وخلال استقباله جمعا من العمال بمناسبة يوم العمال، قال آية الله الخامنئي، اليوم الاحد: ان على الشعب ان يدرك ان تواجدهم في مختلف الميادين أمر مصيري، وهو الذي يحدد الامن القومي؛ فإذا تواجد الشعب في الساحة فستكون البلاد في أمان.
وأضاف قائد الثورة: أن ترون ان الاعداء الصلفين المتغطرسين يتجنبون اي اجراء في مواجهة الجمهورية الاسلامية، فهذا بسبب تواجد الشعب؛ إنهم يخشون الشعب. يخشونه بكل ما للكلمة من معنى.. وهذا ليس تحليلا وانما هي حقائق أدلتها تعد من البديهيات.. فعندما يتواجد الشعب في الساحة، فإن العدو الذي يحاول ان يحارب هذا النظام، سيضطر الى التراجع ولا يتحرش بنا.
وتابع سماحته قائلا: عندما تحصل هوة بين الشعب والنظام، ولا يتواجد الشعب في الساحة، عندئذ يتمكن الاعداء القيام بأي اجراء يريدون.
وأكمل: في بعض الاحيان سمعنا ونسمع ان البعض قالوا اننا عندما تولينا المسؤولية تمكنا من إزالة شبح الحرب عن البلاد؛ ليس كذلك، فهذا الكلام ليس صحيحا، لأن ما أزال شبح الحرب والعدو طيلة هذه السنوات المديدة عن البلاد، كان تواجد الشعب.
وبشأن الانتخابات، أوضح سماحة قائد الثورة ان على المسؤولين الذين يتولون شؤون الانتخابات، سواء في وزارة الداخلية او في مجلس صيانة الدستور او الاذاعة والتلفزيون والمؤسسات الاخرى، ان يصونوا امانة الشعب؛ فأصوات الشعب هذه، وتواجد الشعب هذا، هو أمانة الشعب.. يجب صيانة هذه الامانة بمنتهى الاحتياط، لئلا يتطاول بعض الافراد على هذه الامانة لا سمح الله.
وأضاف سماحته: ان على هؤلاء المسؤولين ان يراعوا القانون بدقة. وان لا يصيبهم التلكؤ او الحرج من أي احد بشأن تنفيذ القانون؛ فالقانون هو قانون للجميع.. ولا يوجد اي استثناء بشأن القانون.
ونصح سماحة قائد الثورة الاسلامية المرشحين بأن تكون نواياهم خالصة وليس لتولي السلطة، وأن يكون هدفهم خدمة الشعب، وخاصة خدمة الطبقات الضعيفة. وأن يختاروا شعاراتهم بنحو يدرك الجميع ان هدفهم دعم الطبقة الضعيفة.
وبيّن ان على الجميع ان يعلم اننا لا يمكننا تحسين وضع البلاد الا بالعمل الثوري والجهادي. إنه العمل الثوري النوعي الكثير.
وتساءل قائد الثورة: ماذا يعني الثوري؟ ان البعض يظنون اننا عندما نقول: ثوري، يعني العمل دون نظام؛ كلا.. ان احد الخطوط الرئيسية للعمل الثوري هي ان لا نشغل انفسنا بالزخارف والمراسم؛ العمل الثوري يعني ان يقوم اولئك الذين يحددون المقررات باختصار الطرق، وان يضعوا ويبدعوا طرقا قصيرة امام المواطنين.
ووصف سماحة قائد الثورة، العمال بأنهم مدعاة لفخر البلاد، وأكد ضرورة توفير الامن المهني والمعاشي للطبقة العاملة، كما اعتبر العمال بأنهم يشكلون العمود الفقري للاقتصاد والانتاج، مضيفا: من اجل تحقيق اقتصاد متطور ومستقل ومزدهر يجب ايلاء اهتمام كبير بطبقة العمال، وإذا أردنا ان تتمتع الطبقة العاملة بالامتيازات والمستحقات اللائقة، علينا ان نعتمد ونؤكد على الانتاج الوطني.
ورأى سماحته ان ضمان الامن المهني وتوفير معاش العمال بأنهما يشكلان واجبين هامين على المسؤولين، وقال: ان الحكومة وأصحاب العمل والعمال والمبدعين كل حسب دوره مسؤول في هذا المجال من اجل تحسين وضع الطبقة العاملة، وعليهم ان يعملوا حسب واجباتهم.
وأكد ان الهدف من التركيز على هذه المواضيع والاقتصاد المقاوم في الشعارات السنوية، هو ايجاد خطاب وإرادة عامة، قائلا: ان تبديل موضوع الى ارادة عامة يؤدي الى تحقيقه، وسيتحرك المسؤولون في ذلك الاتجاه.
واشار سماحته الى محاولات الاعداء للإيحاء بوجود تنافر بين طبقة العمال وبين الجمهورية الاسلامية منذ الايام الاولى لانطلاق الثورة، وقال: رغم هذه المحاولات، فإن العمال وقفوا دوما الى جانب النظام ودافعوا عنه، وفي الحقيقة فإن الطبقة العاملة المتدينة الناشطة، وجهت طيلة هذه السنوات الصفعات الى اعداء البلاد.
وشدد قائد الثورة الاسلامية كثيرا على موضوع توفير فرص العمل، واعتبرها بأنها تحظى بالدرجة الاولى من الأهمية، مضيفا: اذا تم حل قضية فرص العمل بشكل مناسب، فستنحسر الآفات الاجتماعية بما فيها المخدرات ومشكلات الشباب والآفات الناجمة عن البطالة بشكل ملموس.
وأوضح قائد الثورة ان على كل شخص يصبح مسؤولا تنفيذيا في البلاد وكل الذين سيتولون مسؤولية القطاعات الاقتصادية في الحكومة المقبلة، عليهم ومنذ اليوم الاول ان يركزوا كل همتهم وجهودهم لحل مشكلة البطالة، لأن هذا الموضوع هام ولا يجوز تأخيره ولو يوما واحدا. ورأى ان الاهتمام بالانتاج الوطني في جميع المجالات الصناعية والزراعية والخدمية وسائر القطاعات، بأنها من مسلتزمات حل مشكلة البطالة، لافتا الى ان على مسؤولي الحكومة المقبلة ان يتناولوا هذا الموضوع بالتخطيط في اول فرصة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)