وفي كلمة لسماحته في هذه المراسم، أشار آية الله الاراكي الى الموقعية الهامة التي تحظى بها جامعة المذاهب الاسلامية على صعيد العالم الاسلامي موضحاً: من المتوقع أن تبادر جامعة المذاهب الاسلامية الى تمهيد الارضية لنشوء و بلورة الحضارة الاسلامية المعاصرة.
و أضاف آية الله الاراكي: جامعة المذاهب الاسلامية ليست بالجامعة التقليدية، بل عبارة عن مشروع عظيم على مستوى النظام الاسلامي، ولهذا ينبغي لمختلف الجهات المعنية مساندة هذا المشروع العظيم ودعمه.
واستطرد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية: أن جامعة المذاهب الاسلامية، ومع الأخذ بالاعتبار الطاقات والمكانات المتوافر لهذه الجامعة، ينبغي ان لا تكون اقل مستو من جامعات اخرى نظير جامعة المصطفى التي تعتبر مدعاة فخر واعتزاز بالنسبة للجمهورية الاسلامية في ايران. لابد لها من تحقيق نقلة نوعية في مجالها بما يؤهلها لأن تحتل مكانة متقدمة تمكنها من التوسع والانتشار على الصعيد المحلي والدولي معاً.
بدوره ألقى حجة الاسلام محسن قمي مساعد الشؤون الدولية في مكتب سماحة القائد، كلمة في الحفل جاء فيها: أن بوسع المسلمين، انطلاقاً من تعداد نفوسهم وموقعية بلدانهم والطاقات الانسانية التي يتمتعون بها، أن يضطلعوا بدور فاعل ومؤثر في مستقبل الانسانية، ولهذا من المنتظر الاهتمام بالبرمجة والتخطيط للسنوات المائة القادمة، بدلاً من الانشغال بالقضايا الجانبية عديمة الاهمية.
ولفت حجة الاسلام قمي الى الرسالة التي يتحمل اعباؤها الجامعيون والمفكرون وعلماء الدين، موضحاً: ينبغي لجامعة المذاهب الاسلامية، نظراً لما تتمتع به من طاقات وامكانات بما في ذلك الاستاذة والجامعيين، انتهاج افضل السبل لبلوغ وتحقق الامة الاسلامية الواحدة.
وتابع سماحته: من الواضح أن هذه الجامعة تأسست بدافع نشر وترسيخ ثقافة بناء الامة الواحدة، ولاشك ان ذلك يشكل ضرورة ملحة للمجتمع الاسلامي.
كذلك تحدث حجة الاسلام احمد مبلغي الرئيس السابق لجامعة المذاهب الاسلامية في مراسم تسلم وتسليم رئاسة جامعة المذاهب الاسلامية، معرباً عن شكره وتقديره لجهود المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في دعم ومساعدة الجامعة، مضيفاً: لاشك أن جامعة المذاهب الاسلامية تعد الاهتمامات الرئيسية بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية المقدس، ولسماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
وتابع سماحته: ولهذا فان تطوير هذه الجامعة ومحاولة الارتقاء باهدافها وتطلعاتها، يشغل حيزاً بارزاً من البرامج والمخططات المستقبلية لنشاط الجامعة.
ولفت مبلغي الى خلفية تأسيس جامعة المذاهب الاسلامية موضحاً: أن فكرة تأسيس مثل هذه الجامعة كان قد اطلقها سماحة قائد الثورة المعظم، وأن المرحوم آية الله واعظ زاده خراساني اضطلع بدور هام ومصيري في تنميتها والتمهيد لتجسيدها على ارض الواقع.
من جهته لفت حجة الاسلام محمد حسين مختاري رئيس جامعة المذاهب الاسلامية، الى أن الوجه الديني والاكاديمي المشترك يعد من ابرز السمات التي تمتاز بها جامعة المذاهب الاسلامية. موضحاً: أن هاتين السمتين أبرز ما يميز جامعة المذاهب الاسلامية عن الجامعات الأخرى، وفي الحقيقة أن هذه الجامعة على اتصال مباشر بالحوزة العلمية من جهة، وتواصلها مع المراكز الجامعية والاكاديمية من جهة أخرى.
وأشار رئيس جامعة المذاهب الاسلامية الى ثمة جهود تبذل على صعيد اختيار واقرار المناهج والمتون التي تدرس في الجامعة، لافتاً الى أن تشكيل لجنة تتولى مهمة اقرار وتدوين المناهج الدراسية، مؤكداً أهلية جامعة المذاهب الاسلامية للاضطلاع بدورها في التنظير للفكر التقريبي وإثراء ثقافة التقريب جنباً الى جنب مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وأن الجامعة تعقد آمالاً كبيرة على مساهمة آية الله الاراكي في هذا المجال، نظراً لما يتمتع به سماحته من تجارب وخبرات ممتازة على الصعيد الاكاديمي والديني.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)