وبين سماحة الشيخ عبد الكريم بهجت بور كيفية استخدام آيات القرآن وعلومه في اسملة العلوم الإنسانيّة، قائلاً: لا شك أنّ القرآن الكريم له آراء ونظريات تختص بالعلوم الإنسانيّة، وهذه الآراء تفرض نفسها على بقية الآراء والنظريات، لذا استخراج المفاهيم القرآنية التي تختص بالعلوم الإنسانيّة وزجها في هذه العلوم يحتاج إلى جهد ومثابر وإصلاح مناهج العلوم الإنسانيّة وكذلك تغيير المنظومة الفكرية للباحثين والمحققين في هذا المجال.
وفي نفس السياق قال الشيخ بهجت بور: نزل القرآن الكريم لهداية الناس في جميع المجالات والشؤون وعلى هذا الصدد لا يمكن تصور عدم وجود علاقة بين القرآن الكريم وباقي العلوم وعلى الأخص العلوم الإنسانيّة بل هناك علاقة بين المفاهيم القرآنية وبين العلوم الإنسانيّة وهذه العلاقة أما هي على نحو العموم والخصوص أو على نحو التساوي ولذا الأمور التي تناقش في العلوم الإسلامية مطروحة في القرآن الكريم أو على أقل تقدير مطروحة بشكل أعم ما هو موجود في العلوم الإنسانيّة.
وأشار الأستاذ في الحوزة العلميّة إلى المشتركات بين القرآن الكريم والعلوم الإنسانيّة، قائلاً: بعد البحث والدراسة في العلوم الإنسانيّة نصل إلى موردين اساسيين في هذه العلوم، الأول: الوصف، والثاني: الوصية؛ فتستند العلوم الإنسانيّة على وصف الظواهر الإنسانيّة والاجتماعية ووعلى ضوءها توصي بتوصيات كما هو موجود في القرآن الكريم، فكذلك القرآن الكريم يحكي عن الوجود، والإنسان، والمجتمع، الماضي، والحال، المستقبل ثم يوصي بتوصيات حول هذه الأوصاف ويحدد الطريق لكل ظاهرة ومن الظواهر، وهذه إحدى المشتركات بين القرآن الكريم والعلوم الإنسانيّة ويوجد الكثير من هذه المشتركات بينهما.(9863/ع940)