تتوالى الأيام وتتقادم الليالي، وفاطمة الزهراء عليها السلام قمر يشع، ولا يبلى بهاؤه، إنها كلمة طيبة ترددها شفاه المؤمنين، ومنهاج يقتدي به الصالحون، إنها شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها،
وان رحلت عن هذه الدنيا إلى عالم الآخرة، إلا أنها لم تسكن في زاوية من زوايا التاريخ ، ولم ينحصر ذكرها في أسطر مكتوية في صفحات مطويات ، بل هي حاضرة في ضمائر المؤمنين في كل عصر ومصر.
وقد كتب آية الله الشيخ محمد باقر الناصري إحد علماء العراق، في كتابه دراسات في التاريخ الإسلامي، عن الزهراء (ع)، بعنوان (( الزهراء فاطمة بنت محمد (ص) ))، حيث قال: وما عسى الكاتب، والمؤرخ أن يكتب عن ابرز شخصية إسلامية بعد أبيها وبعلها وقد جمعت الفضل من أطرافه، وأضافت لك مفاخرها مواقف إسلامية خالدة، لو لم يكن فيها غيرها لكفى بها فخرا وخلودا، وفق وكالة انباء الحوزة.
ويضيف سماحته: إن دراسة حياتها عليها السلام ضرورة حتمية على المسلمين كافة لا بل على جميع البشر الذين ينشدون المثل العليا، والذين يتحرون سير العظماء وتاريخ بناة أمجاد الإنسانية، فان البشرية مدينة لكل بان في مسيرتها، ولكل حامل نور في قوله أو فعله،
ففاطمة الزهراء ـــ كما يقول موسى الصدر: (( مثال المرأة التي يريدها الله، وقطعة من الإسلام المجسد في محمد(ص)، وقدوة في حياتها للمرأة المسلمة وللإنسان المؤمن في كل زمان ومكان، وان معرفة فاطمة فصل من كتاب الرسالة الإلهية، وان دراسة حياتها محاولة لفقه الإسلام، وذخيرة للإنسان المعاصر،
إننا نشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحاجة إلى سرد موجز لحياة فاطمة الزهراء لكي نجعلها قائدة، ونقتبس من فيض سيرتها في طريق الصلاح والإصلاح )).(۹۸۶۳/ع۹۴۰)