و في كلمة لسماحته شدد آية الله الاراكي على أن الامة الاسلامية بأمس الحاجة للتقريب بين المذاهب في ظل الظروف الراهنة ، أكثر من أي وقت آخر، وكالة أنباء التقريب .
و أضاف سماحته : لقد ادرك الاعداء لو تحقق التقريب عملياً بين ابناء الامة الاسلامية ، و اتّحد المسلمون في كل بقاع الارض بدءً من اندونيسيا و انتهاءً بموريتانيا ، فليس بوسع أية قوة في العالم مواجهتهم و النيل منهم .
و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى اجماع المسلمين حول القرآن الكريم و النبي الاكرم (ص) و القواسم الاسلامية المشتركة ، موضحاً : المسلمون جميعاً يؤمنون بإله واحد ، و بقبلة واحدة ، و كتاب واحد ، و نبي واحد (ص)، و ... و يقيمون الصلوات الخمس ، والمآذن ترفع نداء التوحيد و النبوة .. الجميع يؤدون الزكاة. و يصومون شهر رمضان المبارك. حتى شوارع لندن تخلوا من المار عند أذان المغرب في شهر رمضان المبارك .
و أشار آية الله الاراكي الى وجود سبعة ملايين مسلم في بريطانيا ، و ثمانية ملايين مسلم في فرنسا ، مضيفاً : لو اجتمع المسلمون حول القواسم المشتركة ، و رفضوا وجود الطواغيت و تخلوا عنهم ، و تمسك المسلمون جميعاً بكلمة التوحيد و عملوا بها ، لتحول العالم الاسلامي الى أمة لا تقهر . لماذا ؟ لأن المسلمين يستحوذون على 70 بالمائة من مصادر الطاقة بالعالم ، و انهم يشكلون تعداداً ملفتاً من نفوس العالم . حتى أن الكثير من العلماء في اميركا و اوروبا هم من المسلمين تعمل اميركا على استقطابهم و الاستفادة منهم .
و رأى سماحته ، بأن اميركا تعمل على سرقة العلم و الثروات و الموارد الطبيعية من البلاد الاسلامية ، و الاهم من كل ذلك مصادرة وحدة المسلمين و وضع الموانع و العراقيل للحيلولة دون تجسيدها .
و اعتبر الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الدعوة للتقريب بين المذاهب و الجهود التي تبذل في هذا المجال ، بمثابة واجباً شرعياً ، مشيراً الى أن القرآن الكريم يوجّه خطابه الى الرسول الاكرم (ص) مؤكداً على تآخي المسلمين و اتحادهم .
و أشار آية الله الاراكي الى أن السعودية تعمل على بث التفرقة في اوساط الامة الاسلامية ، موضحاً : لقد جاء الوهابيون لبث التفرقة .. أنهم يكفرون الجميع بدءً من الاشاعرة و انتهاء بالصوفية و ... . الجميع في نظرهم كفار ما عدا محمد بن عبد الوهاب و اتباعه . لقد عمل النظام السعودي على تعبيد الطريق امام التواجد الاميركي في البلاد الاسلامية خاصة منطقة الشرق الاوسط .
و لفت سماحته الى أن السعودية لا تألوا جهداً في توفير مختلف أنواع الدعم للجماعات الارهابية امثال داعش في العراق و سوريا ومناطق أخرى ، مضيفاً : الارهابيون يعملون على هدم و تخريب كل شيء . و أنهم لا يرحمون حتى الناس الفقراء المساكين من باعة و ممن يترددون على الاسواق الشعبية ، مثلما هو حاصل في بغداد .
و أضاف سماحته : الارهابيون يقتلون الناس الآمنين في اوروبا و اميركا دون ادنى ذنب ، في حين أن الاسلام دين الامن والسلام ، و قد نصّ القرآن الكريم : «مَنْ قَتَلَ نَفْسَا بِغَیرِ نَفْسٍ أوفَسادٍ فِی الأَرضِ فَکانَّما قَتَلَ النَّاسَ جمیعاً» .
و في جانب آخر من كلمته ، تساءل آية الله الاراكي : لماذا يتطوع الوهابيون جنباً الى جنب مع الاعداء ، لمواجهة المقاومة في سوريا و العراق ، و إثارة حروب عبثية في المنطقة ؟ . و أجاب سماحته موضحاً : لأن محور المقاومة يحاول التصدي لاسرائيل الغاصبة في هاتين الدولتين . ان سوريا والعراق من الدول الاسلامية المعدودة التي لم تعترف رسمياً بالدولة الاسرائيلية المزعومة .
و خلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول : أن من اوجب الواجبات اليوم اتحاد قلوب المسلمين و تكاتفها و تآزرها في مختلف انحاء البلاد الاسلامية . و إذا ما كنا نتطلع حقاً للعمل بما جاء به المصطفى محمد (ص) و تجسيد تعاليم الاسلام الحقة على ارض الواقع ، لابد لنا من نبذ الخلافات و التفرقة . و في ضوء ذلك يعم الخير و الصلاح البلدان الاسلامية بأسرها ، و تستعيد الامة الاسلامية قوتها وعزتها ، و يتجلى قوله عزّ من قائل : «اَنتُمُ الاَعلَونَ اِن کُنتُم مُؤمِنین» .