ونشر موقع "KHAMENEI.IR" قبل قليل تفاصيل لقاء جمع السيد الإمام الخامنئي بعدد من عوائل شهداء المدافعين عن حرم أهل البيت عليهم السلام في سوريا والعراق، حيث جرى اللقاء يوم الاثنين الماضي قبل اسبوعين (21 نوفمبر / تشرين الثاني).
واليكم مزيدا من التفاصيل التي جرت على هامش لقاء قائد الثورة الإسلامية مع أُسر الشهداء المدافعين عن المقدّسات:
السيد القائد يخاطب الحضور: الأبطال الذين قدمتموهم شهداءً أيتها الزوجات والأبناء والآباء والأمهات، إعلموا بأنهم مدعاة فخر واعتزاز، وهذا الكلام ليس مجرد شعار، إنه حقيقة ثابتة.
إن هؤلاء الأبطال هم النجوم الحقيقيون لكننا لا نرى بريقهم وتألقهم البهي وإنما أهل السماء يدركون هذه الحقيقة حق الإدراك!
قبل أسبوعين تقريباً وفي يوم الإثنين المصادف 21 نوفمبر / تشرين الثاني التقى قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) بعدد من أُسر الشهداء المدافعين عن المقدسات، حيث أعرب سماحته عن شكره وتقديره للشهداء الذين اختاروا طريق الجهاد طوعاً دفاعاً عن حياض المسلمين والأبرياء في العالم.
والتقى آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي يوم الإثنين المصادف 21 نوفمبر / تشرين الثاني المنصرم بثمانية من أسر الشهداء المدافعين عن المقدسات، وخاطب الحاضرين قائلاً: أرحب بالإخوة والأخوات من أُسر شهداء المقدسات الأعزاء، أولئك الشهداء الذين شدوا الرحال نحو جبهات القتال طوعاً، فمن أسمى الخصال الحميدة التي اتصفوا بها أنهم غيورون وذوو حمية في الدفاع عن أضرحة أهل البيت (عليهم السلام).
وأضاف سماحته: إحدى الميزات التي يتصف بها المتطوعون للدفاع عن المقدسات أن الشوق يحدوهم للدفاع عن أضرحة أهل البيت (عليهم السلام)، وهذا الشعور مشترك بينهم وبين والديهم أيضاً، فقد خاطبت والدة أحد الشهداء سيدتنا زينب (عليها السلام) بالقول: "لقد وهبتك ولدي محمد حسين"، فياله من كلام قيم! ويجب على كل مؤمن أن يتصف بهذه الغيرة والحمية تجاه أهل البيت (عليهم السلام). وأما الميزة الأخرى التي اتصفوا بها فهي البصيرة، فالذين لا يمتلكون هذه البصيرة الثاقبة يقولون في أنفسهم: "ما شأني وسوريا؟! وما شأني وحلب؟!" هذا الهاجس ناشئ من انعدام البصيرة، فقد روي عن أمير المؤمين علي (عليه السلام) أنه قال: "فوالله ما غُزي قومٌ قطّ في عُقر دارهم إلا ذلّوا"، لذا ليس من الحري بنا التخاذل وانتظار العدو يقتحم أرضنا ثم نبدأ بالتفكير في ردعه والدفاع عن أنفسنا! يجب ردع العدو في عقر داره.
وأكد سماحته على افتخار الجمهورية الإسلامية بامتلاكها قوات تدك مضاجع الصهاينة، وصرح قائلاً: من مفاخر الجمهورية الإسلامية أنها تمتلك قوات تلازم حدود المناطق التي يسيطر عليها الصهاينة وعلى رؤوسهم، سواء قوات حزب الله أو قوات المقاومة أو قوات أمل؛ وزعماء الصهيونية العالمية ساخطون من ذلك ويعترضون على تدخل الجمهورية الإسلامية، والسبب في سخطهم هذا أننا نمتلك قوات بطلة تدك مضاجعهم، وهذا فخر عظيم للإسلام ولبلدنا، فالشباب الذين شدوا الرحال إلى سوريا والعراق، على بصيرة تامة بهذه الحقيقة؛ ولكن هناك بعض الذين قبعوا في منازلهم ولا يعرفون ما الذي يجري اليوم.
وأكّد سماحة قائد الثورة الإسلامية على أن الميزة الثالثة التي اتصف بها هؤلاء الشهداء الأبطال فهي رغبتهم الجامحة في تجرع كأس الشهادة، فبعد انتهاء حرب الثمانية سنوات التي فرضت على بلدنا فتح لنا طريق جديد واسع لنيل هذه المكرمة الإلهية العظيمة، لذا لدينا الكثير الكثير من الشبان الراغبين بالالتحاق بجبهات القتال دفاعاً عن حياض المسليمن ومقدساتهم، وهذا الأمر بطبيعة يثبت خطانا ويقوي جبهتنا ويزيد من تحملنا للمصاعب مهما كانت شائكة، فلذة الحياة لا تقتصر النعم المادية فحسب، فمن يقيد حياته في هذا الإطار سوف ينهار قبال أدنى حادثة أو نائبة وبالتالي يفتقد إرادته في الصبر والتحمل، في حين أن هؤلاء الأبطال تغاضوا عن كل ملذات الحياة ومغرياتها وولجوا في جبهات القتال دفاعاً عن الحق والدين ونصرة للمظلومين والشوق يحدوهم لتجرع كأس الشهادة العذب.
ثم خاطب آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) الحاضرين قائلاً: ان الأبطال الذين قدمتموهم شهداءً أيتها الزوجات والأبناء والآباء والأمهات، إعلموا بأنهم مدعاة فخر واعتزاز، وهذا الكلام ليس مجرد شعار، إنه حقيقة ثابتة. إن هؤلاء الأبطال هم النجوم الحقيقيون لكننا لا نرى بريقهم وتألقهم البهي وإنما أهل السماء يدركون هذه الحقيقة حق الإدراك، فهم ليسوا كالبعض الذين يتصورون أنهم نجوم في الدنيا إثر شهرتهم وذياع صيتهم.
وأضاف سماحته داعياً للشهداء بالرحمة والمغفرة بالقول: أسأل الله تعالى أن يرفع من درجاتهم، وأن يهب آباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبناءهم الصبر والسلوان، وأنا دائماً أدعو الله العزيز القدير بأن يهبكم لطفه وفضله ونوره وأن يكرم قلوبكم بالطمأنينة والسكينة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)