جاء ذلك خلال استقباله في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة وفداً ضم علماء ووجهاء ناحية العلم في محافظة صلاح الدين، شمال العراق.
واستهل سماحته حديثه مع الوفد بالقول: “هذه مدينتكم، فمدينة الحسين ليست لطائفة دون أخرى، أو لبلد دون آخر”.
و قال أيضاً، “في العراق ينبغي علينا تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها على مختلف المستويات ونعود بعد القضاء على الحركات المتطرفة التكفيرية التي نواجهها عبر جبهات القتال في الوقت الحالي إلى وحدتنا ونعيش معاً في وئام ومحبة”.
وأضاف سماحته: “الطائفية ثوب استورد من الخارج ولم يعرف تاريخ العراق الطائفية من قبل، فكل العراقيين على مر التاريخ كانوا يعيشون في مدن مختلفة تضم السنة والشيعة والمسيح وحتى اليهود، وكانت في كربلاء معالم وأحياء بأسمائهم”.
كما طالب المرجع المدرسي بضرورة العودة إلى القرآن الكريم وسيرة النبي الأكرم (ص) واستثمار تاريخه الحافل بالإنجازات.
وقال “لا يمكن لأحد مهما كان توجهه الفكري أن ينكر أن للإسلام كانت هناك صولات وجولات”، مؤكداً “أننا لا يمكن أن نتقبل فكرة أن الإسلام غير قادر في أيامنا هذه على قيادة العالم نحو النجاة”.
و رأى سماحته أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى عرض تاريخها على القرآن الكريم لأنه “النبع الصافي” لا أن تعود إلى التاريخ وتبني تصورات عن الإسلام من خلال الحوادث التاريخية فالقرآن هو من يفسر التاريخ لا العكس.
ولفت المرجع المدرسي إلى العالم جرّب مختلف الأنظمة البشرية للحكم وفشلت فشلاً ذريعاً بعد أن تسلحت تلك الأنظمة والحكومات بالترسانات النووية والقوى الهائلة وملأت العالم ضجيجاً.
و اعتبر سماحته أن مشروع انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوربي دليل على فشل النظام الرأسمالي في قيادة العالم، وبسببه يعيش العالم مشاكل كثيرة أبرزها الاحتباس الحراري.
وقال إن العالم لن يستقر مالم يكن هناك رؤى معتدلة على جميع الأصعدة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)