وأشار آية الله التسخيري الى الآية الشريفة "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" موضحاً: تشير الآية بوضوح الى أن هدف الانبياء واحد، وقد بعثوا لهداية البشرية الى الطريق القويم والمتوازن، وكل واحد كان مكملاً للآخر.
وأضاف رئيس المجلس الاستشاري الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية: الانبياء جميعاً جاءوا لتحقق هدفين هامين، الاول تقوية وتوثيق التكامل الانساني، والثاني اجتناب الطاغوت. وكي يتسنى تحقق ذلك لابد للانسان من التقرب الى الله، والانسان الذي ينسى الله ينسى نفسه، وأن كل انسان اذا اراد أن يكون صادقاً مع نفسه عليه أن يسعى لتحقق هذه الهدفين.
ولفت سماحته الى المراد بالطاغوت قائلاً: الطاغوت يعني تجاوز الحدود الطبيعية والابتعاد عن التعادل والتوازن، هذا في وقت أن السماوات والارضين قائمة على اساس التوازن، والقرآن الكريم يوضح التوازن التكويني للوصول الى التوازن التشريعي. ولهذا طالما كان التوازن حاكماً، سوف تمضي البشرية في مسارها الطبيعي بقيادة الانبياء والائمة والعلماء وفي طريقها السليم.
واستطرد آية الله التسخيري: اذا ما رغبنا بخدمة البشرية حقاً ـ لابد لنا من العمل على خدمة العقلانية وترسيخها، وأن نضع في متناولها الحرية المنشودة، كما ينبغي للعلوم الانسانية أن تصب في خدمة العقلانية.
وخلص سماحته للقول: اتصور أن شعار المؤتمر يشير الى كل من العداء والعلاج، العداء يعني التطرف الذي يعبر عنه القرآن بالطغيان، والاستفادة من العلوم الانسانية لمحاربة العنف والتطرف، ونأمل أن تتكلل هذه الخطوة الجامعية في النهاية بالنجاح في تحقق اهداف هذا المؤتمر.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)