أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أن المرجع الديني سماحة اية الله ناصر مكارم شيرازي أكد خلال مؤتمر "الخمس ودوره في تعالي الثقافة في المجتمع الاسلامي" الذي انعقد في مدرسة الامام الكاظم عليه السلام بقم المقدسة، أكد على أهمية الخمس ودوره في نشر الثقافة الاسلامية، قائلا: أن الناس لديهم اسئلة معقدة حول فريضة الخمس وينبغي تبيين ابعاد الخمس من جميع الزوايا في هذه المؤتمرات، ومن جانب اخر ان الاعداء يثيرون الكثير من الشبهات حول فريضة الخمس ويجب الرد على هذه الشبهات.
وأضاف: أن جميع أحكام الشرع تتبع المصالح والمفاسد، والغريب أن بعض الاخوة المسلمين ينكرون تبعية الاحكام للمصالح والمفاسد، ففريضة الخمس ايضا تحمل في طياتها فلسفة ويجب تبيين هذه الفلسلة وسبب وجوب دفع الخمس ال الناس وبعد ذلك سترتفع الكثير من المشاكل والشبهات حول هذه الفريضة.
وأكد على أن فلسفة الاحكام لا علاقة لها بالله تعالى بمعنى أن الله لا حاجة له بهذه الاحكام ولا تنفعه ولاتضره فالانسان هو الذي يحتاج الى الاحكام الالهية والثواب الذي يتعقل بهذه الاحكام هو تفضل من الله تعالى على الانسان.
الاعداء يحاولون إضعاف المرجعية الدينية من خلال الهجوم على فريضة الخمس
وبين سماحة المرجع مكارم شيرازي أن الخمس ينقسم الى قسمين، القسم الاول منه للسادة (الذين يرجع نسبهم الى النبي محمد ص) والقسم الثاني هو حق الامام، لان هناك مصارف تتعلق بساحة الامام وهي حل المشاكل وايفاد الدعاة والمبلغين الى نشر الدين، وايجاد علاقات بينه وبين عامة الشعب، فاذا يرحل الامام وتبقى اموال من الخمس لايجوز تقسيمها بين الورثة وهذا الامر يؤكد أن الخمس ليس قضية شخصية بل هي قضية المكانة وهي مكانة الامام.
وأشار سماحته الى استقلال علماء الشيعة عن الحكومة، متابعا، أنه قبيل انتصار الثورة الاسلامية كنت مبعدا الى مدينة مهاباد التي يقطنها غالبية من اهل السنة ففي يوم من الايام تحدثت مع أحد العلماء هناك، فقلت له لماذا لا تخرجون الى الشوارع، فأجاب: أنكم تتمتعون بميزتين بالنسة لنا، فانتم مستقلون عن الحكومة ولكن نحن نستلم رواتبنا من الحكومة، والميزة الثانية هي انكم تتبعون نهج الامام الحسين عليه السلام.
وتابع، أننا نتمتع بمواهب كبيرة من ناحية اهل البيت عليهم السلام ولكن حتى الان لم ننتبه اليها كما ينبغي، وفريضة الخمس ايضا من ضمن هذه المواهب.
وبين المرجع مكارم شيرازي أن الاعداء يحاولون استهداف فريضة الخمس بغية اضعاف مكانة المرجعية الدينية، مضيفا: أن الوهابيين والعلمانيين يحاولون كثيرا استهداف فريضة الخمس لكي لا يترعرع في الحوزة العلمية شخصيات كالامام الخميني (رحمه الله) وقائد الثورة الاسلامية لانه اذا خرَّجت الحوزة العلمية هكذا شخصيات فانها سوف تثور على الطغاة وتسقط حكوماتهم الفاسدة ولذلك ان فريضة الخمس تعد من القضايا المثيرة للاهتمام.
وأكد سماحته على أن مراجع الدين لا يستخدمون اموال الخمس في مصارفهم الشخصية، مبينا، كما اعلم أن مراجع الدين الماضين والحاليين لا يصرفون شيئا من اموال الخمس لمصارفهم الشخصية ويؤمنون حياتهم من الطرق الاخرى.(986/ع930/438)