وفقا لتقریر الموقع الإعلامی للعتبة الرضویة المقدسة، اعتبر سماحة السید إبراهیم رئیسی فی کلمته فی هذه المراسم التی أقیمت فی مجمع التعلیم العالی فی جامعة المصطفى العالمیة أنّ إیران الإسلامیة قد باتت الیوم ملجأً للأحرار والمظلومین فی العالم وملاذهم، وقال: الیوم ترفع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة رایة مواجهة الاستکبار والدیکتاتوریة فی العالم، وهدا الموقع مؤسس على تعالیم الإسلام الأصیل المتمثلة بمدرسة أهل بیت العصمة والطهارة(ع)، وعلى مبانی الثورة الإسلامیة الإیرانیة.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان أشار إلى المکانة الرفیعة للعلم والمعارف مؤکدا أنّ حقیقة العلم تکمن فی العبودیة الخالصة للباری تعالى، وقال: أبحاث العقائد والأخلاق والأحکام الشرعیة هی علوم إلهیة، وغیرها من العلوم؛ کعلم الأحیاء والطب والریاضیات هی علوم قیّمة بشرط أن تساهم فی هدایة الإنسان إلى التوحید والعبودیة.
عضو الهیئة الرئاسیة لمجلس خبراء القیادة أکدّ على أنّ العلوم یجب أن تتغلغل فی طبیعة وروح المتعلم؛ بحیث تؤثر بجلاء على سلوکه وجمیع شؤون حیاته، وأشار إلى الروایة المنقولة عن أمیر المؤمنین علیه السلام: «العلم علمان؛ علمٌ مطبوع و علمٌ مسموع و لا ینفع المسموع ما لم یکن المطبوع»، وقال: تعلم المعادلات والصیغ أمر قیّم جداً، ولکن الفقیه هو العالم الذی یمتلک العلم المطبوع، وهذا یعنی أنّ الفقه قد تغلغل إلى طبعه وروحه.
سماحة السید رئیسی أضاف: التمایز بین علماء الدین الشیعة ومشایخهم وبین غیرهم من الأشخاص هو أنهم یدعون الناس إلى الخیر والصلاح، ومعنى أن یکون علماء الدین قادةً للمجتمع هو وصولهم إلى أعلى مراتب المعرفة والأخلاق.
عضو مجلس خبراء القیادة أشار إلى التفاوت والتمایز مابین السَوق والقیادة، وقال فی ذلک: الفکرة الأساسیة فی مسألة العلم والتعلم وفی صیرورة الإنسان عالماً وفی الوصول إلى قمة الکمالات الإنسانیة هی أن یتصف قلم النفوس المستعدة وبیانها وجمیع الأعمال التی یقوم بها الإنسان بـ "العلم الصائب"، و" العمل الصالح"، والفقیه الحقیقی هو الشخص الذی یمتلک العلم الصائب والعمل الصالح، وموقع مثل هذا العالم یکون موقع القیادة لا السَوق.
المظاهر السامیة للعلم فی جامعة المصطفى العالمیة
متولی العتبة الرضویة المقدسة أشاد بالنشاطات التی تقوم بها جامعة المصطفى العالمیة فی مجال نشر العلم والمعرفة الإسلامیة فی العالم، واعتبر أنّ هذا المرکز التعلیمی یشکل تجلیا قیّما للعلوم الإسلامیة، وقال: جامعة المصطفى العالمیة هی من البرکات الإلهیة المفاضة على المجتمع الإسلامی، وقد ربّت الکثیر من الطلبة العلماء من مختلف أنحاء العالم، وساهمت بفاعلیة فی نشر مبادئ مدرسة أهل البیت(ع).
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان اعتبر أنّ العلم والحکمة الخالصین والحقیقیین یوجدان فقط عند النبی الأکرم وأهل بیته الأطهار (علیهم السلام)، وأکدّ أنّ تلامذة مدرسة الإمام الصادق(ع) کانوا فی جمیع مجالات العلوم التی تخصصوا بها منشأ للکثیر من الخیرات والبرکات، وقال: الیوم یوجد علماء دین کالشیخ عیسى القاسم، والشیخ الزکزاکی، الشیخ حسن نصرالله و.... هؤلاء تلامذة مدرسة الإمام الصادق(ع) وهم الذین کان لهم التأثیر الکبیر فی عالم الیوم، وهم الذین أصابوا الاستکبار العالمی بالیأس والإحباط.
حکومات الجور هی منشأ المفاسد فی العالم
سماحة السید رئیسی اعتبر أنّ حکومات الجور هی منشأ جمیع المفاسد فی العالم، وقال: الحکومة البهلویة فی إیران کانت أنکر المنکرات فی وقتها، وهذا الأمر أدرکه جیداً الإمام الراحل والسید القائد وکبار رجال الثورة ، فثاروا على هذه الحکومة، وأسسوا الحکومة الإسلامیة الوحیدة فی العالم، والیوم یقع على عاتق الجمیع صون أعرف المعروفات والدفاع عنه وهو أصل النظام الإسلامی.
وأضاف: الیوم فی ظلّ حکومتی آل سعود وآل خلیفة الجائرتین حصلت فی العالم فظائع کبیرة استهدفت الإنسان والإنسانیة، وحکام الجور الغربیین ارتکبوا الظلم الأعظم فی حق شعوبهم وهو جریمة صدهم شعوبهم عن سبیل الله.
سماحة السید رئیسی أکدّ أنّ رسالة العلماء و المبلغین الدینیین فی تعریف وتبیین احکام الإسلام وتعالیمه ونشر تعالیم أهل بیت العصمة والطهارة(علیهم السلام) هی رسالة خطیرة وهامة للغایة، وقال: بالنظر إلى الفظائع والفضائح التی تسببت بها الحرکات التکفیریة والداعشیة فی العالم فقد باتت أنظار العالم الیوم تتجه أکثر وأکثر إلى الإسلام المحمدی الأصیل والإسلام العقلانی المتمثل بالتشیع، والکثیرون أدرکوا أنّ طریق نجاة البشریة هو إسلام أهل بیت النبی الأکرم (علیهم السلام).(۹۸۶۳/ع۹۴۰)