وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني المقدس " نقدم التعازي إلى المواطنين الذين فقدوا أحبتهم في التفجيرات الإرهابية التي ضربت في الأيام الأخيرة بغداد ، والسماوة ، وديالى ،وغيرها ، سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ، ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل " .
وأضاف ان " الكلمات تقصر عن وصف بشاعة هذه المآسي ، وسوء ما يمر به البلد ، ويعاني منه المواطنون على مختلف الأصعدة ، واذا كان لا يستغرب من الإرهابيين التمادي في ارتكاب المجازر المروعة ، والتفاخر بإراقة الدماء البريئة بمنتهى الوحشية ، فإن الجميع يتساءل متى يريد المسؤولون أن يعودوا إلى رشدهم ، ويتركوا المناكفات السياسية ، والاهتمام بالمصالح الخاصة ، ويجمعوا كلمتهم على وقف هذا الانحدار والتخبط في إدارة البلد ؟ " .
وتابع " وللأسف فإنه لا جدوى من الحديث في هذا المجال ، فإنهم قد صموا آذانهم عن الاستماع إلى أصوات الناصحين ، والى الله المشتكى " .
وتابع السيد الصافي ، تقديم مقاطع من عهد الإمام علي {عليه السلام} إلى مالك الاشتر ، بشأن رعاية الجنود والمقاتلين ، وجاء في النص ، " ليكن اثر رؤوس جندك عندك من واساهم في معونتهم ، وأفضل عليهم مما يسعهم ، ويسع من وراءهم من خلف أهليهم ؛ حتى يكون همهم هما واحدا في جهاد العدو ، ثم قال " وواصل في حسن الثناء عليهم ، وتعديد ما ابلى ذوي البلاء منهم ، فإن كثرة الذكر لحسن أفعالهم تهز الشجاع ، وتحرض الناكل ، ثم اعرف لكل امرء منهم ما أبلى ، ولا تضمن بلاء امرء إلى غيره ، ولا تقصرن به دون غاية بلائه ، ولا يدعونك شر امرء إلى ان تعظم من بلائه ما كان صغيرا ، ولا ضعة امرء إلى ان تستصغر من بلائه ما كان عظيما " .
وأشار إلى ان " الجندي هو السيف والحماية ، اذ تريد ان تبرز كبيرا لتعطيه مهمة قيادة الجند ، يختار من يكون له اثر طيب ، وواسى الجند في معونتهم لا من عكس الأمر ، لا من يقف حائلا بينهم وبين معونتهم ويسرقها ، وأفضل عليهم بما يسعهم ومن وراءهم عوائلهم ، وخلوف أهليهم ، أي المعين والمعيل لهم " .
وأكد على ضرورة الالتفات إلى كيفية الاختيار من يعرف كيفية معاناة الجنود ، ويؤمّن له المعونة ، ويفضل عليه ليطمئن أن أهله لا يمدون يديهم من بعده .
وتوجه في حديثه قائلا " أنت يا أيها المتشبث المتشبه عليك تنفيذ ما يقوله الإمام {عليه السلام} ، وهذا حصانة لجندك ؛ ليكون همهم واحدا في جهاد العدو " ، لافتا إلى أن " حسن الثناء من الأشياء المهمة ، وذكر الفعل الحسن لهم ، إذ إن الكلمة الطيبة هؤلاء تفقد مصالحهم ، واذكر المآثر ، فإن كثرة الذكر لحسن الأفعال تهز الشجاع ، وتراه يرى أن العمل كان مقدرا من قبل المتصدي " .
وحذر من تضمين بلاء امرء إلى غيره ، والتقصير به دون غاية بلائه ، قائلا " لا تحاول أن تصادر جهد المقاتل ، فالبلاء له ، والعزيمة له ، والنصر له " ، محذرا من " المنح بلا موازين لقرابة ، او قضية ، او منزلة ، ولا ضعة " .