وقال "حاولنا أن نضع سياسةً لإدارة العتبة العبّاسية المقدّسة وكان الجزء الأهمّ منها هو الاعتماد على الكفاءات العراقيّة في إنجاز مشاريعها على مختلف الصُعد، وهي الى الآن معتمدة عليهم".
مبيّناً: "أنا أعتقد أنّ العقل العراقيّ مبدعٌ ومفكّر ومميّز, ويحتاج لمن يتبنّى أفكاره ويترجمها للواقع، والتبنّي ليس بالكلام بل ممارسة عمليّة تطبّق على أرض الواقع، وعلى الجهة المتبنّية توليد حالة من الجرأة والتخلّص من حالة الإحباط وتحمّل الأخطاء التنفيذيّة غير المقصودة إن حدثت، ففي حالة حدوث فشلٍ غير مقصود يجب إسناد هذا المُبدِع المخطئ كي يصحّح مساره ويُبدع مرّةً أخرى، وهكذا كانت إدارة العتبة جادّة في استثمار الوقت والجهد والإمكانيّات وتطوير القابليّات".
موضّحاً: "والحمد لله تعالى نجحت تجربتُنا وسارت الرؤية وفق ما خـُطّط لها ولدينا شواهد، منها مشروع صناعة الأسمدة العضويّة الذي يعمل بإشراف الأستاذ الدكتور علي البهادلي".
وأردف مُرحّباً: "أنا مستأنس جدّاً بوجود حضراتكم، وللإنصاف نحن نقدّر ونثمّن قدراتكم والتزامكم ووعيكم, وأيضاً أنا لا أريد أن يصيبكم يأس جرّاء ما يحدث في هذا البلد".
مضيفاً: "نحن لدينا مبدعون كثيرون، ونعلم أنّ المبدع إذا لم يجد أرضيّةً جيّدة أو رزقاً يتناسب مع عمله، فإنّ إبداعه سوف يُقتل ويُجهض في محلّه، وهذا ما لا نرغب به".
واستطرد: "نحن في بلدٍ لا تقيّم حكومتُهُ أغلب الكفاءات, خاصّةً فيما يحدث فيه خلال الثلاث عشرة سنة الماضية، وبدأت كفاءاتُه للأسف تـُهمَل وتُهاجِر، ومنها ما تعرّض لأعمالٍ إرهابيّة بلا تسليط الضوء على ما يجري، وهذه الكفاءات تعمل اليوم في كثيرٍ من دول العالم وتـُمسك مواقع متقدّمة فيها، لما وجدته تلك الدول من تفانٍ وإخلاصٍ وحرصٍ وعقليّة متفتّحة في العالِم العراقيّ، ورغم ذلك فالعراق بلدٌ ولّادٌ للكفاءات".
وعرض سماحتُه عليهم: "عقد مؤتمرٍ للكفاءات العراقيّة، وإنّ العتبة العبّاسية المقدّسة على استعداد لتبنّيه، شرط أن يكون نوعيّاً، وأن تُعتَمَد فيه براءة الاختراع على دقّة ومعايير براءات الاختراع في مجالات صناعيّة مختلفة".
مضيفاً: "ويجب أن يكون المؤتمر والمعرض دوليّاً، وليس لدينا مانع من تشكيل لجنة من المختصّين في العتبة المقدّسة لنرتّب مع حضراتكم لتتّفقوا على المبادئ العامّة، ولا بأس أن تكون هناك اجتماعات متكرّرة وبعض ورشات عمل ليُنجز العمل على أكمل وجه".
وبيّن السيد الصافي: "إنّ البلد كان من المُمكن أن ينهض بشكلٍ أسرع وأفضل ممّا هو عليه الآن, لو كان هناك من يستمع لما كنّا نقوله، لكن تعرفون فقد بُحّت أصواتُنا ولا أحد يسمع منهم".
يُذكر أنّ هذا اللّقاء كان على هامش زيارةٍ قام بها وفدُ منتدى المُختَرِعِين العراقيّين للعتبة العبّاسية المقدّسة شملت عدداً من مشاريعها مثل دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع ومزارع خيرات أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بالإضافة الى مستشفى الكفيل التخصّصي.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)