وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (10/3/2017)، " لابد لنا اولا ان نشير الى الانتصارات المتواصلة التي يحققها الابطال في هذه الايام فنشيد بها ونباركها لهم وللشعب العراقي كافة سائلين العلي القدير ان يتم نصره على الارهابين قريبا حتى لايبقى لهم موطئ قدم".
واضاف نظرا لتكاثر النازحين في ساحات القتال وعدم كفاية المؤونة المقدمة لهم، ننشاد المواطنين في كافة المحافظات للمساهمة حسب المستطاع لتوفير الاحتياجات للتخفيف عن معاناتهم كونه من افضل القربات وينم عن تلاحكم ابناء الوطن الواحد في الازمات، مبينا ان تقديم المال والخدمات للمقاتلين امر جيد ومقرب الى الله ولكن المساهمة في مساعدة النازحين يعد من افضل القربات وفيه ثواب كبير وعظيم".
واوضح اننا في الوقت الذي نهيب وننشاد فيه المواطنين في كافة المحافظات لمساهمة النازحين كونهم ابناء وطننا واخوة لنا وان ما تقتضية المواطنة والشعور الوطني يتطلب ان يساهم الجميع بما لديهم لمساعدة اخوانهم".
واكد الكربلائي خلال الخطبة على ضرورة بناء الاسرة الصالحة، موضحا ان الاسلام اهتم بالبناء قبل الزواج اي انه اهتم بالمقدمات عن طريق وضع انظمة في كيفية اختيار الزوج والزوجة بشكل يضمن السعادة لكلا الطرفين لتكوين اسرة متماسكة ومستقرة، مبينا ان معايير اختيار الشخص الكفوء مهمة جدا فضلا عن ضرورة تعريف كل طرف بحقوق الطرف الاخر حتى لايحدث تفريط بالحقوق، منوها اننا نلمس الان في مجتمعنا تفريط للحقوق من قبل الكبار، موضحا ان التعرف على الحقوق من العوامل المهمة لسعادة الزوجين.
واردف الكربلائي خلال الخطبة ان سوء الاختيار من الامور التي تهدد الزواج والاسرة، مشيرا ان الاسلام اشترط في البحث عن صفات الزوج والزوجة وخصوصا في اختيار البنت ان تكون متعففة وصالحة ومتدينة، موضحا ان الاعتماد على الرغبة الجامحة السريعة تؤدي الى سوء الاختيار في الكثير من الاحيان، لان الشباب سيعتمد في اختيار بنت معينة لجمالها او مالها ويترك مسألة التدين والاخلاق وصفات النجابة وغيرها وكذلك الحال بالنسبة للبنت".
واستدرك ان مشكلة سوء الاختيار يكون سببها احيانا اهل الشاب او الشابة فيبتعدون عن المعايير التي وضعها الاسلام ويهتمون بالبحث عن المال والعشيرة والوجاهة مما يؤدي الى حدوث الكثير من المشاكل، محذرا بان الشاب لايعلم بسبب هذا الاختيار كم سينتظره من التعاسة والمشاكل التي ستترتب، مستشهدا بتحذير النبي صلى الله عليه واله في قوله (اياكم وخضراء الدمن) وسئل من هي فاجاب (المرأة الحسناء في منبت السوء)، موضحا ان الشاب احيانا يعميه الجمال فيختار بعيدا عن العفة ويتورط ويورط عائلتها، قائلا كما ورد في حديث اخر (إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها وكل إلى ذلك، وإذا تزوجها لدينها رزقه الله المال والجمال).
وتابع الشيخ الكربلائي ان من جملة الامور التي تهدد بناء الاسرة تدخل الاهل بالاختيار فيكون الاختيار من قبل الاب او الام او الاخ اوالاخت ويكون احيانا تدخلهم غير صالح، فضلا عن امور اخرى تهدد بناء الاسرة والتي تكمن في المهور العالية التي تعد مشكلة كبيرة تقع فيها العوائل من خلال تحميل الشاب اعباء كبيرة كونها تنظر الى المال معيارا مهما الامر الذي سيترتب عليه في المستقبل تحمل الشاب امور ترهقه، مشيرا انه ورد في الاحاديث ان بركة المراة قلة مهرها.
واعتبر ممثل المرجعية الدينية العليا ان العزوف عن الزواج بسبب الخوف من العوز والفقهر مشكلة بدأت تظهر في المجتمع خصوصا ان اهل البنت ينظرون في الحالة المادية بعيدا عن ان يكون الشخص صاحب خلق، مستدركا ان البلد يمر بوضع اقتصادي متدني وتوجد بطالة كبيرة وعلى الاهل مراعاة ذلك خصوصا ان الله وعد بان الزواج باب من ابواب الرزق، محذرا من الامتناع عن الزواج لان هذا الامتناع ربما يؤدي بالشاب او الشابة الى الوقوع في الحرام.
واختتم الشيخ الكربلائي خطبته بالوقوف عند امر مهم يتمثل بتعسف صاحب الولاية بالزواج، مبينا ان الاسلام اشترط موافقة الاب او الجد على الزواج ولكن نجد ان صاحب الولاية يضع شروط غير صحيحة ويتسبب رفضه بظلم البنت، منوها ان الولاية التي اشترطها الاسلام جاءت لصالح البنت وليس لاضافة معاناة للبنت، موجها حديثه للاباء بحسن استعمال الولاية وان تكون في صالح البنت، مبينا ان هنالك نساء في مراحل متقدمة من العمر بدون زواج بسبب ظلم الاباء، مؤكدا ان البنت ستوقف اباها امام محكمة العدل الالهي لمحاسبته على ظلمها.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)