واضاف حجة الاسلام علي اصغر فضيلت: أن ايمان المسلمين بإله واحد، وكتاب واحد، ونبي واحد، وقبلة واحدة، وتاريخهم واحد، وعدوهم واحد، كما أن المخاطر والتهديات التي تتربص بهم مشتركة، والفرص المتاحة متماثلة، كل ذلك يشكل ارضية مناسبة لتوطيد التناغم والانسجام وتعزيز التضامن والتآخي بين كافة الشعوب الاسلامية، وفق وكالة أنباء التقريب.
ولفت سماحته الى ان تحقيق المزيد من التقارب والتفاهم حيال المصير المشترك للدول الاسلامية، كان ولا يزال وسيبقى امنية كبار المصلحين في العالم الاسلامي.
ويرى مدير عام دائرة الثقافة والارشاد الاسلامية بمحافظة كلستان، موضوع التقريب عنواناً شاملاً من الممكن أن يشمل ايضاً التقارب بين الاديان الابراهيمية، اليهودية والمسيحية والاسلام، موضحاً: أن الوجه المشترك بين هذه الاديان السماوية الكبرى يكمن في الاعتقاد بالتوحيد، والحياة الآخروية الخالدة، والايمان بالاعمال الصالحة.
وتابع سماحته: لو أن اتباع هذه الاديان السماوية كرسوا جهودهم حول هذه المحاور الثلاثة المشتركة، لما شهدت الانسانية كل هذه النزاعات والصراعات والحروب .
ويؤمن حجة الاسلام فضيلت، أن بوسع التقارب بين المذاهب الاسلامية المختلفة، وتضامن المسلمين وتعاضدهم في الميادين المشتركة، على الرغم من اختلاف قومياتهم، بوسعه ان يشكل عاملاً قوياً وفاعلاً في تعزيز مكانة الامة الاسلامية في الساحات الدولية.
وفي جانب آخر من حديثه، أشار سماحته الى ذكرى المولد النبوي الشريف موضحاً: ان نبي الاسلام العظيم (ص) يعد عصارة لجميع الانبياء، ذلك أن كل خصال وفضائل الانبياء اجتمعت في شخصية خاتم النبيين وسيد المرسلين (ص).
ويذكر سماحته أن سيد المرسلين (ص) نبي للبشرية جمعاء، وان تعاليمه النورانية خالدة على مرّ العصور، لانها تلبي كافة احتياجات الانسان الحقيقية.
ويلفت حجة الاسلام فضيلت الى أن الاحتفاء بـ " اسبوع الوحدة " يشكل فرصة جديدة لتحقيق المزيد من التقارب والتعاضد والتكاتف بين المسلمين، نظراً لما تتضمنه هذه المناسبة من دلالة معنوية، ذلك أن السنة يرون ولادة النبي الاعظم في الثاني عشر من ربيع الاول، فيما تراها الشيعة في السابع عشر من ربيع الاول، وأن الاعلان عن "اسبوع الوحدة" الذي جاء بتوجيه من مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الخميني (قدس سره)، اتخذ من ذكرى المولد المبارك فرصة مناسبة لتعزيز الاخوة والتقارب والتفاهم بين المسلمين بمختلف طوائفهم.
واستطرد سماحته: ثمة وجوه مشتركة كثيرة بين السنة والشيعة، وهما في الحقيقة ابناء اسرة واحدة، لذا فأن بامكان المجتمع الاسلامي استغلال هذه المناسبة الكريمة لتعزيز التآخي والتفاهم والتواصل والعمل معاً في مضاعفة شوكة الاسلام والتصدي لكل من يحاول إثارة النعرات الطائفية وتشتيت وحدة المسلمين.
وأضاف: ومما يذكر في هذا الصدد أن التيارات التكفيرية تشكل آفة كبرى بالنسبة للعالم الاسلامي بأسره، وأن هذه التيارات ومن خلال ايغالها في التطرف والعنف والارهاب، بوحي من تصورات واهية واستنباطات خاطئة عن الاسلام، شوهت صورة الاسلام واساءت للامة الاسلامية بنحو يصعب تخيله. ومن الواضح أن العالم المتغطرس الذي عجز عن مواجهة المسلمين بصورة مباشرة، لجأ الى الجماعات المتطرفة المخدوعة، لتشويه صورة الاسلام والطعن في مبادئه وقيمه، نظراً لما تقوم به هذه الجماعات من عنف وهدم وقتل واراقة الدماء بغير حق.
ومضى بالقول: أن اعداء الاسلام بقيادة اميركا واسرائيل، يحاولون بكل السبل تشويه صورة الجهاد المقدس والطعن بمبدأ المقاومة، واستبداله بالمشروع التكفيري ودفع المسلمين للتناحر والالتهاء بالتقاتل فيما بينهم. وبالتالي محاولة الهيمنة على موارد وثروات البلدان الاسلامية دون ان يعترض عليهم احد.
وخلص حجة الاسلام فضيلت للقول: لاشك أن السبيل الوحيد لمواجهة التيارات المتطرفة والجماعات التكفيرية يكمن في تآخي المسلمين واتحادهم وتضامنهم، والعمل معاً صفاً واحداً للتعريف باسلام الرحمة واسلام الحكمة، في مقابل ما يحاول هؤلاء التكفيريون اظهاره للعالم وتشويه تعاليم الاسلام. لابد لنا جميعاً من لفت انظار شعوب العالم الى الاسلام دين المبادىء والاخلاق، دين الامن والوئام والتعايش والسلام.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)