وذكر موقع العتبة الرضوية المقدسة ان سماحة حجة الإسلام والمسلمین السید إبراهیم رئیسی قال فی إحیاء هذه الذکرى التی أقیمت الخمیس مساءً بالتزامن مع لیلة شهادة الإمام الجواد (ع) فی قاعة الشهید مشکی فی مشهد: لم یتم التأکید فی الإسلام على أمر بعد التوحید بقدر ما جاء التأکید على معرفة الأئمة (ع) والإقدام والعمل هو المکمل لهذه المهرفة و سبب التأکید على معرفة الأئمة هو الثبات على الصراط المستقیم لأنه یوجد الکثیر من الشیاطین الکامنة على طریق الحق لحرف وإضلال الإنسان.
ووصف عضو هیئة رئاسة مجلس خبراء القیادة، الذین یتمتعون بالمعرفة ویسیرون على طریق الإمامة والولایة بأنهم أهل السعادة الحقیقیة، وقال: أعلى شأن ومرتبة للإنسان التنعم بالولایة وهذه الهویة تضع کافة الألقاب والصفات فی دائرتها وشهداء کربلاء هم الدلیل على ذلک.
لقد کان أنصار الإمام الحسین (ع) الأوفیاء أهل الصبر والبصیرة وکانت صفتهم البارزة أنهم وجه الله وأن البصیرة هی الحاکمة على سیوفهم، ولقد کانوا بمعرفتهم للولایة من أصحاب أعلى المراتب فی ساحات العمل ولقد ضحوا بأرواحهم وأموالهم فی طریق القرب من الله.
وبیّن سماحته أن عاشوراء مصلح کل الإصلاحات والانتفاضات وحرکات التغییر الاجتماعیة القائمة باسم الدین على مر العصور والأزمنة، وقال: لقد کانت الثورة الإسلامیة التی حصلت على هذه الأرض فی إیران مظهر من المظاهر العاشورائیة والنهضة الحسینیة ودافع لصحوة الشعوب الأخرى.
کما أکد على أن عاشوراء هی بدایة ولیست نهایة، قال: کانت عاشوراء بدایة لنهضة عالمیة، وأعداء الإسلام بظنهم النصر فی عاشوراء رسموا الخط الأخیر لحیاة الإسلام، ولکنهم لم یعلموا أن نهضة عاشوراء هی بدایة لخلود الإسلام.
کما عرف الإمامة بأنها الطریق الوحید لنجاة البشر من الفتن وحبائل الشیاطین، وقال: الشعوب المظلومة فی العالم وبالخصوص فی سوریا والعراق والیمن صمدت فی وجه الاستکبار العالمی بوحی من الثورة الإسلامیة والاستفادة من المثل العلیا للإمام الراحل (ره) وهذه المقاومة کانت ببرکة دماء الشهداء الطاهرة.
واعتبر الولایة المؤشر والمعیار الوحید للاعتدال فی المجتمع الإسلامی، وقال: رمز السعادة والعاقبة الحسنة للشهداء ذوی الدرجات الرفیعة یتمثل فی أنهم عرفوا الطریق والهادی بشکل جید ولم یقعوا فی شباک الشیاطین.
"وجه الله" رمز حیاة الشهداء الخالدة
وقال متولی العتبة الرضویة المقدسة : إن رمز بقاء الشهداء وحیاتهم الخالدة تتمثل فی أنهم وجه الله، لقد زکوا أنفسهم وساروا باتجاه تشکیل المجتمع القرآنی والإسلامی، وکانت کل سکناتهم حرکاتهم وشؤون حیاتهم مظهر وجه الله.
وقال: کل شؤون الحیاة زائلة وإذا أردنا إخلاد الأخلاق والمعرفة والعمل یجب أن یکون لها مظهر إلهی، إن نظام العالم قائم على عدم بقاء شیء سوى وجه الله.
ثم بیّن أن الوجه المشترك فی وصایا الشهداء جمیعهم هو التأکید على إطاعة الولی الفقیه قال: بالقلیل من التدبر والدقة فی وصایا الشهداء نجد أن الجهاد فی سبیل الله والإطاعة للولی الفقیه ومتابعة طریق الجهاد والحفاظ على قیم ومثل الثورة الإسلامیة هو الوجه المشترک بینها.
الصحوة الإسلامیة من برکات دماء الشهداء
بیّن متولی العتبة الرضویة المقدسة أن الشهداء هم وثائق الأمانة والجهاد والسعی لحفظ قیم الثورة الإسلامیة، واعتبر الصحوة الإسلامیة و الخلاص من الجهل من برکات دماء الشهداء، وقال: طریق الشهداء هو امتداد لنهضة الإمام الحسین (ع) وسبب الصحوة الإسلامیة فی العالم الإسلامی الیوم، وهذا قسم یسیر فقط من ثمار تضحیات الشهداء، وبالتأًکید ستقع أحداث کبیرة وجیدة أخرى فی المستقبل ببرکة هذه الدماء.
وأشار إلى أن المجاهدین الإسلامیین فی الکثیر من الساحات أرکعوا آل سعود والأمریکا والصهاینة وما ظهر حتى الآن من آثار لدماء الشهداء ما هو إلا من العلامات الوهمیة غیر الأساسیة والآثار الأساسیة الأصلیة لها ستظهر لاحقاً ومازلنا حتى الآن فی فجر برکات هذا الدماء وعندما ستظهر البرکات الحقیقیة لدماء الشهداء الطاهرة على العالم سنعرف کم کانت دماء شهداء الثورة الإسلامیة الإیرانیة وشهداء الحرب المفروضة ودماء شهداء الدفاع عن حرم أهل البیت طاهرة وخالصة لله تبارک وتعالى.