قال المرجع الیعقوبی خلال استقباله وزیر الدفاع العراقی خالد العبیدی "إن معالجة الوضع الأمنی لابد أن تشمل جمیع هذه الجوانب ویشترک فیها المعنیون بکل هذه المجالات، ففسادُ النظام السیاسی الحاکم سببٌ لنشوء الإرهاب، والتدهور الاقتصادی سبب آخر، وتفکک البنیة الاجتماعیة وضعف الرادع الأخلاقی، وتشوّش القیمِ الدینیةِ واختلاطها بالشبهات والانحرافات والضلالات کُّلها أسبابٌ لسقوطِ الشخص فی فخِّ العملِ الإرهابی".
واضاف ان "هذا یفسّر الظاهرةَ التی عجز المحللون السیاسیون والأمنیون فی بلاد الغرب عن معرفةِ أسبابها وهی التحاق آلاف الشباب بالمجامیع الإرهابیة وهم من دول مرفَّهةٍ اقتصادیاً والحریات السیاسیة والاجتماعیة متوفرةٌ بأوسع أشکالها، والسبب هو الشبهات والضلالات العقائدیة والفکریة التی لوثت أدمغتهم".
وأکّد المرجع الدینی لدى لقاءه بوزیرَ الدفاع العراقی وعدداً من کبار القیادات فی الوزارة فی مکتبه بالنجف الأشرف على ضرورة تکریس الجهود والاهتمام ببناء قواتٍ مسلحةٍ مهنیةٍ وحیادیة وتتربى على عقیدةٍ وطنیةٍ خالصة، وثمَّن سماحتهُ الإنجازات التی حققتها القوات المسلحة وإنْ کانت دون مستوى الطموح الذی یلیقُ بالجیش العراقی".
وعبَّر عن قلقهِ من محاولات البعض لإضعاف قدراتِ القواتِ المسلحةِ وتعویقِ عملها وإظهارها بموقفِ الضعیفِ العاجز عن أداء مهامّهِ تنفیذاً لأجنداتٍ لا تخدم مصلحةَ العراقِ وشعبه.
واستغرب المرجع الدینی من الازدیاد المطَّرد لجماعات العنفِ والخطفِ والاغتیالِ والابتزازِ عدةً وعدداً وتحکّمها فی أجزاءٍ کبیرةٍ من الشارعِ مستغلةً العناوین الرسمیة بینما یسود البطء والتسویفُ عملیةَ اعداد الجیش العراقی ورفدهِ بتشکیلاتٍ جدیدة تزید من قدراتهِ وموارده البشریة والتسلیحیة وتمکینهِ من خوضِ هذه المواجهةِ الشرسة، وحفظِ هیبة الدولة ومؤسساتها وسیادتها ووحدةِ البلاد وأمن المواطنین کافة.
وجدّد رفضه لانتشارِ السلاحِ والمسلحینَ فی المدنِ وعسکرةِ المجتمعِ وشدّد على حصرِ السلاحِ بید الدولة ومؤسساتها الرسمیة واقتصار العملِ العسکری والجهادی على ساحات المواجهة.
وقد حضر اللقاء رئیس أرکان الجیش وکالةً وقائد سلاح طیران الجیش وأمین السر العام للوزارة ونائب قائد عملیات الفرات الأوسط وضباط ومسؤولون آخرون فی الوزارة.