و أضاف سماحته : لو كان بين اصحاب الامام علي (ع) امثال عمار بن ياسر كثر ، لما قال اين هم . و أن هذا النداء كان قد تكرر في مكان آخر أيضاً ، حيث نادى سيد الشهداء في اللحظات الاخيرة من يوم عاشوراء : " هل من ناصر ينصرني ؟ هل من معين يعينني ؟ ، وفق موقع التقريب بين المذاهب .
و أوضح آية الله الاراكي : أن دعوة الانصار هذه ، دعوة مبدئية و حاضرة على مرّ العصور و الازمنة . أن هذه الدعوة دعوة في غاية الاهمية اذا ما تم تلبيتها كما ينبغي ، كان النصر حليف جبهة الحق دون شك . أن تأخر نصر جبهة الحق ، و تأخر اقامة دولة الحق ، إنما هو نتيجة التقاعس و عدم تلبية هذه الدعوة كما ينبغي .
و تابع سماحته : في القرآن الكريم ثمة اشارة الى ميثاقين اساسيين ، ميثاق الاطاعة و ميثاق النصرة . و ان هذين الميثاقين يشكلان اسس حاكمية الاسلام .
و لفت آية الله الاراكي الى الآية السابعة من سورة المائدة : «وَ اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْکُمْ وَ ميثاقَهُ الَّذي واثَقَکُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا» ، موضحاً : الميثاق الاول هو ميثاق اطاعة القادة الربانيين ، و اساساً أن ايماننا و قولنا «أَشْهَدُ أَنّ لَّا إِلَهَ إِلَّإ الله وأَشْهَدُ ان محمداً رسول الله» يفيد هذا المعنى .
و أردف سماحته : العهد مع الله و مع رسوله إنما هو تجسيد لميثاق الاطاعة ، و لهذا يعد التمرد على القيادة الالهية من اسوأ اشكال كفران النعمة .
و أشار آية الله الاراكي الى قوله تعالى «قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ» موضحاً : في هذه الآية يشير ربّ العزة الى كيفية إذاقة المجتمع العذاب نتيجة العصيان و التمرد على القادة الربانيين . و يتمثل العذاب الاول ، الذي يعد اساس انواع العذاب الاخرى ، في تشتت الامة من الداخل و تحولها الى فئات و شيع ظالمة تعادي كل فئة الفئة الاخرى .
و شدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على ان وحدة المجتمع الواحد تكمن في إتباع القيادة الالهية و الانصياع لتوجهاتها و توجيهاتها .
و أشار آية الله الاراكي الى قوله تعالى «وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا» ، لافتاً الى احد مصاديق هذه الآية الذي تجلى في قيادة الامام الخميني (قدس سرّه) و كيف أن هذه النعمة الالهية الكبرى وحدّت الشعب الايراني و جعلت منه أمة واحدة موحدة يرهبها الاعداء و يحسبون لها ألف حساب .
و أضاف سماحته : لاشك أن نعمة القيادة من النعم الالهية الكبرى . و مما يذكر أن المجتمع الايراني عندما أعلن بأننا نؤمن بإطاعة امام العصر (عج) ، فمن الطبيعي ان يعلن اطاعته و ولائه لمن ينوب عن امام العصر (عج) . و إذا كنا اليوم نلتزم باطاعة سماحة القائد آية الله الخامنئي ، فلأن سماحته ينوب عن امام العصر (عج) ، و أن أوامره هي اوامر ولي العصر (عج) .