واعتبر سماحته ان من بواعث هذا الأمل ((العمليات التي تخوضها قواتنا المسلّحة بكل صنوفها وأبطال الحشد الشعبي وقوافل الدعم اللوجستي خصوصاً في معارك الموصل الأخيرة حيث اعترف قادة جيش أقوى دولة في العصر الحديث بأن هذه المعركة تصعب على أي جيش في العالم مع ما رافقها من النبل وسمو الأخلاق والتضحية من أجل الإنسان أي إنسان بغضّ النظر عن دينه وطائفته وقوميته.))
واثنى سماحته في خطابه السنوي الذي يلقيه على عشرات الالاف الذين يتوافدون الى مدينة النجف الاشرف بمناسبة ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) على تنامي حالة الوعي ,واليقظة لدى الامة وادراك تحديات المرحلة ومتطلباتها، واكّد على ضرورة تجنب ((كل ما يعرقل هذه الحركة المباركة نحو التكامل من عصيان وتمزق وتشتت وصراعات وخوض في الباطل واتباع للشهوات والأهواء وأن نعي مؤامرات الأعداء ونحذر منها وهي كثيرة وخطيرة ومعقدة لكنها لا تخفى على القيادة الرشيدة وأهل البصائر))
وفي ما يلي النص الكامل للخطبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
[وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ]
الوعد الإلهي بالاستخلاف والتمكين
قال الله تبارك وتعالى: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ] (النور : 55).
يتعرّض المؤمنون في حياتهم إلى ضغوط عديدة من قبل أعدائهم وخصومهم في الفكر والعقيدة، وهذه الضغوط قد تكون على نحو الاستهداف بالقتل والتشريد والسجن والإرهاب، وقد تكون على نحو صناعة المشاكل الاجتماعية والانحرافات الأخلاقية والشبهات العقائدية، وقد تكون على نحو التجويع والحصار الاقتصادي وحرمان الإنسان من حقه في حياة حرة كريمة، وغير ذلك.
ولا يتوقف الخصوم والأعداء عن هذه الممارسات التي تأخذ أشكالاً متعددة قوية عنيفة تارة وناعمة خفية تارة أخرى؛ حتى يهيمنوا على المؤمنين ويتسلّطوا عليهم ويجرّدوهم من عقيدتهم وأخلاقهم ويحبطوا مشروعهم الإصلاحي ويذوّبوا هويّتهم على طريقة العولمة التي يتحدثون اليوم عنها، قال تعالى: [وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ] (البقرة:217) وقال تعالى: [وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ] (البقرة:120) وهم ينطلقون في ذلك من أنانيتهم واستكبارهم وحبهم للدنيا واتباعهم للشهوات وحسداً للمؤمنين على طهارتهم وسموّهم عن الرذائل والموبقات، قال تعالى: [وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ] (البقرة:109).
ويساعد على نجاح خطط هؤلاء الأعداء الخارجيين من داخل المجتمع المسلم حمقى ومنافقون وجهلة وطلاب الدنيا وعُبّاد الشهوات.
وفي ظل هذه الضغوط يعيش المؤمنون حالة من الضيق والقلق والخوف واليأس من نجاح مشروع الهداية والإصلاح فيأتي هذا الوعد الإلهي المذكور في الآية ليطمْئنهم ويعيد إليهم الثقة بالنفس ويزرع في قلوبهم التفاؤل والأمل حتى يثبتوا على إيمانهم ويستمروا في أداء رسالتهم، ولا شك أن هذا الوعد حق لا يمكن أن يتخلف [ وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً] (النساء : 122) [لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ] (الروم:6) [إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ] (آل عمران : 9) (الرعد:21).
نعم قد تطول المدة حتى يتحقق هذا الوعد الإلهي ولو في بعض مراتبه؛ لأن بناء المجتمع الصالح يحتاج إلى جهود مضنية وعمل دؤب مع صبر ومصابرة ومرابطة وإلى زمن لتتحقق شروطه وظروفه ومقوماته، فعلى المؤمنين أن يستمروا بعملهم والقيام بمسؤولياتهم وليس عليهم توقيت النتائج أو استعجال حصولها.
والوعد الذي تشير إليه هذه الآية التي نزلت في المدينة ذكرته آيات سبق نزولها في مكة([1]) كالذي تضمنه قوله تعالى: [وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ] (القصص:5-66) وقد كان المسلمون يومئذٍ قلة معدمين تلاحقهم قريش فتعذبهم وتحاصرهم وتصادر أموالهم وتقتلهم [وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] (الأنفال: 26)، فوعد الله تعالى المؤمنين بالأمور التي ذكرتها الآية:
1- الاستخلاف في الأرض بأن تكون بأيدي المؤمنين الصالحين العاملين الإمكانيات المادية والمعنوية التي يستطيعون بها إعمار الأرض وتوفير الحياة الكريمة للبشرية جمعاء.
2- تمكين الدين الذي ارتضاه تعالى لهم وهو الإسلام والانقياد لله تعالى: [وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً] (المائدة:3) ويتحقق تمكين الدين بثباته واستقراره في القلوب والنفوس وعندما تكون له القيمومة والسيادة على الأنظمة والقوانين والدساتير التي وضعها البشر بقصورهم وتقصيرهم.
3- الحرية في الإيمان بالعقائد الحقة وممارسة العبادة الخالصة لله تعالى ونبذ الشركاء جميعاً سواء كانوا أصناماً حجرية أو بشرية أو طواغيت أو أهواء أو عصبيات أو تقاليد، ويقترن ذلك بالأمن من الخوف وزوال الضغط والإرهاب عنهم وتأثير الشبهات والضلالات عليهم.
هذا في الدنيا أما في الآخرة فينبئك الله بتحقق وعده [وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ] (الزمر:74).
لكن الوعد الإلهي بتحقيق هذه الأمور لا يتم بمجرد ادعاء الإيمان أو الاكتفاء بممارسة العبادات والشعائر الظاهرية من دون أن يتحول إلى حركة فاعلة دائبة تنطلق من منهج متكامل للحياة فيجعل المرجعية للدين الحق في كل شؤون الحياة وتفاصيلها وفي كل عوالم الإنسان وسلوكه حتى في مشاعره وعواطفه وميوله فيجعل الله تعالى نصب عينيه ويجعل هدفه الوحيد تحقيق مرضاة الله تعالى وتجنب معصيته وغضبه سبحانه، لذا ذكرت الآية [منكم] أي ليس كلكم وإنما بعضكم الذي توفّرت فيه هذه الصفات.
أما من ينتسب إلى الإسلام وربما الانتماء لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وربما يقيم الصلوات ويشارك في إحياء الشعائر الدينية لكنه يظلم الناس ويتجاوز على حقوقهم ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ولا يطبق أحكام الله تعالى في القضايا والوقائع فإنه ليس مشمولاً بهذا الوعد الإلهي لأن الخطاب موجّه إلى الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر [قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ] (الحجرات:4).
روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان جالساً مع أصحابه فجاء خبر إلى أحدهم بأن امرأته قد ولدت فتغيّر وجه الرجل فسأله النبي (صلى الله عليه وآله): عما أصابه، فقال: خرجتُ والمرأة في حالة مخاض وولادة وأخبرت الآن أنها ولدت أنثى، فسأله النبي (صلى الله عليه وآله): كم سنة مضت عليك في الإسلام، قال: سبع عشرة سنة، فقال (صلى الله عليه وآله): كل هذه المدة ولم يدخل الإيمان قلبك([2]).
فهذا الرجل رغم أنه من السابقين إلى الإسلام والمهاجرين الذين تحملوا الأخطار والمشاق، إلا أن هذه المشاعر القلبية منه سلبته حقيقة الإيمان وإن كان مؤمناً بحسب الظاهر.
أيها الأحبة:
إن هذا الاستخلاف والتمكين ليس من الضروري أن يكون مقترناً بالوصول إلى السلطة والحكم، وإن كانت السلطة والحكم من العناصر المساعدة على الوصول إلى الهدف الأسمى أي تكون وسيلة وليست غاية وهي من مصاديق القوة التي أمر الله تعالى بإعدادها [وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ] (الأنفال:60).
فالملحوظ في تحقق الوعد الإلهي هو حصول النتائج التي ذكرتها الآية الكريمة، فبالرغم من أن السيدة الزهراء (عليها السلام) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) كانوا في مظلومية دائمة ومستمرة وإقصاء كامل إلا أنهم كانوا القدر المتيقن من المقصودين بآية الوعد الإلهي، وقد أكد النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الحقيقة بصراحة ووضوح حينما جمع أهل بيته (عليهم السلام) قبيل وفاته وقال لهم: (أنتم المستضعفون بعدي) وهي تعني فيما تعنيه أنتم المقصودون بالوعد الإلهي للمستضعفين بالاستخلاف والتمكين ووراثة الأرض ولو على يد حفيدهم المهدي الموعود (عجل الله فرجه الشريف) وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض كلماته: (ونحن على موعود من الله تعالى حيث قال عز اسمه [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ....)([3]).
لقد كانت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) على ثقة تامة بهذا الوعد الإلهي رغم أنها بحسب الظاهر كانت امرأة مستضعفة ومسلوبة الحقوق وزوجها مكبّل وقد فقدت الناصر والمعين وهي تواجه خصماً بيده السلطة مدججاً بالسلاح ومحفوفاً بالأعوان المتأهبين لفعل كل شيء بلا رادع لكنها تخاطبهم بكل شجاعة وثبات وثقة بالنفس واطمئنان بالنتائج بقولها (عليها السلام): (وأبشروا بسيف صارم يدع فيئكم زهيداً وجمعكم حصيداً، فيا حسرة لكم! وأنّى بكم وقد عميت عليكم! [أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ] (هود:28) )([4]).
إنها ليست لغة الأسير المستضعف بل لغة الواثق بالنصر والذي يرى هزيمة خصمه عين اليقين، فتحذّرهم من سوء العاقبة والمصير.
وقد ورثت ابنتها العقيلة زينب (عليها السلام) هذه الثقة بالوعد الإلهي فقالت مخاطبة يزيد الطاغية المتفرعن المغرور بالنصر الذي توهّمه: (فكِد كيدك واسعَ سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحونَّ ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحَضُ عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي [ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ] (هود : 18) )([5]).
أيها الإخوة والأخوات:
إننا نتلمّس اليوم بوضوح جملة من علامات تحقق هذا الوعد الإلهي بإظهار الدين الذي ارتضاه على كل الأنظمة الوضعية المصطنعة وتمكين المؤمنين الصالحين من أخذ دورهم في إعمار الأرض بما ينفع البشرية كلها ويعبّد لها طريق الهداية والصلاح، ومن تلك العلامات:
1- وصول صوت أهل البيت (عليهم السلام) إلى جميع الشعوب حتى تتعرف على المبادئ الإنسانية السامية التي يريدون إقامتها مما ولّد مقبولية واسعة لهذه المدرسة المباركة لدى الشعوب وإقبالاً متزايداً على الانتماء لها.
2- تصاعد مستوى الشجاعة والتضحية في سبيل الله وحماية المقدسات وامتلاك المبادرة والإقدام والشعور بالمسؤولية لدى المستضعفين، وقد تجلّى كل ذلك في العمليات التي تخوضها قواتنا المسلّحة بكل صنوفها وأبطال الحشد الشعبي وقوافل الدعم اللوجستي خصوصاً في معارك الموصل الأخيرة حيث اعترف قادة جيش أقوى دولة في العصر الحديث بأن هذه المعركة تصعب على أي جيش في العالم مع ما رافقها من النبل وسمو الأخلاق والتضحية من أجل الإنسان أي إنسان بغضّ النظر عن دينه وطائفته وقوميته.
3- تنامي حالة الوعي واليقظة لدى الأمة وإدراك تحديات المرحلة ومتطلباتها وهذه الحالة وإن كانت في بداياتها إلا أنها تبشّر بخير بإذن الله تعالى.
4- ظهور علامات الضعف والضمور والتفكك عند الدول المستكبرة وازدياد مشاكلها التي تعجز عن حلّها فتحاول التخلص منها بتصديرها إلى الخارج.
أيها المؤمنون:
لكي نساهم في تحقق هذا الوعد الإلهي واكتماله بظهور منقذ البشرية بقية الله في أرضه وحجته على خلقه إمامنا المهدي الموعود (أرواحنا له الفداء) فعلينا أن نبذل قصارى جهودنا في إدامة وتعزيز هذه العلامات المذكورة، وقد ذكرت آية كريمة أخرى صفات وأعمال الذين يُمكَّنُ لهم في الأرض، قال تعالى: [الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ] (الحج:41).
وعلينا أيضاً أن نتجنب كل ما يعرقل هذه الحركة المباركة نحو التكامل من عصيان وتمزق وتشتت وصراعات وخوض في الباطل واتباع للشهوات والأهواء وأن نعي مؤامرات الأعداء ونحذر منها وهي كثيرة وخطيرة ومعقدة لكنها لا تخفى على القيادة الرشيدة وأهل البصائر، تبدأ من نشر مظاهر الفسق والفساد وتجريد المسلمين من عناصر هويتهم العقائدية والأخلاقية، وتنتهي بانقلاب القيم والأفكار حتى يستحي المسلم من إعلان هويته والدعوة إلى مشروعه ويتباهى بتبعيته وذوبانه في المشروع المعادي([6]).
وهذا مما حذّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمته منه في الحديث المشهور (كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: ويكون هذا يا رسول الله؟ فقال: نعم، وشرٌّ من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ فقيل له: يا رسول الله، ويكون ذلك؟ قال: نعم، وشرٌ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً)([7]).
إن هذه التحديات الهائلة تضاعف علينا المسؤولية، فليستمد المؤمنون من هذا الوعد الإلهي العزيمة والهمّة والقدرة غير المحدودة على مواصلة العمل الرسالي حتى تحقيقه بإذن الله [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ] (محمد:7) [إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً، وَنَرَاهُ قَرِيباً] (المعارج: 6-7).(۹۸۶۳/ع۹۴۰)