وفي حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية رأى فضل الله أن "ما ينعم به لبنان من سلام نسبي، ليس لسواد عيون اللبنانيين، ولكن لأنه البلد الذي يستوعب الكمية الأكبر من النازحين السوريين، على الرغم من صغر حجمه، كما أنه مجاور لكيان العدو، فلا يراد له أن يعيش الفوضى الأمنية التي من شأنها أن تنعكس على الحدود مع فلسطين المحتلة، وتؤدي إلى الاحتكاك مع العدو الصهيوني، ولا يراد له أيضا أن يعيش الاضطرابات الأمنية التي قد تنعكس على نحو مليون ونصف مليون نازح سوري، لكي لا يقصدوا أوروبا ويتسببوا في مشاكل لجوء في بلاد الغرب".
وأبدى فضل الله خشيته من أن "الطبقة السياسية في لبنان لا تريد للبنانيين أن يعيشوا أجواء الاستقرار الحقيقي في هذا الجانب، بل ان يستمر القلق بين مرحلة وأخرى، يتم فيها أخذ الحسابات الذاتية بعين الاعتبار، والأحجام السياسية لهذا الفريق أو ذاك، ولهذه الزعامة السياسية أو تلك، من دون أن يلحظ المصلحة العليا للبنانيين"، مشيراً إلى أن " الوضع في لبنان تحت السيطرة إلى حد كبير من الناحية الأمنية، وخصوصا في ظل النجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية في ملاحقاتها الدائمة للخلايا الإرهابية، لكن هذا لا يجعلنا ننام على حرير، فالبلد مستهدف في أمنه ومستقبله، كما أن الخلافات السياسية الكبيرة تصنع الأرضية لأي اهتزاز".
ورأى فضل الله أن "الوضع في لبنان يتأثر كثيرا بما يجري من حوله، وخصوصا ما يجري في سوريا والعراق، ولكن هذا لا يعني أن اللبنانيين لا يملكون أوراق التغيير والخروج من نفق الأزمات، إلا عندما تنتهي المسألة السورية أو العراقية، والدليل أن الطبقة السياسية اللبنانية استطاعت بطريقة وبأخرى أن تبني وفاقها السياسي على مستوى انتخابات الرئاسة، وكذلك تشكيل الحكومة، حتى في ظل الاختلاف حيال الملف السوري وغيره".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)