قال آیة الله السید محمد سعید الحکیم فی کلمته خلال مؤتمر المبلغین والمبلغات التاسع والعشرون والتی القاها حجة الاسلام والمسلمین السید علاء الحکیم نیابة عنه ان "على المؤمنین بحث واقع نهضة الامام الحسین (علیه السلام) المقدسة وأبعادها العقائدیة وأهدافها ویدرسونها دراسة موضوعیة من اجل ان یتعرفوا علیها ویعرفوا المؤمنین بها لیزدادوا بصیرة فی دینهم وثبات علیه ودفاعا عنه".
ولفت الى ضرورة ان " یعرف المؤمنون اهمیة احیاء هذه الذکرى المقدسة فی حفظ الدین وتجدید حیویته وقیام کیانه وثباته امام القوى المعادیة "، مبینا ان"أئمتنا الاطهار اکدوا على احیائها وحثوا على ذلک بمختلف الاسالیب وأشادوا بفضلها وعظیم اجرها فی احادیث کثیرة وینبغی بیان ما ورد عنهم (علیهم السلام) بذلک والتذکیر به لان لکلماتهم ومواقفهم العملیة موقعها الخاص بنفوس المؤمنین ولیعرف المؤمنون ان ما یقومون به مراسیم تطبیق لما امر بها الائمة شیعتهم ".
واشار المرجع الدینی الى ضرورة " الاستفادة من هذا الموسم ببث الثقافة الدینیة العامة فی العقیدة والسلوک والتعریف برموز الدین ورفیع مقامهم وبرموز الطغیان وانحطاطهم وتنبیه المؤمنین الى ما یجب علیهم من التعرف على واقع دینهم والتفقه فیه والاعتزاز برموزه والعمل بتعالیمه السامیة والبراءة من الطغاة والمنحرفین".
ودعا الى "مراعاة الغرض الاهم من هذه المواسم والذی اکد علیه ائمة اهل البیت فی احادیث کثیرة وهو عرض الظلم التی اصاب سید الشهداء خاصة والظلم التی صب على اهل البیت عامة والتفجع لها واثارة الجوانب العاطفیة بالاسالیب المختلفة نحو مصائبهم وما نزل بهم فان فی ذلک اداء لحقهم وتعبیرا عن موالاتهم ولتکون مصائبهم (علیهم السلام) مدعاة لتأسی شیعتهم بهم وسببا لثباتهم لمعاناتهم وصبرهم عما یمر بهم من مآسی فی سبیل مسیرتهم ".
ولفت الى ان " الشعب العراقی وشیعة اهل البیت (علیهم السلام) یتعرضون الى هجمة ارهابیة شرسة ادت الى استشهاد وجرح ما لا یحصى من الابریاء وتهجیر مئات الالاف من العوائل الامنة "، مشیرا الى ان " البلاد کادت ان تقع ضحیة بید هؤلاء المجرمین لولا الرعایة الالهیة وتدخل المرجعیة الدینیة فی الدفاع عن المقدسات والارواح ولو لا استجابة المؤمنین فی الدخول الى المیدان فی صد تلک الهجمة الظلامیة واننا اذ نثمن تلک الوقفة الشجاعة والإیثار ندعو المبلغین الى التواصل مع المدافعین وشحذ هممهم وتقویة ".
وطالب " المتصدین للشأن العام مطالبة المؤسسات الدولیة للتعامل مع هذه العملیات الإجرامیة على إنها جرائم إبادة ضد الإنسانیة وملاحقة من یدعمها من خلال المنظمات الدولیة ونطالب المتصدین للشان السیاسی توحید صفوفهم وتوجیه الطاقات نحو هدف واحد نحو بناء مؤسسات الدولة بأسس صحیحة لتقدیم الخدمات للمواطنین"، مؤکدا على ضرورة" معالجة مشکلة النازحین وتخفیف معاناتهم بالاستفادة من خبرات المنظمات الدولیة بهذا المجال ورعایة عوائل الشهداء والجرحى وتخفیف معاناتهم ".
وقال المرجع الدینی ان " فاجعة الطف احدثت تحولا عظیما فی تاریخ الاسلام وحفظت قیمه من الزیغ والانحراف مع کونها اعظم مأساة انهت الطغاة والمنحرفین الذین بذلوا کل طاقاتهم مستغلین بطش السیف من اجل ان تموت هذه الامة وتنسى دینها القیم وتعالیمه القویمة ومثله الرفیعة وأخلاقیاته الفاضلة وترجع فی غفلتها نحو جاهلیتها لتتخذ من الطغاة اصناما تعبدهم من دون الله وتجعل منهم ائمة یقودونها الى النار تحلل ما احلوا وتحرم ما حرموا ".
واستدرک ان " واقعة الطف کانت صرخة مدویة ایقظت ضمیر الامة ونبهتها الى ما هی علیه من سوء وهزت عروش الظالمین وسلبتهم شرعیتهم التی تستروا بها وعادت دعوة الدین حیة تستقطب ذوی السعادة والتوفیق من اجل ان یحملوها ویرعوها ویبلغوها الاجیال لتبقى کلمة الحق ظاهرة تقوم بها الحجة على الناس "، مؤکدا ان "سید الشهداء قد تحدى الطغاة والمنحرفین وقدم الدماء الزکیة فان شیعته واصلوا التحدی منذ الایام الاولى لوقوع هذه الفاجعة بإصرارهم على إحیاء تلک الذکرى المقدسة بأبعادها وتذکیر الامة بها وبرموزها وبجرائم الطغاة والمنحرفین ملبین نداء نصرته واستغاثته لبیک داعی الله ان کان لم یجبک بدنی عند استغاثتک ولسانی عند استنصارک فقد اجابک قلبی وسمعی وبصری".
وختم انه " لقد عشنا فصلا تاریخیا من فصول تلک المآسی حیث مرت على المؤمنین ظروف عصیبه منذ النظام البائد وحین سقوطه ودخول التکفیریین حیث تمیز منهجهم باستهداف الشعائر والسجون والمعتقلات الرهیبة وقد واجه المؤمنون تلک المآسی بصبر وثبات عظیم وقد کان لمواقفهم الإیمانیة والبطولیة أعظم الاثر فی صد تلک الهجمة الشرسة ".