ألقى الأمین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة آیة الله الأراکی مساء أمس الاحد، کلمة فی جمع من العلماء و المثقفین بمدینة کراتشی الباکستانیة، قال فیها إن "القرآن الکریم یتحدث عن نعمتین، احدهما نعمة تامة ، و أخرى نعمة عامة. النعمة العامة تشمل جمیع النعم الالهیة. أما النعمة التامة التی یتحدث عنها القرآن الکریم، فهی هذه الوحدة التی تتحقق للامة نتیجة اطاعة القادة الربانیین.
و أضاف سماحته أنه "ینقل القرآن الکریم على لسان النبی موسى(ع) بأن الله تعالى منّ علیکم بنعمة الانبیاء و نعمة اتباعهم، و بالتالی فإن هذه النعمة جعلت منکم ملوکاً فی الارض".
وأوضح آیة الله الاراکی أنه "عندما کان بنی اسرائیل شاکرین لنعمة القیادة الربانیة و تابعین لهذه النعمة الالهیة، جعلهم الله تعالى ملوک العالم".
وتابع أنه "إذن بفضل الوحدة التی نتجت عن النعمة التامة، جعل الله تعالى المؤمن فی طلیعة شعوب العالم".
ولفت آیة الله الاراکی الى الآیة الشریفة " وَاذْکرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَیکمْ إِذْ کنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَینَ قُلُوبِکمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً "، موضحاً أن "المقصود بالنعمة هنا، نعمة وجود رسول الله و نعمة اطاعته".
کما استشهد سماحته بالآیة 7 من سورة المائدة : " وَ اذْکرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیکمْ وَ میثاقَهُ الَّذی واثَقَکمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ "، قائلاً أنه "نستنتج من ذلک أن نعمة القیادة الربانیة هی من النعم الالهیة التامة، طبعاً بشرط الاطاعة و الاتباع ، ذلک ان الاطاعة من تلک النعم التی تکمل النعمة على الناس".
وأردف آیة الله الاراکی قائلاً إنه "لقد أتمّ الله تعالى هذه النعمة على المسلمین، و عندما کان المسلمون قلباً واحداً و یداً واحدة جاء قوله تعالى : "أکملت لکم دینکم وأتممت علیکم نعمتی ورضیت لکم الإسلام دینا ".
وأضاف الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة أنه " یتحدث الله تعالى فی سورة ابراهیم عن هذه النعمة بشکل مفصل ویوضح قانون هذه النعمة " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّکمْ لَئِن شَکرْتُمْ لأَزِیدَنَّکمْ وَلَئِن کفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِی لَشَدِیدٌ ".
وأشار آیة الله الاراکی الى أن "قوم بنی اسرائیل فی القرآن الکریم یعدون أفضل نموذج لکفران نعمة القیادة الربانیة، إذ ان بنی اسرائیل و نتیجة لکفران هذه النعمة استحقوا العذاب الالهی" .
وتساءل سماحته "ما الذی جرى لبنی اسرائیل نتیجة لکفران النعمة ؟" مضیفاً أن "احد نتائج کفران بنی اسرائیل للنعمة تمثل فی " ضُرِبَتْ عَلَیهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْکنَةُ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِک بِأَنَّهُمْ کانُوا یکفُرُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَ یقْتُلُونَ النَّبِیینَ بِغَیرِ الْحَقِّ ذلِک بِما عَصَوْا وَ کانُوا یعْتَدُونَ ".
وأضاف آیة الله الاراکی "أنا لا ارید أن أقول ان الله تعالى یبتلینا بهذا الداء ، و لکن لابد لنا من الخوف لئلا یبتلینا الله تعالى بذلک" .
وأوضح أن " ثمة علائم خطرة تشاهد فی المجتمع الاسلامی بهذا الخصوص، أن ما یجری فی فلسطین لا یمت الى عزة المسلمین مطلقاً، لو کانت عندنا عزّة و کرامة لما کنا سمحنا للعدو بمهاجمة ارضنا و بیوتنا و ممتلکاتنا، إن امیرکا تهاجم البلدان الاسلامی کلما ارادت، و آخر نموذج لذلک قصفها مشفى فی افغانستان استشهد على أثره العشرات فی نفس اللحظة، و رغم کل ذلک یقف العالم متفرجاً یلتزم الصمت و لم یحرک ساکناً".