وقال الشيخ الناصري "ان خير ما يقال في هذه الذكرى الميمونة ،هو ان من البركات التي حصل اتباع مدرسة اهل البيت (ع) انهم يمتلكون سيرة مباركة معصومة تنوعت حسب الظروف وقد تغيرت الظروف وتبدلت فكانت هناك تجربة عملية وواقعية قد لا يتعجب الانسان حينما يبحث عن تجربة في حياته السياسية والاجتماعية والفكرية عندما يرجع الى هذه السيرة المباركة".
وتابع "اننا نعيش بالقدر المتيقن فيما يقرره لنا ائمة اهل البيت (ع) لانهم كما في الروايات هم رواة عن رسول الله (ص) والرسول محدث عن، وبالتالي يشعر الانسان بالخطوط العامة بأن هو يمتلك تجربة معصومة في الاسلام وهذه التجربة تعطيه بعدا وتعطيه ثقة بنفسه ودينه ورسالته".
وأضاف ان من القضايا التي ركز صاحب الذكرى الامام الحسن المجتبى (ع) هي وصية أبيه أمير المؤمنين علي (ع) في الايتام حيمنا أوصى قائلا،(الله الله في الايتام فلا تغبّوا أفواههم، ولا يضيّعوا بحضرتكم) وهي دعوة سواء للمجتمعات او الافراد، فالمجتمعات الغربية وصلت بهذا المجال صور تستحق التكريم والتجلة والاحترام لرعاية امثال هذه الشرائح التي يسموهم بذوي الاحتياجات الخاصة والعراق من هذه البلاد التي تحملت الكثير فهناك افواج من الايتام الذي لم يكن له اهتمام في ذلك الوقت وقد نرى اليوم اختلف الوضع من بعض الجمعيات والمنظمات التي ترعى وتتكفل وان كانت الاعداد والاحتياجات كبيرة.
واوضح ان كثير من المؤسسات تعمل اليوم على هذا الجانب واغلبها بجهود ذاتية يتكفل بها المحسنون وغياب الدعم الرسمي المناسب لهذه المؤسسات، وان كانت البعض من هذه المؤسسات قد استغلت الدعم الموجه لها فيما يخص كفالة اليتيم، ولكن ما يسر ان هناك بعض المنظمات نشاهدها اليوم بدأت تتبلور على الارض تهتم بشأن هذه الشريحة بعضها محلية والبعض الاخر منها مركزية.
واشار الى ان التكافل الاجتماعي والتراحم والتعاطف والمحبة إلى غيرها من صفات الخير والصلاح والخلق الإنساني الرفيع، هي من سمات المجتمعات الراقية، والحضارات التي خلدها التاريخ، فإنما الأُمم بالأخلاق ما بقيت.. وإن أهل الأرض لمرحومون ما تحابّوا.
ولفت الى ان كفالة الأيتام وانتشالهم من مخمصة الفقر، وحفظهم من الضياع، واحدة من عناصر قوة المجتمع وحفظ تماسكه، وهي عنوان المحبة والرحمة والإيمان الصادق. هذه السمة الإنسانية علاوة على آثارها الوضعية من البركة والخير العميم، فإن لها آثاراً معنوية أخروية كل لحظة من لحظاتها تعدل الدنيا وما فيها.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)