لكم فيما يلي نص الرسالة:
إن تنامي الأزمات في العالم وبالذات في العالم الإسلامي يدعونا إلى بذل المزيد من الجهد من أجل إنقاذ عباد الله سبحانه من الجهل والحميات والحروب والفقر والفواحش، وقد منحنا الرب سبحانه هيبة في أفئدة الناس مما يوجب علينا العمل بالآية الكريمة: { يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} ، وقوله تعالى: { وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ } .
وأنتم بحول الله وقوته قادرون على جهاد جنود الشيطان بما آتاكم الرب من فقه كتابه المجيد ودراية سنة نبيه والآئمة عليه وعليهم السلام.
ومن أبرز ما ابتلي به المسلمون اليوم المتشددين التكفيريين الذين يستغلون جهل بعض الشباب لحقائق الدين وذلك من أجل أغراض سياسية، مما سبب توتراً عظيماً في المجتمع الإسلامي وحروباً أحرقت الضرع والزرع، والحقت أذى بسمعة الدين الحنيف في العالم.
وكان من أبرز ركائز دعوتهم الضالة هدم قبور الأئمة والأولياء وتجاهلوا قول الله سبحانه في تكريم المؤمنين لمقام أصحاب الكهف: { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدا}، وفعلاً كان المسلمون منذ فجر الرسالة يعبدون الرب الواحد الأحد عند قبر الرسول الأعظم ومراقد الأئمة والأولياء في المدينة المنورة وفي مكة المكرمة وفي سائر بلاد المسلمين، وهكذا كانت سيرتهم وهم المتشرعة وفيهم كبار الفقهاء إلى أن جاءت هذه الفئة الضالة وهدموا – فيما هدموا- قباب أئمة أهل البيت عليهم السلام في المدينة المنورة وهم الأئمة:
1/ السبط الأكبر الإمام المجتبى الحسن بن علي عليهما السلام إبن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
2/ الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي عليهم السلام.
3/ الإمام الباقر محمد بن علي عليهما السلام.
4/ الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام.
وقد كانت هذه الجريمة النكراء بداية توسع هذا الفكر الضال والذي لا يزال يعاني منه سائر المسلمين.
واليوم حيث يمر في الثامن من شهر شوال ذكرى هدم هذه البقاع المباركة علينا أن نهب – نحن كعلماء دين- و نقود المؤمنين نحو محاربة هذا الفكر التكفيري الهدام إبتداءً من المطالبة بإعادة بناء مراقد أئمة آل الرسول عليهم وعليهم صلوات الله ومن ثم إبطال هذه الخرافة التاريخية وإعادة المسلمين إلى حقيقة دينهم الحنيف الذي قال عنه ربنا سبحانه: { وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهيداً} .
والله المستعان.
محمد تقي المدرسي
(۹۸۶۳/ع۹۴۰)