ولكم فيما يلي نص البيان:
“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنةُ الله على قاتليهم وظالميهم أجمعين..
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأمير المؤمنين، وسيّد الموحّدين، نبراس العدالة الإمام عليّ ابن أبي طالب عليهما السَّلام.
في ليلةٍ من ليالي القدر العظيمة من شهر رمضان، يُغتال زعيم الدّين وإمام المتّقين، بيد شقيّ يدعي الإسلام وينتسب له، فيا له من خطب فظيع، وكم هو حريٌّ بالأمة أنْ تعتبر من هذا المصاب الجلل في ظلّ هذه المحنة والفتنة وغياب التمييز بين الحقِّ والباطل.
وأمّا رجال الله المجاهدون البدريون الخيبريون السّائرون على خطى رسول الله وأهل بيته، فكلّا لم ولن تختلط عليهم الأمور أبدًا، فهم أهل البصيرة والوعي دومًا، وقد كانوا ولازالوا أمل هذه الأمّة وحبل نجاتها، إنّهم الثّابتون على نهج إمام الفدائيين وأول فدائي في الإسلام، الذي بقي حتّى آخر قطرة دم في عروقه لا يسبقه سابق في الدّفاع عن دين الله عز وجل.
وإنّنا لنحتسب جرحى الفداء وأسرى الفداء وشهداء الفداء على ذات النهج والطريق الذي سار عليه أولئك الأولون السابقون في فداء الدّين والمعتقد بأنفسهم وأموالهم وأغلى ما يملكون.
وإننا لنعاهدهم بمواصلة المسيرة، والمضي قدمًا على ذات الدّرب الذي سلكوه، وبنَفَسٍ لا ينقطع أبدا، حتى تحقيق أهدافهم التي هي أهداف هذا الشّعب المسلم المسالم، في حياة كريمة دينًا ودنيا لكلّ مقيم ومواطن على تراب هذا الوطن.
وختاما نؤكّد على ضرورة المشاركة والحضور الحاشد بأوسع ما يكون في المساجد والحسينيات في الليالي والأيام العظيمة القادمة؛ فإنّ ذلك يُدخل اليأس في قلوب الظالمين والمفسدين، ويستنزل المدد والنصر الإلهي بإذن الله تعالى، وخصوصًا في ليلة القدر التي سيتقرر فيها مصيرنا جميعًا للعام المقبل. ونشدّد على أن العام القادم مصيريّ وحاسم، ويتطلب جهوزية تامة، وارتباطا عميقا بالله تبارك وتعالى، ومن هنا ندعو لثورة دعاء استثنائية في ليلة القدر؛ لنقرّر مصيرنا لهذا العام المصيري بأكف الضراعة إلى الله تبارك وتعالى:
اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الإسلام وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ
والحمدُ لله رب العالمين
علماء البحرين
١٨ رمضان ١٤٣٨هـ
١٣ يونيو ٢٠١٧م”
(۹۸۶۳/ع۹۴۰)