اشار سماحة العلامة الشیخ عفیف النابلسی فی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء علیها السلام فی صیدا، الى ان "أزمة البلد تستمر بلا أفق واضح. لا یوجد توقعات بقرب انتخاب رئیس للجمهوریة ، ولا فاعلیة مرجوة للحکومة، ولا فتح دورة استثنائیة لمجلس النواب تعید للمجلس حیویته ونشاطه ودوره فی إقرار القوانین .وقد جاءت أزمة النفایات لتضیف إلى المشهد العام واقعاً کارثیاً على المجتمع اللبنانی الذی یتحمل الکثیر من أجل أن یجد سلطة مسؤولة تقوم بواجباتها على أکمل وجه".
اضاف "لا عذر لأهل السلطة بعد عقدین ونصف من انتهاء الحرب الأهلیة عندما یحاولون تبریر تقصیرهم حول انقطاع الکهرباء والماء .الخبراء یقولون أن الاکتفاء الذاتی من الکهرباء والماء أمر لا یحتاج أکثر من سنة واحدة فیما لو توفرت الإرادة السیاسیة والشفافیة الإداریة. وأیضاً قضیة جمع وفرز النفایات لیست قضیة معقدة بل یمکن أن تدّر أیضاً أموالاً على الدولة ، ویمکن الاستفادة منها لإنتاج طاقة کهربائیة.لکن مصالح بعض السیاسین النافذین تمنع أن یکون عندنا کهرباء وماء وطرقات وخدمات هاتفیة على غرار ما یوجد فی البلدان المتقدمة ".
وتابع " کل شیء یخضع للمساومة والمصالح والمغانم فیما المواطن یعیش الذل والامتهان والجوع والفقر والحرمان. وبالتالی الیوم یجب أن نخاطب الشعب اللبنانی لا المسؤولین فی السلطة.الشعب الذی یرید الکرامة علیه أن یتحرک ویرفض هذا الواقع الألیم والشعب الذی یرید الکرامة علیه أن یفرض خیاراته الوطنیة والسیاسیة . العالم تغیر والناس بدأت تعی والمسؤول الذی یتخلى عن دوره ویتقاعس فی أداء مهامه یجب أن یعزل .
وتابع النابلسی: "نحن نرید مسؤولین یخدمون الشعب بلا مِنّة. نحن نرید مسؤولین یسهرون على کرامة الناس ولقمة خبزهم وصحتهم وتعلیمهم . فالمسؤولیة أمانة خطیرة وتکلیف ثقیل لا مسألة وجاهة وامتیاز ومکاسب".