أكد أمين عام "إتحاد علماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود أن "الحاجة تشتد الى الحوار مع الآخر في ضوء المستجدات الكبيرة على ساحة العالم الاسلامي وخاصة في السنوات الخمس الاخيرة حيث ازدادت الاصوات والمواقف المعادية للاسلام في اوروبا وفي العالم، بل في بعض بلادنا على ضوء التجارب (الاسلامية) الفاشلة سواء التي قام بها التكفيريون باسم اسلام كتبوه بأيديهم وقالوا هو من عند الله، او الاخرى الذي قام بها اسلاميون (حقيقيون) وخالفوا بها تعاليم الاسلام واصطدموا بحائط الواقع وظهر فشلهم واضحا".
واعتبر أنه "عندما نرى أن الاحزاب اليمينية المتطرفة في اوروبا تزداد عداءً للمسلمين النازحين وتجعل برامجها السياسية مرتبطة بمواجهة انتشار المسلمين في اوروبا وبناء المساجد والاندماج بالمجتمع الاوروبي، ويتوافق ذلك مع محاضرة القاها البطريرك الماروني بشارة الراعي في اوروبا يدعو فيها العالم الغربي الى مساعدة "الاسلام" للخروج من محنته المعاصرة، من خلال فصل الدين عن الدولة والموافقة على اعلان حقوق العالم للانسان، بالإضافة إلى المشاهدات التي يظهر بها بعض الذين يزعمون تمثيل الاسلام بمظهر الذليل الذي يرضى بظلم الظالم واستكبار المستكبر، لا بد من التشديد على أن الحجة الاسلامية، المرتكزة على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وعلى النقاط المضيئة في التاريخ الاسلامي والتي لا يوجد في الامم الاخرى ما يضاهيها، قوية جدا ونستطيع أن نواجه الآخرين بكل ثقة واطمئنان بقدرتنا على الاقناع بالحكمة والموعظة الحسنة".
وأضاف: "المسلمون اليوم لا يمثلون قوة الحجة الاسلامية وقبل ان يتصدى بعض الاسلاميين المزعومين الى التطرف الاوروبي بحق الاسلام او الى محاضرة البطريرك الراعي مثلا عليهم ان يتوجهوا الى المسلمين فيستنكروا ما يرتكب باسم الاسلام من مجازر وجرائم، كما ما يرتكب باسمه من انحراف سياسي وصل بالبعض الى ان يتعاون مع الاميركي والإسرائيلي الى اسقاط نظام ما او للوصول الى السلطة في مكان ما"، معتبراً أن "على المسلمين ان يقدموا نموذجا حضاريا للعالم قبل ان يخاطبوا الآخرين بالدعوة الى الاسلام لتكون دعوتهم قوية ومؤثرة".
ورأى أن "القرآن الكريم مليء بالحوار مع الآخرين"، داعياً إلى التمييز "بين حوار المسلمين مع النصارى الذي نتجت عنه ايجابيات واضحة وبين الحوار مع اليهود الذي كشف كذبهم وبهتانهم وتزويرهم للحقائق ولا يزالون كما وصف القرآن".
واعتبر أن "القصف المجرم الذي استهدف مدينة حلب في الايام الاخيرة وخاصة مستشفى الأطفال، نموذجاً لكل المؤامرة التي استهدفت سوريا خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث المسلحون يقصفون ويقتلون ويدمرون والإعلام الكاذب يقول النظام يقصف، فيما الصور تؤكد ان المناطق المستهدفة هي مناطق يسيطر عليها الجيش السوري وهي المستهدفة ووسائل الاعلام الموالية هي التي تنقل الخبر، رغم ذلك صدق الكثيرون هذا الكذب وساروا بها، بل وارتفعت اصوات (اسلامية) تستنفر المسلمين لإنقاذ حلب وما الى ذلك من دعوات الفتنة".