قال سماحة المرجع الدینی السید محمد سعید الحکیم ، إن قوة الشیعة التی تتنامى یوما بعد یوم، جاءت بسبب استدلال المؤمنین بالبرهان ولواقعیتهم وصدقهم فی دعوتهم إلى الله تعالى بإخلاصٍ بعیدا عن المصالح والمنافع الشخصیة، ولشعور کل واحدٍ منهم بتحمله مسؤولیة الدعوة للحق، جاء ذلک خلال استقبال سماحته وفدا من شباب الشیعة المغتربین والمناصرین للعقیدة والمدافعین عن التشیع فی أمریکا والدنمارک و لندن وغیرها من البلدان الأوربیة.
وأکد سماحة المرجع فی حدیثه للوفد إن “القوى الأخرى مهما توهجت فإنها ستصل أخیرا إلى الاضمحلال بزوال القوة الداعمة لها، لأنها لم تأت من عقیدة خالصة بل کانت غطاء لمآرب أصحاب الضلال”، واستدرک “أما إذا اتخذت القضیة کمسؤولیة فردیة وکل فرد مسؤول عن عقیدته ویدافع عنها لا لغرض دنیوی وإنما التزاما بإیمانه الحق، فحینئذٍ ستکون الدعوة مستمرة وهذا ما جعل ثقافتنا تمتاز عن بقیة الثقافات وتزداد قوة ولا تضعف ومنذ أکثر من 1400 عام”.
ولفت سماحة المرجع إلى ما مر على العالم من ثقافات نشطت وقَوَیت ومن ثم اضمحلت، لکونها مبنیة على السلطة، وعندما أزیلت السلطة اضمحلت هذه الثقافة وتلاشت، فیما الثقافة الشیعیة مستمرة رغم استقلالها عن السلطات بل ومحاربتها على الأغلب من السلطات الغاشمة.
وأشار سماحته إلى أن “الشیعة یملکون من ثم الجانب العاطفی باستذکار مصائب أهل البیت علیهم السلام من قبل المؤمنین بعیدا عن المنافع والمصالح والذی یشدَ بعضهم للبعض الآخر”.
وأعرب سماحة المرجع السید الحکیم عن سروره البالغ باهتمام المغتربین بعقیدتهم وتواصلهم للحصول على المعلومات، وطلب سماحته فی نهایة اللقاء أن ینقل الوفد هذه الوصایا والتوجیهات إلى الجالیة المسلمة، وأن یوصلوا سلامه ودعاءه إلى ذویهم والجالیة المسلمة فی أمریکا، سائلا الله تعالى أن یوفقهم فی الدنیا والآخرة.