أكد الشيخ ماهر حمود أنه "لو ان المسلمين والمسيحيين يطبقون التعاليم الموجودة في القرآن والإنجيل لكن الامر مختلفا جدا، ولكن للأسف الشديد، فان كثيرا منا يعظمون انبياءهم وكتبهم ويتفاخرون بأديانهم وما ينتسبون اليه ولكن فإنهم في حياتهم اليومية وفي قراراتهم السياسية وفي كثير من معاملاتهم مع بعضهم البعض يخالفون هذه التعاليم ويضربون امثالا بشعة تدعو الى التبرأ مما يفعلون كما يتبرأ الانبياء من اتباعهم المنحرفين يوم القيامة، وفي اهم ما يحصل في هذه الايام عودة المفاهيم الجاهلية الى حياتنا السياسية وأهمها، الشعار الجاهلي المشهور "انصر اخاك ظالما او مظلوما"، فنرى القوى السياسية الرئيسية تتخذ المواقف وفقا للانتماء وليس وفقا لميزان الحق والباطل الذي امرنا ان نسير عليه، وان المثل الصارخ اليوم هو حلب حيث نرى المواقف تستند الى الظنون والافتراضات وليس الى الحقائق الدامغة، كذلك الموقف من المقاومة ومحورها، حيث تم تبخيس حقها وما قدمته للأمة بسبب الانتماء المذهبي وأحيانا العرقي وما الى ذلك مما نشهده في الموقف مما سمي الربيع العربي، وعلى هذا وعلى وقع التطورات الهامة في حلب والموصل وغيرهما ندعو علماء الدين خاصة والمسلمين بشكل عام الى اعادة القراءة للسنوات الست الاخيرة للمؤامرة الكبرى على الاسلام والعرب".
واعتبر أن "انتصار حلب شكل على المؤامرة صدمة كبيرة للجميع، البعض كانت بالنسبة اليه صدمة ايجابية وكثيرون رأوه امرا سلبيا، وذهبوا في ذلك بعيدا في تصوير الموضوع واستجابوا لضغط الاعلام العالمي الذي سخر امبرطوريات كبرى لتصوير الموضوع على عكس الواقع الذي برز من خلال هذا الانتصار التاريخي"، لافتاً إلى أنه "الآن وبعد بروز الحقائق الدامغة، الجميع مدعوون لإعادة القراءة السياسية والدينية والواقعية للفتنة او للمؤامرة في سوريا".
ولفت إلى أن "كثيرين اعتقدوا ان ما يحصل هو ثورة تهدف الى اصلاح الامور في سوريا، ولكن الواقع يقول شيئا آخر"، داعياً إلى "اعادة القراءة، ولذلك لا بد من اعادة قراءة الشعارات التي استعملت في هذا الأمر الديمقراطية، العدالة، الطاغوت، الحكم بما انزل الله وما يدعو الى الضحك والبكاء في وقت واحد الحديث عن الطاغوت والذين يدعون الى مواجهة الطاغوت في سوريا، كما يزعمون، يجلسون في حضن الطاغوت الحقيقي اميركيا كان ام اسرائيليا ام بتروليا، ويأخذون منه المال والسلاح ويخضعون لقراره ثم يدعون بعد ذلك انهم اتوا للإصلاح".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)