وبحسب وكالة أنباء الحوزة، أنّ الشيخ ناصر رفيعي بيّن خلال محاضرة ألقاها في روضة السيدة فاطمة المعصومة (س) أنّ الربيع ينطوي على دورس مختلفة منها أنّ الكون كله يسير في نظام دقيق، وينشد غاية محددة بحكمة وتدبير، وتناسق وتكامل.
وفي نفس السياق تابع الأستاذ في الحوزة العلميّة، قائلاً: إنّ فصل الربيع يذكّر الإنسان بالمعاد ويحثّ على الإيمان ببعث الناس يوم القيامة. كما يؤكد على أن جميع البشر سيعاد بعثهم يوم القيامة ليقفوا أمام ساحة العدل الإلهي لينال المحسنون منهم ثوابهم وينال الكافرون والظالمون جزاءهم العادل. ويحظى المعاد في الثقافة الإسلامية بأهمية كبرى استوعبت كما وافراً من الأحاديث الشريفة ومن آيات القرآن الكريم حتى بلغ عدد الآيات التي تحدثت عن المعاد وخصوصياته والأمور المتعلقة به ما يقارب ثلث القرآن الكريم. ولاريب أنّ للإيمان بهذا الأصل انعكاسات إيجابية على سلوك الإنسان المسلم وحثّه على فعل الخير وسلوك سبيل الصالحين والالتزام بقيم السماء وقوانينه الشرعية والتحلي بمكارم الأخلاق.
واعتبر عضو الهيئة العلميّة في جامعة المصطفى (ص) العالميّة أنّ فصل الربيع هو فصل الاعتدال والمؤمن كفصل الربيع معتدل ولا يعاني من الإفراط والتفريط، طبعاً أنّ الاعتدلال ليس بمعنى تجاهل الدين والتطبيع، بل هو بمعنى الحركة وفقاً للرؤية الإسلامية واطاعة خليفة الله في الأرض.
وأضاف الشيخ رفيعي، قائلاً: إنّ التطرف قد يحمل بريقا يخطف الأبصار كالبرق، لكنه لا يضيء مطلقا. كما أن التطرف لا يحمل فكرا متجانسا منطقيا وعاجز عن نقل المجتمعات نحو آفاق الارتقاء بل هو يستمر في التشرذم والتحارب مرحلة بعد مرحلة دون توقف. لذا فإن الصوت الإنساني المشترك بين جميع الأديان وجميع الثقافات والذي لم يتلوث بصراعات الأحزاب السياسية، هو ما ينبغي أن نعمل جميعا على تعزيزه ومنحه الفرصة لأن يُسمع وأن يناقش بعقل وحكمة في ظل حماية القانون بغض النظر عن مرجعيته الدينية وانتمائه الطائفي، فبقاء المجتمع وتماسكه وسلامته في ظل قيم الحق والعدل هو ما ننشده أولا وأخيرا.
وفي نهاية محاضرته قال الشيخ رفيعي: يذكّر فصل الربيع الإنسان المؤمن بحياة مملوءة بالتدين والمعنوية.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)