أفاد مراسل وکالة رسا أن خطیب وإمام صلاة الجمعة فی مدینة قم، آیة الله السید هاشم حسینی بوشهری أشار إلى أیام استشهاد الإمام الحسین(علیه السلام)، مبینا أن "أول من ذکر مصائب أهل البیت فی واقعة کربلاء هو أبو عبدالله الحسین حیث قال إن هنا محل استشهادی وأسر أهل بیتی".
وتطرق آیة الله بوشهری إلى کارثة منى، مشیرا إلى إنه "کان حاضرا فی تلک الحادثة وقد لمس الأمور عن کثب"، مؤکدا أن "الحوادث المأساویة التی وقعت فی هذه السنة ألقت بظلالها على مناسک الحج، وقد کانت هذه الکارثة مصیبة عظیمة ومؤلمة للمسلمین".
وأضاف أنه " کانت تقع مثل هذه الأحداث فی الطریق المؤدی إلى منى ومحل رمی الجمرات وکان على الحکومة السعودیة أن تکون على استعداد لحل هذه الأزمات بدل أن تغلق الطریق أمام الحجاج وتقودهم إلى ذلک الطریق".
ولفت إلى أن "السعودیة تخوض ثلاثة حروب وقد أرسلت قواتها الخبیرة إلى تلک الحروب ولم تتمکن من إدارة الحج"، معلنا أن"الحکومة السعودیة لم تعزی الأمة الإسلامیة بهذا المصاب الجلل بل انتهجت التضلیل وتنصلت عن مسؤولیتها وذلک ما أدى إلى المزید من الإنزعاج لدى الشعوب الإسلامیة".
وأشار مدیر الحوزات العلمیة فی الجمهوریة الإسلامیة إلى خطاب قائد الثورة الإسلامیة حول أحداث الحج، مؤکدا أنه "لقد شعر الشعب الإیرانی المصاب بالعز والفخر إثر ذلک الخطاب وقد غیرت الحکومة السعودیة تعاملها مع إیران وأخذت تتعاون معها".
وفی جانب آخر من کلامه أکد على کلام قائد الثورة الإسلامیة حول ضرورة الاهتمام برأی مجلس الشورى الإسلامی فی الاتفاقیة النوویة، لافتا إلى أنه "تم تشکیل لجنة خاصة لدراسة الاتفاقیة النوویة ونقدها، لکن یجب أن لا تؤدی هذه القضیة إلى التصرف السیء فی المجلس لأن الناس یأملون من النواب الصبر وضبط النفس والکلام الطیب".
ونوه آیة الله حسینی بوشهری إلى مسألتین حول الاتفاقیة النوویة، قائلا إنه "بعد التصویت على الاتفاقیة النوویة على الدولة والمجلس أن یصروا على رفع العقوبات والأمر الثانی هو أن لا نسمح للعدو أن یتغلغل فی البلد کما أکد قائد الثورة الإسلامیة وأن نردع الجانب الأمریکی من النفوذ السیاسی والاقتصادی والثقافی والاجتماعی".
وبین أن أمریکا لا زالت تعادی الشعب الأیرانی بکل قوة، مضیفا أنه "طالما تتبع أمریکا النهج الاستکباری لن نقیم علاقات مع أمریکا، الشعب یتحلى بالوعی وعلى المسؤولین أن یتهیأوا کی لا یفکر العدو الأمریکی فی التسرب فی البلد".
وأشار إلى قضایا المنطقة، بقوله "الیهودیون یریدون أن ینتهزوا فرصة انشغال الأمة بأزمة التکفیریین لتنفیذ خطة التقسیم الزمانی فی مسجد الأقصى وقد واجهوا معارضة المسلمین وبدأت الانتفاضة الثالثة وسینهزم العدو بفضل الله".
واعتبر إمام صلاة الجمعة فی مدینة قم ائتلاف روسیا وإیران وسوریا والعراق ائتلافا مناسبا، مشیرا إلى أنه "نأمل أن یتم استئصال التکفیریین ببرکة شهداء الجمهوریة الإسلامیة وباقی البلدان التی تدافع عن المقدسات ویعرف شعبنا أن فی حال التخلی عن الجهاد فی سوریا، علینا أن نحارب داعش فی أرضنا".
وتطرق آیة الله بوشهری إلى الأسس العلاقات الاجتماعیة فی الإسلام مستشهدا بروایة أمیر المؤمنین(علیه السلام)، لافتا إلى أن "من الأمور المؤثرة على العلاقات الاجتماعیة هی علاقة الأخوة ومن الضروری أن نعرف المشاکل التی تهدد هذه العلاقة ونحاول أن نواجهها".
وأشار آیة الله حسینی بوشهری إلى حق الأخوة، معلنا أن "الأخوة فی النظام الحقوقی للإسلام لم یکن أمرا شکلیا ولا علاقة عاطفیة بحتة، بل هی علاقة تفرض مسؤولیة على الإنسان ولذلک طرحت قضیة حقوق الأخوة فی الإسلام".
وأردف أنه "قال الإمام الصادق(علیه السلام) «المؤمِنُ أَخو اَلْمؤمِنِ عَینه وَ دلِیلُه لاَ یخونه و لاَ یظْلِمه و لاَ یغشّه و لاَ یعِده عِدَة فَیخلِفه» وفی روایة أخرى عدّ رعایة حقوق الأخوة أفضل العبادات".
وأکد مدیر الحوزة العلمیة فی إیران على حق المواساة فی النظام الاجتماعی، قائلا إن "المواساة تعنی إیثار الآخرین على نفسه وتعظیم الأخ المؤمن والاحترام والأدب له".
وبین أن "المسألة الأخرى فی النظام الاجتماعی للإسلام هو تحمل المسؤولیة بالنسبة إلى الآخرین وقد ورد فی روایة أن من لم یمدّ ید العون للآخرین ومن لم یسعى لحل مشاکل الآخرین لیس بمسلم".