أقام المرکز الإسلامی الثقافی ومکتبة العلامة السید محمد حسین فضل الله، احتفالا تکریمیا حاشدا للمشارکین فی المسابقة الأدبیة والشعریة التی نظمت بمناسبة الذکرى الخامسة لرحیل المرجع فضل الله، برعایة العلامة السید علی فضل الله وحضوره.
بعد آیات من القرآن الکریم والنشید الوطنی، ألقى العلامة السید علی فضل الله کلمة، اعرب فیها عن سعادته واعتزازه وفخره "بالأقلام والکتابات التی عبرت لی عن مشاعر المحبة والوفاء والحرص على الفکر الإسلامی المنفتح على الآخر وعلى قضایا الإنسان والحیاة الذی عشته وعملت من أجل أن اثبت دعائمة ورکائزه فی العقول والقلوب والوجدان وأن اجعله طابع الحیاة".
أضاف: "نحن فی أمس الحاجة، ولا سیما فی هذه المرحلة الصعبة والمعقدة من تاریخ أمتنا، إلى هذا الفکر التنویری الذی نستطیع من خلاله أن نواجه کل العواصف والتحدیات والعصبیات والمنطق الإلغائی والفکر التکفیری الذی بات یعصف بواقعنا، ویهدد إیماننا وأوطاننا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا"، مؤکدا "أننا لا نستطیع مواجهة هذا الواقع بفکر مترهل لا یملک الأسس الصحیحة والقویة، فکر یسقط أمام أیِ نقد، بل بفکر متماسک وقوی یملک القدرة على الثبات والإجابة عن التساؤلات والتحدیات المطروحة".
ودعا السید فضل الله "هذا الجیل، إلى أن یتحمل مسؤولیة الحفاظ على هذا الفکر وهذا النهج من خلال ترکیزه والبناء علیه، فالسید غرس، ومن واجبنا المتابعة والسیر على خطاه، لکی نحفظ واقعنا وأمتنا ونبنی مستقبلا واعدا بعیدا عن العصبیات والانغلاق والفوضى والفتن"، مشیرا إلى "الواقع الداخلی الذی بات یعانی من خطرین، خطر خارجی من خلال حدوده الشرقیة والجنوبیة وآخر لا یقل خطورة عن الأول ویتمثل باستشراء الفساد فی مؤسسات الدولة وعدم قیام الدولة بمسؤولیاتها وواجباتها تجاه مواطنیها، وذلک من خلال تأمین أدنى متطلبات حیاتهم الخدماتیة والحیاتیة".
وقال: "لطالما وقف سماحة السید فی مواجهة هذا الفساد ورفع الصوت عالیا ضد الذین یقومون به أو یبررونه أو یسکتون علیه ویقبلون به"، لافتا الى "اننا نقف ونؤید کل حراک یضع مطالب الناس فی أولویاته ویسعى للتخفیف من وجع الناس وآلامهم"، داعیا "کل الذین ینتقدون هذا الحراک ویشککون فی خلفیاته وشعاراته وجدواه، أن یقدموا البدیل، لا أن یتم التشویش على الحراک بما یحمی الفساد والمفسدین".
وختم: "کما نحتاج إلى مقاومة العدو الخارجی بکلِ صلابة وقوة وتخطیط، نحتاج أیضا إلى مقاومة عدو الداخل بکل صلابة وقوة وتخطیط وحکمة".