وقال: "نريد للعراق أن يكون مساحة واسعة تحتضن الجميع وتنفتح على الجميع، فهذا المشروع لم يكن، ولن يكون، في مواجهة أحد، بل سيكون موقعا للتواصل والانفتاح والحوار، وسيسعى إلى تقديم إسلام الحياة المنفتح على العصر، وسنتكامل في ذلك مع كل العاملين في هذا الشأن، وستنضم جهودنا إلى جهودهم، فنحن لا نفكر في عصبية المؤسسات والأعمال".
وأضاف: "لقد كان للعراق الموقع الأبرز والأعمق في وجدان سماحة السيد المرجع فضل الله، ومن باب الوفاء له، أن ينطلق هذا المشروع، وباسمه، في المكان الذي أحبه، في النجف، وفي العراق الذي عاش فيه أهم مراحل حياته وبنائه الفكري والعمل الحركي. إننا إذ نضع الحجر الأساس له، فلأننا ندرك أنَّ الساحة بحاجة إلى مثل هذه المشاريع، وأملنا بكم وبكل الخيرين أن نتعاون معا من أجل النهوض به، سواء في بنائه أو في النشاط الذي سيقوم به، ككل مشاريع الخير والعلم الَّتي انطلقنا بها في لبنان والعراق والمواقع الأخرى، فهي منكم ولكم، ولن تكون إلا كذلك. لا نقولها مجاملة، بل إيمانا نؤكده وستؤكده الممارسة والعمل على أرض الواقع".
واعتبر أن "العمل لا يزال ساريا لتحقيق مشروع يعمل البعض من خلاله لتقسيم المنطقة أو فدرلتها. ولكي ينجح هذا المشروع، لا بد من أن تشعر كل جهة أو فئة في هذا الشرق بأن وجودها مهدد من قبل الآخرين، فتسعى بكل قوة إلى أن يكون لها كيانها الخاص، مشيرا إلى أنه "يراد لهذه المنطقة التي تملك الكثير من مصادر القوة والثروات، وتمتلك تاريخا يؤهلها لأن تلعب دورا أساسيا، أن تضعف وتترهَّل وتتساقط ثمارها في يد اللاعبين الكبار الساعين للسَّيطرة على مقدراتها، في عمليَّة لتقاسم النفوذ والثروات والمناطق".
وأكد "أهمية مواجهة كل مشاريع التقسيم، بدءا من العراق، وصولا إلى سوريا والمنطقة كلها"، مشيرا إلى أن "ذلك لن يتحقق إلا بوحدة العراقيين وشعورهم جميعا بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم، في توحيد الصفوف، ونبذ الفرقة، والعمل على عدم تهميش أي مكون من المكونات العراقية".
وشدد على "رفض المنطق الإقصائي والإلغائي الذي يعمل لاستثناء هذا الفريق أو ذاك"، مشيرا إلى "أهمية التقارب الإسلامي الإسلامي"، مؤكدا أن "ما يحصل من تعرض للأبرياء، سواء كانوا من المسيحيين أو المسلمين، لا يمت إلى التاريخ الإسلامي بصلة، ولا إلى تعاليم الإسلام وأصالة الأديان".
واعتبر أن "ثمة من يعمل على تعزيز الفتنة والتقاتل والتقسيم، ليحقق مشروعه التهويدي، وهذا ما يعمل له الكيان الصهيوني، لأن التقارب الإسلامي الإسلامي، والتعايش الإسلامي المسيحي، والوئام والسلام بين مكونات هذا الشرق، يمثل تحديا حقيقيا للكيان القائم على إضعاف الكيانات الأخرى وتمزيقها".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)