لإصلاح الجهاز القضائی للقیام بمهامه على الوجه الصحیح ، ولا نرید الاستغراق فی بیان اوجه الفساد والتقصیر فی عمل هذا الجهاز المهم خلال السنوات الماضیة ، ولکن نشیر الى ان ما یلاحظ من تکاثر الفاسدین من لصوص المال العام ، وعصابات الخطف ، والابتزاز ، وشیوع ثقافة الرشاوى فی کافة مفاصل الدولة والمجتمع ، هو ناتج عن التخلف الکثیر من المسؤولین فی هذا الجهاز عن القیام بأداء واجباتهم القانوینة " ، مبینا انه" لابد من التأکید ایضا على ان الخطوات الاصلاحیة یجب ان تتم وفق الاجراءات القانوینة حتى لایبقى مجال للمتغررین منها الى التقدم بشکاوى الى المحاکم لإبطالها بذریعة مخالفتها للدستور او القانون فتتحول هذه الخطوات الى حبر على ورق " .
وزاد قائلا إن " من الخطوات الاصلاحیة ما یتطلب تعدیلا قانونیا او تشریع قانون جدید فمن الضروری ان تقوم الحکومة بتقدیم مشاریع لهذا الغرض الى مجلس النواب ؛ لیتم اقرارها فلا یبقى منفذ الى التراجع عنها لاحقا ، واننا نؤکد مرة اخرى على انه لیس للمسؤولین فی السلطات الثلاث التشریعیة والقضائیة والتنفیذیة خیار سوى المضی قدما فی اجراء الاصلاحات الضروریة ، ولابد من الاسراع فی القیام بالخطوات اللازمة لمحاسبة الکبار الفاسدین من سراق المال العام ، ولابد من دعم المکلفین بأداء هذه المهمة وحمایتهم من ان یمسهم سوء من قبل اولئک الفاسدین واتباعهم " .