السید علی فضل الله:
رسا - اشار السید علی فضل الله إلى أنّ "کلّ هذه الفتن والحروب تصبّ فی خدمة الدول الکبرى التی تتدخّل لوضع الحلول الَّتی تکون فی مصلحتها ومصلحة الکیان الصهیونی، بعد أن نکون قد دمرنا أنفسنا وواقعنا وخسرنا کلّ شیء".
حذّر العلامة السیّد علی فضل الله من "أن نستغرق فی السّجالات، ونکون وقوداً للفتن، ونتلهّى عن حلّ مشاکلنا، فی ظلّ التّعطیل المستمرّ للمؤسَّسات".
وفی کلمة ألقاها فی احتفال تأبینی فی بلدة حولا، لفت إلى انه "نلتقی فی رحاب هذه البلدة المجاهدة والمقاومة، بلدة التّضحیة والوفاء، بلدة الانفتاح والوعی، هذه البلدة التی عرفت المقاومة وترعرعت فی ربوعها، نلتقی بالقیمة الَّتی تحملها الأم الَّتی تعیش الأمومة بکلّ صدق ومسؤولیّة، فالأمومة هی قیمة الحیاة الّتی نعیشها، لما تمثّله من معانی العطاء والتضحیة والعمل من أجل بناء إنسان أفضل، وهذه القیمة جعلها الله فی موقع ممیّز عندما جعل الجنّة تحت أقدام الأمهات، وجعل برّ الأم لا یفوقه برّ".
ورأى انه "لا یمکن للإنسان أن یکون مؤمناً وهو یحمل فی قلبه وعقله حقداً أو غلاً أو تعصّباً ضدّ أحد، ولا یعیش الرأفة والمحبَّة فی تعامله مع الناس، فالأدیان والرسالات جاءت لنشر المحبَّة والسلام والتواصل بین البشر". وقال: "مسؤولیّتنا أن نحمل هموم الناس بعیداً عن أیّ انتماء أو حدود جغرافیّة أو أمور أخرى رسمناها وأعطیناها القداسة، وأن نکون منصفین مع العدو قبل الصدیق، فالإسلام أکّد لغة الانفتاح والتواصل والمحبة مع الآخر، وهذا لا یعنی الذوبان فیه وفقدان هویتنا وشخصیّتنا أو التفریط فی المبادئ والقیم التی نؤمن بها، بحیث نصبح بلا لون وطعم ورائحة".
وأشار إلى ان "مشکلتنا فی هذا البلد أننا غرقنا فی عصبیاتنا وطائفیاتنا وحساباتنا وانقساماتنا على حساب بناء الوطن القوی، فعشنا الانغلاق والخطابات المثیرة للحساسیات والعصبیات، وعطّلنا الحوار الذی نریده أن یتحرک بشکل دائم لتبرید الأجواء وتنفیس الاحتقان، وأن لا یقتصر على المناسبات أو المجاملات، ولا بدَّ من العمل لتحریک عجلة المؤسَّسات التی تستمرّ معطلة أو شبه معطلة، وملء الشغور فی موقع الرئاسة، بعد أن أخفقنا فی ذلک، کما أخفقنا فی إیجاد الحلول لکثیر من الأزمات المعیشیّة والحیاتیّة الّتی نعیشها".
وحذَّر "من الَّذین یریدون أن یحوّلوا أوطاننا إلى ساحة من ساحات الصراعات الدمویّة والفتن التی تستنزف فیها طاقاتنا وأموالنا وقدراتنا تحت عناوین مذهبیّة وطائفیّة وغیر ذلک، حتى نغرق فی دمائنا، متجاهلین کلّ المشترکات والقواسم التی تجمعنا، ما یجعلنا على هامش الأمم والتاریخ، فنخسر المستقبل والحاضر".
واشار إلى أنّ "کلّ هذه الفتن والحروب تصبّ فی خدمة الدول الکبرى التی تتدخّل لوضع الحلول الَّتی تکون فی مصلحتها ومصلحة الکیان الصهیونی، بعد أن نکون قد دمرنا أنفسنا وواقعنا وخسرنا کلّ شیء".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.