وفقا لتقریر الموقع الإعلامی للعتبة الرضویة المقدسة "آستان نیوز" قال سماحة السید إبراهیم رئیسی أمام حشود المشارکین فی مسیرة یوم القدس العالمی فی مدینة قم: الشعب الإیرانی المسلم والمتدین قدم فی یوم القدس العالمی مثالا آخر للإیثار فی ظل الإخلاص للباری تعالى، وشهر رمضان المبارک هو شهر التوجه إلى الحق سبحانه، وشهر الاهتمام بالآخرین فی ظلّ التوجه إلى الذات الإلهیة المقدسة، وأدعیة شهر رمضان البمارک تعلمنا هذه التعالیم المقدسة السامیة.
عضو الهیئة الراسیة فی مجلس خبراء القیادة فی إیران أوضح أنّ خصلة الإیثار فی ظلّ الإخلاص للباری تعالى هی واحدة من تعالیم شهر رمضان المبارک، وقال: شهر رمضان المبارک هو مظهر الإیثار، ونحن نقرأ فی الأدعیة الخاصة بهذا الشهر الکریم «اَللّهُمَّ اَغْنِ کُلَّ فَقیرٍ اَللّهُمَّ اَشْبِعْ کُلَّ جائعٍ اَللّهُمَّ اکْسُ کُلَّ عُرْیانٍ»، وفی هذا الدعاء حض على الإیثار والاهتمام بالآخرین.
وقال سماحته مشیرا إلى المشارکة الفاعلة لأبناء الشعب الإیرانی فی مسیرة إحیاء یوم القدس: الیوم أبان الشعب الإیرانی المسلم واتکالا على الباری تعالى عن مظهر جدید من مظاهر دعمه للمظلومین وغضبه على الظالمین، وأضاف: لقد کشف الصهاینة عن وجههم الخبیث والشیطانی عبر سبعین عاما من ظلم الشعب الفلسطینی وعبر إرعاب المنطقة وسفک دماء الناس الأبریاء.
متولی العتبة الرضویة المقدسة أشار إلى أنّ القضیة الفلسطینیة لا تعنی نصرة مجموعة خاصة من الناس أو الدفاع عن قطعة جغرافیة معینة فحسب، وأوضح قائلا: فی القضیة الفلسطینیة کلام عن ارتکاب المجازر بحق الناس الأبریاء والمظلومین، وقضیة محاولة إفناء شعب حی متجذر فی المنطقة، وإیجاد شعب مصطنع.
سماحته اعتبر الکیان الصهیونی المصطنع غدة سرطانیة وأشار إلى المعاهدات الدولیة التی وقّع علیها هذا الکیان، وقال: یقول الباری تعالى فی القرآن الکریم: ((قَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْکُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَیْمَانَ لَهُمْ..))، والیوم بات واضحا وجلیا نقض هذا الکیان للعهود والمواثیق، وبات من الیقین عدم إمکانیة الوثوق بنظام الهیمنة العالمی.
فلسطین النقطة المرکزیة للمواجهة بین العالم الإسلامی والاستکبار
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان أکدّ أنّ الثوریة هی عین المنطق والعقلانیة، وقال: العمل الثوری لایعنی مطلقا العمل بشکل عاطفی وغیر واقعی ولایعنی تجاهل المصالح بعیدة المدى، بل إنّ الثوریة تعنی العمل بناء على الأصول العلمیة مع القاطعیة العملیة والتفکر بأفق واسع.
سماحته أشار إلى أنّ المعادلات الیوم تتغیر لصالح الشعب الفلسطینی، وأضاف: الیوم باتت الهجرة الیهودیة معکوسة فی الأراضی المحتلة، والیوم ابتلیت الدول الأوربیة بظاهرة الأرهاب والتطرف الدینی وأدرکت هذه الدول أنّ القضیة الفلسطینیة لن تحلّ عبر هذه المفاوضات غیر المجدیةن وأنّه لابدّ من إعطاء الفلسطینین حقوقهم کاملة.
متولی العتبة الرضویة أضاف مشیرا إلى التغیرات التی شهدها العالم بعد الحرب العالمیة الثانی، وقال: بعد الحرب العالمیة الثامیة انقسم العالم إلى معسکرین شرقی وغربی، وبعد انهیار الاتحاد السوفیتی، سیطر نظام الهیمنة العالمیة وبات فی العالم قطب واحد بأضلاع ثلاثة مشؤومة هی أمریکا وبریطانیا وإسرائیل، وهؤلاء لم یروا فی العالم أیّ قوة تقف فی وجههم وتهدد مصالحم سوى الإسلام.
وأضاف: الإسلام هو القوة الوحیدة التی یعتقد النظام الاستکباری الغربی أنّها تقف فی وجه ظلمه وعدوانه وهیمنته، فعادى هذا النظام الاستکباری الإسلام والفکر الدینی ومبدأ محوریة الخالق وحاربها، وجعل من ذلک سیاسة عامة له، ىوحاول عبر اصطناع الجماعات التکفیریة الأرهابیة حرف الأنظار عن القضیة الفلسطینیة.
سماحة السید إبراهیم رئیسی أکدّ أنّ إیجاد الاختلاف والفتنة بین الشیعة والسنة هی واحدة من أسالیب الاستکبار العالمی فی إضعاف الإسلام ، وأضاف: إیجاد الجماعات الإرهابیة المصطنعة بید الصهاینة وقوى الهیمنة هی واحدة من استراتیجیات الاستکبار لمواجهة الإسلام الأصیل.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)