عرف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرىء أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم.
وألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة راعي الاحتفال قال فيها: "تحت شعار ليست الامة ملكا لسلطة، وليست السلطة مشروع ملك وليست البلاد والثروات وطريقة العيش عنوانا لنفوذ حكومة من الحكومات، تشدد الامام الحسين بمنع بيعته عن يزيد وقال مثلي لا يبايع مثله، تأكيدا لحق الله بضرورات الانسان المطلوب لها ان تبلغ كمالها بمشيئته تعالى، تحت هذا المعنى تقدم الامام الحسين ومعه الركب المحمدي وفلذات علي وفاطمة ليقول للخلق: ليس الانسان حرا باستعباد الناس وليس للامة ان ترضى بقدرها ولا يصح الخنوع ولا يجوز الفشل ولا يقبل السكوت عن سلطة فاسدة او مصادرة عقل او استئثار بحكم ومال او تكوين فريق عمل عقله كعقل الشركات، ولا تنفيذ برامج همها البلاط والشركاء والولاء ولا خطف الحقيقة عبر الذمم المؤجرة والالسن الرخيصة والاطر الباطلة لان اكبر شعارات الامام الحسين عليه السلام ألا يموت الانسان بحقه بشتى مجالاته المدنية والاجتماعية والمالية والسياسية والمعرفية لانه قال: الحق اقول لكم لن يموت دمي، لكنكم ستموتون وانتم احياء اذا لم تثأروا لدم الحقيقة وملكوت السموات".
أضاف: "لأن أمة اصرت على السيف فقد واجهها بنحره وحين هددته بالذبح قال: هيهات منا الذلة وحين اجتمعت عليه بجيوشها لم يعبأ بها لان الحسين هو الحسين، وحين ساومته على منافع الملك قال: يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، فقتل الحسين ليحيا مخلدا ومعه تحولت كربلاء كعبة الارض والسماء. ولان مقتل الامام الحسين كان شعارا لامة فاننا نؤكد ان القضية الحسينية تكمن في الحق كله، وضد الباطل والفساد بكل معانيه لذا الحسيني اليوم من يغيث المكروب ويعين الملهوف ويساند المحتاج وينصر العدل والاحسان ويؤسس للخير والبر ولا تفسده شهوة او نزوة او سلطان ولا يحيف ولا يتملق ولا يكون شريكا لظالم ولا جزءا من حكومة فساد ولا نكالا على العباد ولا نهابا للبلاد، وهذا يحتاج الى نفوس ابية وانوف حمية وطهارة قلب ونظافة عقل ومجاهدة نفس واخلاق كريمة وسخاء كسخاء السماء لان كثيرا ممن لبسوا ثوب الفقراء والكادحين خلعوه مع اول سلطة وتحولوا ضدا للشعار، لذلك بيوم الامام الحسين نؤكد ان الدين مشروع ضمانة للانسان والسلطة مشروع وعي لقضايا الناس وحاجاتها المادية والمعنوية وطريقة للشراكات الانسانية وتأصيل للمعرفة ومنع الابواق الاعلامية والمشاريع الاعلانية من تغرير الناس يعني ان اللعب بالضمائر ودفن الحقائق وترويج الفساد السياسي والاحتكار المالي والهيمنة والتنكيل بمشاعر الناس ولعبة التنفيع على الولاءات والمناطق وتفصيل المشاريع الانتخابية والمزاريب المالية وتقاسم الاعلام والاحلام وتوزيع الدوائر على النفوذ والوعود وترك الناس بلا علم مضمون والتلهي عن السياسات الاجتماعية والحاجات الماسة كل هذا يعني نحرا للدين والوطن والحقائق الاصيلة بالانسان".
وتابع: "ونحن بيوم الامام الحسين نعلن ان حق الناس ضرورة لسلطة مشروعة وخدمة الناس شعار للحق ومنع الفساد السياسي مدخل لعدالة وطن، والتخلص من اللصوص ضرورة لحكومة الشعب، هذا شعار الحسين يوم قدم دمه وهذا شعاره الآن وهو خيارنا المطلق كي لا يضيع الانسان ولا تتبدد الاوطان. وعلى مستوى المنطقة والبلد نحن مع الحق وليس الحق ابدا بتنفيذ مشاريع لزعزعة الاوطان، لذا نحن مع فلسطين ضد اسرائيل، مع اليمن ضد جلاديها، مع شعب البحرين وحقه بالشراكة السياسية مع العراق في مكافحة التكفير، مع دمشق بمواجهة اخطر مشاريع تقسيمها وتفتيتها لصالح تل ابيب، مع المقاومة التي اكدت ان الاوطان بالمقاومين، مع الجيش والقوى الامنية كأساس لبلد امن وشعب لا يعرف الخوف، مع الدين كما جاء به النبي وليس مع كذبة دين التكفيريين، مع الوحدة والشراكة والمحبة والاستقرار، مع بيروت والشمال والبقاع والجبل والجنوب كأساس لشراكة وطن ومنافع عائلة وطنية واحدة، مع انتخاب رئيس جمهورية اكبر من ارباح الزواريب والنكايات السياسية، مع قانون انتخاب نسبي يضمن حاجة الكل للكل بعيدا عن لعبة بيع الاوطان وتجزئة البلدان، ومع العدالة الاجتماعية والضمانة الاخلاقية، مع قضايا الجوع والوجع ضد الترف والنهب ولصوص الاوطان، ضد الفساد السياسي والاداري والمالي والاعلامي، ومع المشاريع الانقاذية والمصالحات الوطنية لان لبنان ترهل والفساد ينخره من الداخل".
وختم: "لندرك لبنان قبل فوات الاوان لان القضية كما قال الامام الحسين ان تكون حرا بحق ابيا بالمشروع، سيدا بصدق معصوم المال والعرض مأمون الحق والحاجة، قويا بالعدل صادقا بالانتماء بعيدا عن لعبة الحق ومشاريع الديموغرافيا والتوطين".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)